حمدي السيد يطالب وزيري "الصحة والإعلام" بوقف برامج الدعاية للأطباء
السيد: برامج الدعاية المباشرة للأطباء غير أخلاقية
الدكتور حمدى السيد نقيب الأطباء الأسبق
وجّه الدكتور حمدى السيد نقيب الأطباء الأسبق وأستاذ أمراض القلب، نداءً إلى الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، وأسامة هيكل وزير الدولة لشؤون الإعلام، طالبهم فيه بوقف البرامج التي وصفها بـ"غير الأخلاقية" لأنّها تقدم دعاية مباشرة لعدد من الأطباء.
وأضاف السيد، في مقاله المنشور اليوم في جريدة الوطن بعنوان "الأطباء وأجهزة الإعلام": "يجب أن يعرض البرنامج العلمي على وزارة الصحة لأخذ الموافقة والتأكد من الدعاية الشخصية أو الترويج لأدوية غير مسجلة في وزارة الصحة"، موضحا أنّ وزارة الصحة يجب أن توافق على مضمون الرسالة الإعلامية، وعلى التعريف بالأدوية غير المسجلة فى الوزارة، وتهتم بالبعد عن الدعاية، وألا يدَّعي أن هذه الأدوية هي من النباتات الطبية.
وشرح نقيب الأطباء الأسبق، أسباب النداء، إذ أكد أنّه على مدى أكثر من 2000 عام، ومنذ عهد الإغريق، حيث العلم والفلسفة، اجتمع أهل العلم على أنّ لممارسة الطب قواعد أخلاقية، ويجب على ممارس الطب ألا يخرج عنها.
وتابع أستاذ أمراض القلب أنّ ممارسة الطب رسالة إنسانية وليست تجارة ووسيلة لتحقيق الثروة، وظهرت على يد العلامة أبوقراط قائمة الأخلاقيات التى يجب أن يتحلى بها ممارس الطب، ويسمى قسم أبوقراط ولا يُسمح للطبيب بأن يمارس الطب قبل أن يقسم هذا القسم الأخلاقى، وإذا خرج عنه أو مارس ما يسمى "العيب" يحاكم الطبيب، وعند إدانته يُمنع من مزاولة المهنة.
ولفت إلى أنّ قسم أبوقراط انتشر في جميع بلاد العالم، والجمعية الطبية العالمية أصدرت قائمة بقسمها، وأكدت أنّ الطبيب قبل الممارسة يقسم على هذا الالتزام، وكذلك في العهد الإسلامي كان هناك قسَم، وفي وقت الوالي محمد علي باشا عند ابتداء أول كلية طب في الشرق وأفريقيا صدر فيها قسَم الممارسة.
وزاد: "أنتهز الفرصة قريبا لنشر هذا القسم الجميل الموقع من الحاكم محمد علي باشا، ثم اجتمع وزراء الصحة العرب واتفقوا على قسم جميل يحمل كل المعاني الإنسانية الرقيقة، يُخرج المهنة من عملية تجارة أو وسيلة للثروة إلى عمل إنساني وأخلاقي جميل يحمي أسرار المريض ويراعي احتياجاته للرعاية الإنسانية، بصرف النظر عن كون المريض غنيا أو فقيرا، قريبا أم بعيدا، صالحا أم غير ذلك، صديقا أو عدوا، لا يفرق الطبيب في المعاملة وحقوق المريض الإنسانية".
وأوضح نقيب الأطباء الأسبق أنّه في مصر مرت أخلاقيات مهنة الطب بمراحل مختلفة، وكانت هناك أوقات تُحترم فيها هذه المهنة ويمارسها أصفياء ويعطون المثل على النقاء والتزام ممارسيها ولهم نقابة ولائحة آداب للمهنة، يحاسبون على عدم الإخلال بها، ثم أصيبت هذه المبادئ بالسكتة القلبية وبالممارسة المأساوية، وأصبحت المهنة في بعض الفترات وسيلة للحصول على أكبر عائد مادي، مع اللجوء لوسائل غير تقليدية وغير أخلاقية، خصوصا فيما يتعلق بالفقراء وغير المتعلمين، حتى اعتقد شباب الأطباء أنّ الله خلق الأمراض وأصاب بها البشر خدمة ورعاية للأطباء كي يحصلوا على العائد ويجمعوا الثروة.
وضرب الدكتور حمدي السيد مثلا بأننا بدأنا نشاهد ممارسات جديدة لم تكن معروفة من قبل، ومن ضمنها الإعلان عن الممارسة الطبية وصورة جميلة للطبيب تُنشر ضمن إعلانات فى الشوارع "للذي يريد أن يشاهد، هذا الإسفاف والضياع في شارع النصر في مدينة نصر وفي شارع صلاح سالم بمصر الجديدة".
وأشار السيد إلى أنّ هناك من يقول ماذا عن الثقافة الطبية للمواطنين، ومن سيتقدم لشرح المرض وطرق الوقاية منه، وهل هذا خطأ يجب الحرص على تجنبه؟، والرد على ذلك أنّ ثمة دولا كثيرة بها برامج أخلاقية في عدم الإعلام عن الأطباء أو التعريف بهم، ليظهر طبيب قلب على البرنامج التليفزيوني ويتحدث عن أمراض القلب وكيفية الوقاية والحفاظ على الصحة، وعندما يُسأل من هو هذا الطبيب، يقول مقدم البرنامج: هذا الطبيب من أحد المستشفيات التعليمية يتطوع مشكورا بالتعريف بالمرض والوقاية منه، ولا يعرف بنفسه أو خبرته وإمكانياته، وكل مرة يقدم التليفزيون أحد البرامج التعليمية، والتدريب يكون ذلك على لسان أحد الأطباء المشهورين الذين يعملون في مكان ما من مراكز التعليم الطبي.
وذكّر السيد في نهاية مقاله، المواطنين بأنّ كثيرا من هذه النباتات ضار بالإنسان، وكان القدماء يستخدمون النباتات الطبية كسموم لقتل المعارضين، مشددا على أنّه يجب ألا ننسى أنّ كثيرا من المواد المضرة مثل الحشيش والبانجو والأفيون والكوكا وبعض المواد الفطرية، مواد تسبب الإدمان وقد تؤدي إلى الوفاة ولا يمكن استخدامها إلا إذا مرت بالإجراءات الخاصة بتسجيل الأدوية، وأن تأخذ ترخيصا من وزارة الصحة قبل السماح لها بالتداول، ويجب أن يرفق بكل دواء نشرة طبية كاملة عن أصل الدواء وتركيبه الكيماوي وإجراء تجارب الدواء على الحيوانات والتجارب على الإنسان الطبيعي، للتأكد من أنّه آمن وغير ضار بالإنسان الطبيعي.
وطالب نقيب الأطباء الأسبق، وزارتي الصحة والإعلام ونقابة الأطباء، بأداء واجبها وحماية المواطنين من المواد الضارة، وهذه مسؤولية مشتركة من الجميع، وأخص بالذكر المواطن الذي يجب أن يكون لديه الوعي بالحفاظ على صحته.