م الآخر| إعلانات رايح جاي
![م الآخر| إعلانات رايح جاي](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/226552_Large_20140503093032_7.jpg)
تعلمت في دراستي الجامعية أن للإعلانات أنواع كثيرة منها التي تذاع عبر وسائل الاعلام المختلفة، وإعلانات الطرق والكباري والتي نراها في السينما قبل عرض الأفلام ..إلخ.
وحيث أنني أكتب مقالي هذا خصيصاً عن الإعلانات التي نراها على جوانب الكباري وأعلى العمارات والمباني المختلفة وخصوصاُ إعلانات البرامج التي تذاع على القنوات الفضائية ومحطات الراديو المختلفة ومقدميها.
ولكني استعجب من إعلانات برامج ومذيعي الراديو الذين لم نرهم من الأساس؛ فما الداعي لإعلانات لناس لم نراها بل نسمع صوتهم فقط عبر أثير الراديو، فمال الداعي لتلك الاعلانات التي تتكلف مبالغ كبيرة في تنفيذها.
لعل وعسى العذر الوحيد لمقدمي برامج الراديو في تلك الإعلانات أن من حقهم أن يعرفهم الناس الذين ينتظروا سماع صوتهم عبر موجات محطات الراديو المختلفة، لأنهم لم يظهروا ولكننا نتخيلهم ونحن نسمع أصواتهم؛ لكن مذيعي البرامج التليفزيونية الذين نراهم عبر القنوات الفضائية المختلفة يعرفهم المشاهدون عن ظهر قلب، فلا أعرف ما الداعي من تلك الإعلانات بالنسبة لهم وهم يظهروا على الشاشات ونحن نعرفهم ونحفظ وجوههم عن ظهر قلب.
ولعل بعضنا يعلم جيداً أن هؤلاء المذيعين يكسبون مبالغ كبيرة من عملهم بتلك القنوات الفضائية الخاصة، والتي تصل لملايين الجنيهات بل الدولارات، وأيضاً البعض يعلم معي أن تلك الإعلانات تتكلف أموالاً كثيراً ولكن أرى من وجهة نظري أن الاعلانات التي نراها عبر القنوات الفضائية تكفي ولا داعي للتكاليف الزائدة التي تجعلنا نمل من وجه ذلك المذيع أو تلك المذيعة قبل أن نراها في البرنامج.
وبسؤالهم عن مصدر تكاليف هذه الاعلانات سيقولوا أنها من أموالهم الخاصة التي يكسبوها من"عرق جبينهم"، ولكن ألم يعي هؤلاء أن هناك أولويات أخرى تخصهم أولى من تلك الإعلانات ذات التكاليف العالية التي لا تفيد بشيء، ولعل تكون حجتهم في هذا أيضاً أن معظم الناس يكونوا في أشغالهم، والطلبة في مدارسهم وجامعتهم، فلا يشاهدوا الإعلانات التي يتم بثها في القنوات الفضائية.
ولكني أقول لكم أن هذه ليست حجة لهذه التكاليف الباهظة، والتي يتم صرفها على إعلانات الكباري، وحتى السلع الاستهلاكية المختلفة فهي تبث عبر القنوات الفضائية وموجات الراديو المختلفة لا داعي لوجودها على الكباري وأعلى العمارات والمباني المختلفة بالرغم من أن هذه الدعاية تقوم بها الشركات المنتجة لتلك السلع والخدمات ولكني أراها تكلفة عالية دون فائدة طالما نشاهدها في القنوات الفضائية ونسمعها في الراديو فهذا يكفي.
ولعلي أستثني من هذه القاعدة الدعاية الانتخابية لانتخابات رئاسة الجمهورية حيث أننا لا يمكننا أن نتحدث في شيء يخص مستقبل مصر وشعبها في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد.
من هنا أناشد كل من يفكر في أن يصرف جنيها واحداً على تلك الإعلانات أقول له تذكر أننا نمر بمرحلة حرجة، وأن هناك ما هو أولى بكل جنيه يتم صرفه فيما لا يفيد.. فإنكم تصرفوا فيما لا يفيد، وهناك من يحتاج لقرش واحد ليأكل به، فأرجو أن تفكروا فيما حولكم قبل أن تفكروا في أنفسكم وشهرتكم.