أين تذهب المخلفات الطبية لمستشفيات عزل مصابي كورونا؟
عيسى: يتم دفن المخلفات في مدافن صحية تابعة لوزارة الصحة
![قفازات طبية](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/6653600061585615970.jpg)
قفازات طبية
مئات من القفازات والكمامات والبذلات الواقية والسرنجات الطبية المستخدمة، تخرج من غرف المستشفيات إلى سلال المهملات، حيث يقوم الأطباء وطواقم التمريض بعد كل معاملة مباشرة مع مريض، باستبدالها بآخرى جديدة معقمة.
ورصدت "الوطن"، خطوات رحلة التخلص من المخلفات الطبية الناتجة من مستشفيات العزل لمصابي فيروس كورونا، من خلال الدكتور محمد عيسى، رئيس فرقة مكافحة العدوى بمستشفى قها للعزل بالقليوبية، والذي أكد على اتخاذ الحذر الشديد عند التخلص من المخلفات الطبية وكافة النفايات الناتجة من مستشفيات العزل والتي تصنف بـ"نفايات طبية خطرة"، حسب قوله.
عيسى: كل مخلفات مستشفيات العزل تصنف نفايات خطرة ومنها حادة وغير حادة
من سلات المهملات لأيدي عمال النظافة، تبدأ رحلة التخلص من النفايات الطبية بمستشفيات العزل، وهم يرتدون جميعا بدلات واقية وقفازات طبية لحمايتهم، ويراعون في ذلك الفصل بين الأنواع، لأنه وبحسب رواية الدكتور محمد عيسى رئيس فرقة مكافحة العدوى بمستشفى قها للعزل، فإن النفايات الطبية الخطرة المستخرجة يوميا من مستشفيات العزل تنقسم إلى نوعين، نفايات حادة كالسرنجات والمشارط، وتوضع في علبة أو"سيفتي بوكس"، ونفايات غير حادة كالقفازات والكمامات والبدلات الواقية والقطن وغيرها من المواد غير الحادة، "حتى بقايا الأكل بيتم التخلص منها، مفيش أي حاجة من مستشفى العزل بتخرج للبيئة لأنها مصنفة نفايات شديدة الخطورة".
بعد الفصل بين الأنواع الحادة وغير الحادة، بواسطة عمال النظافة توضع المخلفات جميعا داخل أكياس حافظة ذات لون أحمر، مخصصة لحفظ النفايات الطبية، غير مُنفذة للسوائل تماما حتى لا تسمح بخروج أي نقطة سائل منها، إلى جانب تميزها بقوة التحمل والمتانة لاستيعاب كميات النفايات المستخرجة يوميا من غرف المستشفى.
حفظ النفايات في أكياس مخصصة ذات لون أحمر غير منفذة للسوائل ومحكمة الغلق
يتم إحكام غلق الأكياس الحافظة جيدا، وعبر ممرات خلفية بالمستشفى، غير الممرات المخصصة لتنقل المرضى والأطباء والطواقم الطبية، حيث تذهب أكوام النفايات إلى ما يعرف بـ"غرفة نفايات مؤقتة بالمستشفى"، ويفسر ذلك الطبيب المشرف على تلك العملية يوميا بقوله، "تمر المخلفات في ممرات خلفية بالمستشفى بعيدا عن الممرات التي يمر بها الأطباء والمرضى لضمان الحماية الكاملة لهم، مع حرص العمال والتمريض على ارتداء الملابس الواقية كاملة أثناء التعامل مع المخلفات وتطهير الممرات الخلفية بعد نقلها إلى غرفة النفايات".
أسبوعان كاملان في الفترة من 27 مارس حتى 10 من أبريل الجاري، هي فترة عمل الطبيب الثلاثيني المتخصص في مكافحة العدوى بمستشفى قها للعزل، وقضاها كمسؤول عن غرفة النفايات الطبية المؤقتة بها، ويشرف على تلك العملية بنفسه للتأكد من مراعاة الاشتراطات الصحية.
ويصف الطبيب، بداية الرحلة مع ساعات الصباح الأولى من كل يوم، حين تصل إلى المسشتفى سيارات تابعة لمديرية الشؤون الصحية بالمحافظة، لأخذ أكوام النفايات الطبية الخطرة بواسطة عمال يرتدون أيضا ملابسهم الواقية كاملة، يذهبون بها إلى ما يسمى بـ"المحرقة"، وهي المرحلة قبل الأخيرة في رحلة التخلص من النفايات الطبية الخطرة المستخرجة من مستشفيات العزل، بحسب قول الطبيب الثلاثيني.
الفرم والحرق والتعقيم والدفن.. مراحل التعامل مع النفايات بعد خروجها من المستشفى
"الفرم، والحرق، والتعقيم"، مراحل ثلاث تمر بها النفايات الطبية داخل "المحرقة" التابعة لمديرية الشؤون الصحية بكل محافظة، بعد خروجها من مستشفيات العزل، بما فيها الأكياس الحمراء والعلب الحافظة الموضوعة بها الأدوات الحادة، حيث يتم فرمها جيدا ثم حرق المادة الناتجة وتعقيمها في النهاية لضمان خلوها من أي فيروس، ومن ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي الدفن.
ويتم دفن المخلفات التي تتحول إلى "تراب" بعد فرمها وحرقها وتعقيمها، كما يروي الطبيب المختص بمكفاحة العدوى، وذلك في مدافن صحية تابعة لوزارة الصحة، وهي مدافن خرسانية من أعلى لأسفل لضمان عدم تسرب المواد إلى التربة وعدم اختلاطها بالمياه الجوفية، "رغم الفرم والحرق والتعقيم لازم الدفن يكون داخل مدفن صحي خرساني عشان نضمن عدم تسريب أي تلوث للتربة والمياه الجوفية تضر البيئة".
ليست كل النفايات الطبية تستخدم مرة واحدة فقط، بل يمكن تعقيم واقيات الوجه المعروفة بـ"الفيس شيلد" واستخدامها عدة مرات، بواسطة مُركب يعرف بـ"كلور ألف جزء في المليون"، وهو كلور مخفف بنسبة مياه معينة، يتم مسح وتعقيم ماسكات الوجه به بواسطة قطن طبي يمكن للطبيب استخدامه عدة مرات بعد التأكيد من تطهيره جيدا عقب كل معاملة مع مصاب.