محطة تعبئة أسطوانات الغاز بطلخا مهددة بـ«الانفجار» فى أى وقت
![محطة تعبئة أسطوانات الغاز بطلخا مهددة بـ«الانفجار» فى أى وقت](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/29767_660_1125237.jpg)
تواجه محطة تعبئة الغاز بطلخا بالدقهلية، التى تعتبر من أكبر ثلاث محطات بالمحافظة، خطر الانفجار فى أى وقت، الذى يمكن أن يؤدى إلى كارثة قومية من شدة الانفجار الذى يمكن أن تمتد دائرة تأثيره إلى نحو 50 كليومتراً، وذلك بسبب أخطاء فنية وعيوب صناعية تجاهلها المسئولون عن المحطة، وهو ما تسبب فى نقص الإنتاج اليومى من 35 ألف أسطوانة إلى 23 ألف أسطوانة.
السبب فى كشف هذه المأساة هو اعتصام العمال الذين أضربوا عن العمل للمطالبة بحقوقهم المادية، وأن يتم نقل تبعيتهم إلى شركة بتروجاس صاحب الحصة الكبيرة فى المحطة بعد حصة المحافظة، لما رأوه من فساد إدارى ومالى فى المحطة.[Image_2]
البداية كانت بعنبر طلمبات الغاز السائل، حيث مواتير تعمل بنصف طاقتها وأخرى معطلة منذ 3 سنوات بسبب عدم عمل صيانة لها، ووجود تنبيه هام من إدارة الصيانة على التزام جميع الأفراد بتصفية المياه من خط الطلمبة «2» قبل تشغيله مع فتح للمحبس لتصريف المياه، وهذا بصفة مستمرة لجميع الطلمبات، مع أن المفروض عدم وجود مياه، لأن المحطة تعمل للغاز فقط.
وقال أحد العمال لـ«الوطن»: فوجئنا بخزانات كبيرة الحجم سعة الواحد كما هو مدون عليها 50 طناً و66 طناً، وأحجامها وشكلها يدل على أنها جديدة، وتبين ذلك بالفعل، وتم إنشاؤها منذ عدة سنوات، ولم تدخل الخدمة حتى الآن، ومدون أيضاً تنبيه هام «لا يزيد ملء أى خزان «صهريج» على 80% من حجمه ولا يقل مستوى السائل داخل الخزان عن 20% عند السحب منه».[Quote_1]
وكانت المفاجأة عند وجود كميات كبيرة من الأسطوانات الفارغة داخل سور حديدى وشبكة حديدية، حيث أكد أحد العمال أنها 5 آلاف أسطوانة من الحجم الصغير «المنزلية» ومثلها من الحجم الكبير دخلت المحطة منذ ثلاثة أعوام لاستبدال الأسطوانات التالفة، التى تأتى من الاستخدام المنزلى وإرسال التالف للإصلاح أو التكهين حتى لا تتسبب فى مشاكل داخل المنازل وتتعرض للانفجار عند التشغيل، إلا أن الأسطوانات الجديدة كما هى منذ استلامها حتى الآن لم يتم تغيير شىء منها، بل إن تلك الأسطوانات أصبحت خطرة أيضاً لأنها تآكلت من عوامل الجو.
وأشار أحد العمال بيده إلى عدد قليل من الأسطوانات، وقال إن هذه الأسطوانات مملوءة بالغاز ووضعها فى هذا المكان يمكن أن يكون كارثة على المحطة بالكامل، ثم كانت الكارثة الحقيقية فى مرحلة التعامل مع الأسطوانات الفارغة لملئها بالغاز، وهى أخطر مراحل التعامل فى المحطة وأكثر منطقة تعانى من الإهمال الجسيم، حيث وضع عمال المحطة قطعاً من الكاوتشوك لتكون حاجزاً بين الإطار الحديدى للمنطقة وجسم السيارات التى تقوم بتفريغ الأسطوانات الفارغة.[Quote_2]
وأكد العمال أنهم وضعوا إطار الكاوتشوك بعد أن أخذوه من مصنع السماد المجاور لهم بصورة ودية لمنع احتكاك السيارات بالإطار الحديدى الذى يمكن أن يتسبب فى شرارة نارية تكون سبباً فى تدمير المحطة، كما أن موتور الصينية يخرج منه صوت عالٍ منذ شهرين، ولو تعطل لتعطلت معه المحطة بالكامل، وعند الاستعانة بمهندسى الصيانة يقولون «زود زيت واشتغل».
والأكثر خطورة عندما حدث تسريب فى ماسورة الغاز الرئيسية ولم يجد العمال حلاً، حيث وضعوا حولها قطعاً من الخشب ولفوها لمنع تسريب الغاز، بالإضافة إلى تهالك الخراطيم التى تستخدم فى ملء الأسطوانات مما يتسبب فى تسرب الغاز، وتعطل جهاز الشم الذى يتأكد من عدم وجود أى تسريب لأسطوانة الغاز بعد ملئها منذ ثلاث سنوات وتخرج الأسطوانة من التعبئة دون التأكد من سلامتها، وفى بعض الأحيان تتوقف المحطة بالكامل من أجل قطعة غيار قيمتها لا تتعدى 20 جنيهاً، وكل ذلك بسبب سوء الإدارة المحلية.
ومن جانبه، قرر اللواء صلاح الدين المعداوى محافظ الدقهلية، إقالة مدير المحطة بسبب الإهمال فى العمل، وإحالة مهندسى الصيانة إلى النيابة الإدارية واستبعادهم من العمل بالمحطة بسبب التقصير فى إجراء أعمال الصيانة الدورية اللازمة للمحطة، ووقف أى إجراءات جنائية أو إدارية ضد العاملين بالمحطة، والتنسيق مع شركة بتروجاس لإمكانية ضم المحطة إلى الشركة طبقاً لقوانين الشركة، وتشكيل لجنة على مستوى عالٍ للوقوف على الحالة الفنية للمحطة تضم ممثلين من (شركة بتروجاس - الفنيين المتخصصين بالمحطة)، وذلك لتحديد كل ما يلزم لرفع كفاءة وصيانة المحطة خلال شهر من الآن حتى تكون قادرة على الإنتاج بطاقتها الكاملة (37 ألف أسطوانة بدلاً من 25 ألف أسطوانة حالياً)، وإزالة كافة نواحى الإهمال الموجودة فى وحدات وأجهزة المحطة ووقف إنتاج المحطة لحين الانتهاء من أعمال الصيانة اللازمة لتأمين وسلامة التشغيل وتكليف رئيس مجلس إدارة المحطة بمتابعة تنفيذ كافة القرارات خلال 48 ساعة.[Quote_3]
وقال المحافظ لـ«الوطن»: «إن وضع المحطة يدل على وجود إهمال جسيم، وقررت عدم تشغيل المحطة إلا بعد عمل إصلاحات، و99% سأضمها إلى شركة بتروجاس، وأنا لو رأيت نوعاً من التطاول أو التجنى من العمال لقلت ذلك، لكن العمال لهم حق فى جميع مطالبهم».