م الآخر| كفاية إهمال
![م الآخر| كفاية إهمال](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/231128_Large_20140516125322_7.jpg)
لا أعرف إذا كنت قد كتبت في هذا الموضوع أم لا.. فلا أعرف في الحقيقة من أين أبدأ موضوعي هذا الذي أكتبه لكم اليوم.
فكالمعتاد كنت أتابع أحد برامج "التوك شو" أو برامج الرغي ـ من وجهة نظري ـ الذي يذاع على أحد الفضائيات المصرية المفتوحة حديثًا، وياليتني لم أشاهد شيئًا من الذي شاهدته في ذلك البرنامج.
بالرغم من أني لم أتابع الحلقة من أولها، ولا أعرف ما الداعي لبعض تلك المناظر المسيئة والمستفذة ـ من وجهة نظري ـ لأن تذاع على قنوات فضائية يشاهدها العالم كله، فنرى أن تلك البرامج تستعرض لنا بعض المناظر التي نشاهدها في المناطق العشوائية المنتشرة في جمهورية مصر العربية، سواء كانت في القاهرة أم باقي المحافظات المختلفة، أو حتى على محطات القطارات التي تصل بين المحافظات بعضها البعض، فشاهدنا وجود بعض المخلفات والقمامة في الشوارع المختلفة، وعلى محطات القطارات وصولًا إلى وجود بعض دورات المياة على جانب تلك المحطات، ولكن هذه الدورات غير صالحة للاستخدام الآدمي، فلا أعرف ما الداعي من وجودها من الأساس في وسط تلك المحطات إذا كانت غير صالحة لاستخدامها.
ناهيكم قرائي عن المناظر التي نشاهدها أمام المستشفيات المختلفة من أكوام القمامة ذات الروائح الكريهة جدًا، والتي لا تطاق ولا يستحملها بشر، وأيضًا نجد الناس المريضة التي تنتظر العلاج تجلس في الشوارع انتظارًا لفتح باب الرحمة بهم، فمن المفترض أن هذه المستشفيات بها ساحات لانتظار المرضى، ولكن نجدهم يرقدوا على أرصفة الشوارع في انتظار دورهم في العلاج.. هل هذا يعقل يا سادة؟ هل يحدث ذلك في أي دولة أخرى غير أنه يحدث هنا في مصر؟.
ففي الدول الأخرى نجد أن هناك اعتناء بالمستشفيات والمرضى أكثر من ذلك، فلا نشاهد تلك المناظر هنا في مصرحيث أننا نسمع هذه الأيام في مصر عن إضراب الأطباء عن العمل لأسباب عديدة، ولكن أليس هذا حرام.. ما ذنب هؤلاء المرضى أن لا يجدوا العلاجات المناسبة، أو حتى لا يجدوا من يعالجهم، ولكن هذا ليس موضوعنا الآن.
هذا على سبيل المثال لا الحصر، ونقيس على ذلك العديد والعديد من تلك المناظر المستفزة لمشاعر المشاهد والقارئ، حيث أننا نرى هذه المناظر تتكرر في الصحف المختلفة اليومية والإسبوعية، وكأن المسؤولين عن هذه الفضائيات وتلك الصحف تجاهلوا تمامًا أن كل هذا يصل إلى العالم الخارجي، فعندما يشاهد العالم سواء من خلال القنوات أو الصحف كم الإهمال الجسيم الذي نعاني منه هنا في مصر من خلال تلك المناظر المخجلة.
على النقيض نرى في البلاد العربية الأخرى، وحتى الدول العالمية كافة كم الاهتمام بنظافة البلد ونظافة شوارعها، وميادينها، ومستشفياتها فلو أخذنا مثال في الدول العربية المختلفة، ففي أحد البرامج المذاعة حاليًا على إحدى القنوات الفضائية اللبنانية نرى كم النظافة التي تتمتع بها البلاد العربية، بدءًا من نظافة الأشخاص الذين يعيشون في البلد، ووصولًا إلى الشوارع والميادين، والمستشفيات، فلا نجد مثلًا عندنا في مصر صناديق القمامة ذات الروائح الكريهة أمام باب المستشفى، ولا المرضى يرقدوا على أرصفة الشوارع مثل عندنا، ولكن نرى هناك نظام ونظافة، وحتى في البلاد الأوروبية نجد الاهتمام البالغ بنظافة البلد، ونظافة الشارع والميدان، ونرى أيضًا هناك اهتمام بالغ بالحدائق.
فبرغم ما يحدث في البلاد العربية الشقيقة من أحداث مختلفة إلا أن هناك اهتمام بالغ بالنظافة والنظام، أولًا وأخيرًا بشكل البلد الخارجي حيث الشوارع النظيفة، ونرى كم هم مهتمين بالحدائق، والزهور على اختلاف ألوانها.. إلخ.
فلماذا لا نغار من تلك البلاد على بلدنا الحبيب؟ ولماذا لا نهتم بنظافته مثل باقي البلاد؟ فنحن لسنا أقل من أحد لكي تكون هذه البلاد حالها أحسن من حال بلدنا، فلماذا لا يهتم المسؤولون هنا بنظافة بلدنا والاهتمام بشكلها الحضاري، فحال بلدنا هذه الأيام لا يليق بحضارة 7 آلاف عام، حيث أرى أنه لا يوجد اهتمام بشكل وجمال مصر كما تنبغي أن تكون.