مظاهرات «حرية الإبداع» تواجه «كفاية إسفاف» فى حضن ميدان واحد
![مظاهرات «حرية الإبداع» تواجه «كفاية إسفاف» فى حضن ميدان واحد](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/164241_660_32603.jpg)
لم يعد يليق بالمكان اسم صاحبه، فما عُرف عن الاقتصادى الكبير «طلعت حرب» من ثبات رؤية ومواقف، انتفى عن الميدان الذى يحمل اسمه، الذى أضحى ميداناً للمتناقضات، يحمل بين جانبيه فريقين متصارعين، الأول يمثله مجموعة من الفنانين الذين يتظاهرون منذ عام 2005 للتأكيد على حرية الرأى والتعبير وعدم المساس بها أياً كانت الأسباب، والفريق الثانى الذى ظهر مؤخراً، يتظاهر للمطالبة بالحد مما سموه «إسفافاً»، مشيرين إلى مجموعة من الأفلام التى تخالف الأعراف والتقاليد، مشيدين بقرار رئيس الوزراء بمنع فيلم «حلاوة روح».
«ده انتهاك لقدسية الميدان اللى وقف فيه أحمد فؤاد نجم، وإبراهيم أصلان، ومحيى الدين اللباد، ومحمد البساطى وسيد حجاب يطالبوا باحترام حرية الرأى والتعبير، فما يحدث نوع من العبث» قالها الناشر محمد هاشم، مالك دار «ميريت» للنشر والتوزيع، التى تبنّت تنظيم وترتيب الكثير من التظاهرات والوقفات فى ميدان طلعت حرب للمطالبة بحرية الرأى والتعبير: «فيه حلول كتير للتعامل مع الأفلام المسفة، أما المنع فمرفوض جملة وتفصيلاً».
«هاشم» الذى يكره أفلام «السبكى» لم يرحب بالمظاهرة التى تمت على بُعد خطوات من دار نشره: «مش معنى رفضى لسينما السبكى إنى أوافق على منع أفلامه، ده هيفتح بوابة للقمع والمصادرة، كنا نرفضه فى عهد الإسلاميين، وما زالت الدولة تمارسه» يخشى «هاشم» من تحوّل المنع والمصادرة إلى عادة: «الحكومة تسوق لفكرة المصادرة، وتشجع المزاج العام عليها».
لم يبد محمد سعيد، عضو فريق «داين تدان لمكافحة التحرش الجنسى»، وأحد منظمى وقفة «كفاية إسفاف» بميدان طلعت حرب تخوفاً كبيراً على مستقبل حرية الرأى والتعبير فى ظل المنع المباشر من رئيس الوزراء: «إحنا مع حرية الإبداع مش الإسفاف، كفاية أفلام كلها بلطجة، غرضها بس العرى مش أكتر».
محمد وزملاؤه تظاهروا فى ميدان طلعت حرب ضد الرقابة وتساهلها: «إزاى يسمحوا بأفلام زى دى، ضد العادات والتقاليد وتدعو للإسفاف، رئيس الوزراء ماغلطش لما منع حلاوة روح، ده كان بناءً على طلب المجتمع اللى رافض النوعية دى من الأفلام واللى نتيجتها بتكون زيادة نسب التحرش».