انهيار «تحالف الإخوان».. و«الهاربون» يدشنون «وثيقة بروكسل» لتحالف جديد
انهار تحالف الإخوان بعد تدشين عدد من قيادات التنظيم الهاربة للخارج، وثيقة فى بروكسل، عاصمة بلجيكا، تمهيداً لتأسيس تحالف جديد بديل لـ«دعم الشرعية»، التابع للإخوان، بعد فشل الأخير فى إدارة ملف أزمة «عزل مرسى». ورفض التحالف التابع للإخوان الاعتراف بـ«وثيقة بروكسل» التى تسببت فى إثارة غضب شباب التنظيم واعتبروها تخلياً عن دم الشهداء، لعدم تضمنها بند عودة «مرسى». وتضمنت الوثيقة عدداً من البنود، منها: إدارة التعددية والتشاركية ضمن حالة توافقية توضع لها الآليات المناسبة بالاتفاق بين التيارات السياسية، ليجرى خلالها التخلص من آثار «3 يوليو» واسترداد ثورة 25 يناير واستعادة المسار الديمقراطى، وعودة الجيش إلى ثكناته، والتفرغ لوظيفته المقدسة فى حماية حدود البلاد والدفاع عن الوطن، والتعاون فى رسم مسار إصلاح جذرى شامل وعادل لمؤسسات دولة الفساد العميقة. ومن بين الشخصيات الموقعة على وثيقة بروكسل، محمد محسوب نائب رئيس حزب الوسط، وحاتم عزام نائب رئيس «الوسط» الهارب، وأيمن نور مؤسس حزب غد الثورة، ويحيى حامد القيادى فى حزب الحرية والعدالة، ومصطفى إبراهيم أحد كوادر جماعة الإخوان فى الخارج، وثروت نافع أستاذ جامعى مستقل، والكاتب الصحفى وائل قنديل نائب رئيس حزب الدستور سابقاً. وقال حاتم عزام، خلال المؤتمر الصحفى الذى عُقد مساء الأربعاء الماضى، فى بروكسل: «نحن نؤدى واجباً تأخرنا فيه كثيراً ونتناقش حول مبادئ عامة تجمع الجميع»، محدداً تاريخ 3 يوليو المقبل موعداً لتدشين كيان سياسى لإسقاط النظام المصرى الحالى، يقوم على تلك الوثيقة. وقال يحيى حامد، القيادى الإخوانى الهارب، خلال كلمته بالمؤتمر: «هناك محاولات لوأد ثورة 25 يناير. وندعو الجميع للائتلاف والتجمع بلا أية مزايدات؛ لمصلحة مصر»، وأضاف أن المسار بعد إسقاط النظام المصرى الحالى، سيكون ثورياً وليس إصلاحياً، وسيكون هناك جيش وطنى وشرطة وقضاء غير ما نراه الآن.[FirstQuote]
وفى أول رد لتحالف دعم الشرعية، الداعم للتنظيم، قال مجدى قرقر، المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية، فى تصريحات صحفية له، إن التحالف لا يمانع أى شخصيات تحت مظلته، أن توقع بصفتها الشخصية على الإعلان، مشيراً إلى أن التحالف ككيان ومكوناته الـ14 لم يوقع حتى الآن على الوثيقة. وأضاف قرقر: «من وقع عليه من الشخصيات المحسوبة على التحالف، وقعوا بصفتهم الشخصية، وليس تعبيراً عن الكيانات الممثلين لها، أو رأى التحالف»، موضحاً أن التحالف يواصل مشاوراته بشأن الوثيقة لبحث جدوى التوقيع عليه. واعتبر عصام محمد، أحد كوادر التنظيم، وثيقة «بروكسل»، تنازلاً عن دماء الإخوان فى رابعة والنهضة والحرس الجمهورى، مضيفاً: «الوثيقة تنازل عن قتلانا لأنها أغفلت محاكمة المتورطين فى هذه الدماء، وعودة مرسى إلى السلطة من جديد، الذى يعد أحد أهم بنود عودة الشرعية». وأضاف لـ«الوطن» أن الوثيقة تسببت فى حالة غضب داخل صفوف شباب التنظيم لأنهم يرونها تنازلاً عن عودة المعزول، مشيراً إلى أن فشل تحالف الإخوان فى إدارة ملف «عزل مرسى» هو السبب وراء التفكير فى إنشاء تحالف جديد. ووصفت زينب دسوقى، إحدى الأخوات وثيقة بروكسل بوثيقة التنازل، وقال وائل منير، أحد شباب الإخوان: «أى وثيقة لا تتضمن النص على رجوع الأوضاع لما قبل ٣ يوليو ٢٠١٣ خيانة لأرواح الشهداء وغدر بالمصابين والمعتقلين، من أجل كسب رضا بعض من يدعون الثورية وشاركوا فى 30 يونيو، وجرى استخدامهم كستار لسفك الدماء وعودة القمع»، فيما قال أيمن أبوالحسن، أحد شباب الإخوان: «لا تنازل عن عودة مرسى». من جانبه، قال سامح عبدالحميد القيادى بالدعوة السلفية إن تحالفات الإخوان قائمة على المصلحة، وليس لها علاقة بالشرع، مضيفاً: «حين وجدت تلك القوى أن سفينة الإخوان تغرق، بدأت بالقفز منها، كما يحدث الآن من الجبهة السلفية التى تبرأت من التنظيم، وحزب الوطن السلفى الذى خرج من التحالف، والبناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية الذى أعلن التبرؤ من العنف».
وتابع فى تصريحات لـ«الوطن»: لم يبق لدى الإخوان سوى أحزاب مهمشة كحزب الأصالة الذى يقوده إيهاب شيحة، وباقى القيادات المطاردة، فيما يسمى تحالف الشرعية الذى انهار.