خبراء إدارة محلية: قدرة شبكة مياه الصرف أقل من استيعاب الأمطار الغزيرة
مستشار التنمية المحلية سابقا: على المواطنين كسح المياه من أعلى منازلهم
أمطار غزيرة اجتاحت محافظات مصر المختلفة
قال خبراء إدارة محلية، إن طاقة شبكات الصرف، لا تستوعب حجم المياه الغزيرة من هطول الأمطار خلال هذه المياه، وإن هناك طرق أخرى غير تقليدية، لمعالجة مشكلة تجمعات المياه فى الأنفاق والمنخفضات فى الشوارع، من خلال عمل بيارات لتجمع المياه وتحويلها إلى شبكات الصرف بطريقة مباشرة عبر طلمبات مياه.
وأوضحوا خطورة كميات المياه الهائلة على المنازل القديمة فى المناطق الشعبية والآيلة للسقوط، خاصة أن البنايات لا تكسوها طبقات من الأسمنت كغطاء خارجى "محارة"، مطالبين المواطنين، بكسح المياه أعلى منازلهم.
وأيد الدكتور إبراهيم حسن، خبير التنمية المحلية ومستشار وزير التنمية المحلية سابقا، ما قاله وزير التنمية المحلية اللواء محمود شعراوي، بأن شبكات الصرف طاقتها أقل من حجم المياه المتوقع هطوله.
وأوضح أن توسعة الشبكات مكلفة إلى حد كبير، ولا تتناسب مع حجم المشكلة التى تحدث بين فترات متباعدة، والمعاناة منها تكون أيام قليلة فى السنة، وأن الحل المناسب، هو استخدام سيارات كسح المياه لتصريفها فى المناطق الصحراوية، حتى لا تكون هناك ضغط على شبكات الصرف، منعا لتنفيذ قطع مياه الشرب عن الناس.
وقال: "سيكون من الصعب أن نحرم المواطنين من خدمة مياه الشرب لتخفيف الضغط على شبكة مياه الصرف، ويفضل صرف مياه الأمطار فى المناطق الصحراوية"، موضحا أن الحالات التى يجب قطع فيها الخدمات عن المواطنين، عندما تشكل خطورة على حياتهم وسلامتهم مثل حالات تجمعات المياه، بالقرب من محولات الكهرباء، وأنه فى هذه الحالة، لابد من قطع الكهرباء عن المواطنين، تخوفا من أى حوادث تهدد سلامتهم.
ويضيف "خبير التنمية المحلية"، أن الأمطار الغزيرة وكمياتها الكبيرة، تهدد المنازل القديمة ضعيفة التأسيس الموجودة فى المناطق الشعبية، التي جرى بناؤها بدون أعمدة خرسانية، وتعتمد فقط على عدد من المحال أسفلها، خاصة فى مناطق جنوب القاهرة والعشوائيات.
وأشار إلى أن المنازل القديمة، يجري تأسيسها من مواد بدائية، تتأثر بمياه الأمطار بسرعة، وأن كميات الأمطار الكبيرة، مثل التى تهطل هذه الأيام، تعتبر خطيرة على المنازل الآيلة للسقوط، التى يتجاهل سكانهم مشكلة ضعف المبنى، مطالبا أصحاب المنازل، بكسح المياه التى تتجمع أعلى أسطح المنازل، بشكل مباشر حتى لا تؤثر المياه على سلامة المبنى.
وقال الدكتور محمد شتا، أستاذ الإدارة المحلية، إن الطبيعى أن يوجد شبكة مياه صرف أمطار لكن لأن المشكلة التاريخية القديمة فى عدم وجود شبكات صرف أمطار فى كل المدن المصرية، التى بها طرق وأرصفة، فإنه لابد من وجود حلول أخرى بديلة، حتى لا تصبح المدن كبرك المياه وقت هطول الأمطار الغزيرة.
وأشار إلى أن الطريقة التقليدية، تتمثل فى كسح المياه بالسيارات وضخها فى شبكات مياه الصرف، وأن هذه الطريقة مكلفة اقتصادية أيضا، حتى لو كانت بديلة عن إنشاء شبكات صرف مياه الأمطار، ويعتبر أيضا هدر فى الأموال لأن المياه الغزيرة، تُكون بؤر تجمعات مياه فى مناطق مختلفة وكثيرة وهذا يعنى زيادة الطلب على سيارات المياه مرتفعة الثمن، وأنه فى الغالب تكون الأمطار الغزيرة، فوق طاقة سيارات الكسح على إزالة المياه.
ويضيف "شتا"، أنه من المؤكد وجود خريطة بتجمعات مياه الأمطار فى المدن الرئيسية وعواصم المحافظات، ما يسمح بوضع خطة عمل غير تقليدية مثل إنشاء أبيار عند تجمعات المياه وعمل طلمبات لسحب المياه من هذه الأبيار وتوصيلها بشبكات الصرف الصحى لضخها فى الشبكة بطريقة مباشرة دون الحاجة إلى سيارات لنقلها.
وعلق: "سيارات الكسح دى بتاخد المياه بتوديها فين، ماهى بترميها فى أى بلاعة صرف صحى، فخلاص يتعمل بيارات أو حتى غرف تتفيش صغيرة، وفيها طلمبة تضخ المياه على طول فى مواسير الصرف ودى طريقة غير تقليدية ومناسبة".
وحول مدى تحمل شبكات الصرف الصحى لكميات الأمطار الغزيرة، قال أستاذ الإدارة المحلية، إنه يمكن تقليل الضغط على شبكات الصرف الصحى فى الحالات الحادة، بقطع مياه الشرب عن المواطنين بفترات بسيطة لا تؤثر عليهم للسماح باستخدام الشبكة بشكل كلى للأمطار لتفريغ المياه بسرعة.
وأن يكون هناك تنسيق مع المواطنين، بمواعيد قطع المياه، وإعلامهم بمواعيد قطع المياه، وهو حل أمثل فى مواجهة مشكلة ضعف شبكة مياه الصرف مع كميات الأمطار الغزيرة، مطالبا المواطنين بضرورة كسح المياه من أعلى منازلهم وخاصة المنازل الآيلة للسقوط والمنازل القديمة، التى يؤثر حجم المياه الهائل بالسلب عليها إما من خلال وزنها أو من خلال تسريبها لجسم المبنى الداخلى، خاصة، أن أغلب البنايات غير مغطاة بطبقة أسمنتية، قائلاً: "المشكلة إن البيوت مش متمحرة".