معزولة بسبب كورونا.. "الوطن" ترصد أحوال كفر العجمي بكفر الشيخ
الأهالى: خايفين على ولادنا ونحافظ على مسافات الأمان وربنا فك كربنا
قرية كفر العجمى المعزولة بكفر الشيخ
فى السادس عشر من أبريل الجاري، تحولت قرية كفر العجمي التابعة لمركز ومدينة بيلا فى محافظة كفر الشيخ، من قرية ريفية بسيطة هادئة يعمل معظم سكانها فى الزراعة، الى ما يشبه ثُكنة عسكرية تحيط بها الحواجز الحديدية من كافة الاتجاهات، عقب عزلها صحيًا بسبب ظهور نحو 10 حالات مُصابة بفيروس كورونا المستجد، ليتبدل حالها تمامًا، وتتوقف فيها الحياة، ويمكث الأهالي داخل منازلهم، يستيقظون على صافرات سيارات الإسعاف وأصوات دوريات الشرطة. "الوطن" رصدت أحوال القرية بعد مرور نصف مدة الحظر.
كانت القرية الهادئة كانت على موعد مع الفيروس الذى طال الكثير من دول العالم، ففي الرابع عشر من أبريل الجاري، وبينما كان الهدوء يُسيطر ليلًا على القرية، فوجئ الأهالي بصافرات أكثر من سيارة إسعاف، وباستطلاع الأمر تبين إصابة أكثر من شخص من منزلين متجاورين بالفيروس، ونقلتهم السيارات الى مسشتفيات العزل، لتبدأ حالات الترصد والتقصى من فرق بمديرية الصحة، ليتبين بعدها إصابة نحو 10شخاص، ليقرر المحافظ عزل القرية لمدة 14يومًا، عقب ظهور إيجابية 8 حالات من أسرة واحدة.
وبناء على ذلك، بدأت قوات الشرطة فى إغلاق مداخل القرية بحدودها الأربعة وهى عبارة عن أرض زراعية من الحد البحري، ثم ترعة، وأرض زراعية ثم ترعة من الحد القبلي، ثم أرض زراعية من الحد الشرقي، وأرض زراعية من الحد الغربي.
بعدها يُسيطر الهدوء على القرية، لا خروج ولا دخول لأحد، سوى سيارات السلع الغذائية التى تحمل كافة أنواع السلع سواء لتوزيعها مجانًا على الأهالي، أو بيعها بأسعار مخفضة، بحسب عزمى شريف، أحد أهالي القرية، الذى أبدى تخوفه من مد مدة عزل القرية، "الحمدلله السلع متوفرة، والمحافظة وزعت على الأهالي أكثر من 2000 كرتونة غذائية مجانية، ووزعت لحومًا مجانًا على الأسر، بجانب ناس كتير دعمت السكان بشنط غذائية مجانية، وهناك حملات على مدار اليوم لرش وتعقيم الشوارع ، إضافة إلى تواجد المسؤولين بشكل دائم ، وتعامل الشرطة بطريقة لائقة.
المعداوى: نتعايش مع كورونا ونأمل انتهاء الوباء..والشرطة تُحسن معاملتنا
الشرطة تتواجد بالمداخل والمخارج، ودوريات تجوب الشوارع للتأكد من غلق المحال التجارية، كما أن فرق الصحة تفحص وتترصد الحالات المصابة، وتعقد ندوات توعوية وتشرح الإجراءات الاحترازية، حسبما قال عبدالعزيز دياب، أحد سكان القرية، مؤكدًا أنهم يعيشون فى هدوء لكنه اضطراري "مش متعودين على القعدة ولا إرتداء الكمامات، فجأة لقينا نفسنا مضطرين نقعد فى بيوتنا، ونطهرها كل شوية ونحافظ على مسافات التباعد الاجتماعي، لكن الدولة مش مقصرة معانا فى حاجة، السلع متوفرة ووفروا لنا ماكينة صراف آلي لصرف المعاشات مع الحفاظ على مسافات الأمان فيما بيننا، وتواجد مسؤولو البنك، لكن افتقدنا حياتنا الطبيعية وذهابنا للعمل".
«مكناش متخيلين إن الفيروس ممكن يطولنا، القرية هادية، لكن حدودنا القريبة مع محافظة الدقهلية هى السبب، والفيروس جالنا بسبب زيارة أحد الأشخاص من الدقهلية، لكن مضطرين نتعايش معاه، مع دعواتنا بأن يرفع الله عنا البلا، لكن خايفين على أولادنا، الفيروس مبيفرقش بين كبير وصغير، فيه أطفال مُصابة ، لكن الدعم النفسي من المختصين بيفرق معانا"، بهذه العبارة لخص جمعة المعداوي، أحد أبناء القرية كيفية دخول الفيروس التاجي لهم ما أدى لعزلهم صحيًا، مشيرًا إلى إنه يقوم بتعقيم ورش منزله مرات متعددة خلال اليوم الواحد، وأن المحافظة وفرت لهم المطهرات والمنظفات.
من جانبه، أكد اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، تقديم كافة أوجه الدعم للأهالى، فضلًا عن إرسال سيارات بشكل دوري لتطهير وتعقيم شوارع ومداخل القرية والمنازل والممرات الجانبية والمحال التجارية، فضلًا عن أعمال التطهير بالعديد من القري الأخرى المجاورة، مشيرًا الى إن بنك الطعام المصري وفر 2000 كرتونة من المواد الغذائية، للأسر تحت العزل الصحي المنزلي كدعم غذائي نتيجة الآثار الاقتصادية لفيروس كورونا المستجد، وكذا توفير اللحوم، ومواد التطهير والتعقيم، وتقديم كافة أوجه الرعاية اللازمة لهم.
وأضاف المحافظ، أنه جرى توزيع "شنطة الحماية الطبية"، وتوفير الخبز اللازم لجميع أهالي القرية، وتوزيع بعض الاحتياجات اليومية من الخضروات وغيرها وتوفير سيارات إسعاف على مدار اليوم تحت الطلب.
وأضاف المحافظ، اتخذنا كافة الإجراءات الوقائية، منها رفع المخلفات بالسيارة المكبس، والتخلص منها بإرسالها إلي مدفن مطوبس الصحي، إضافة إلى تشكيل فريق من التضامن الاجتماعي والوحدة المحلية للقرية وعمدة القرية وبعض من الشباب المتطوع من القرية للتواصل وحل المشاكل، علاوة على المتابعة المستمرة للاطمئنان على حالة المخالطين للحالات الإيجابية، وطرق مراقبتهم من قبل الفريق الطبى بالقرية.