"اللا عنف".. فلسفة غاندي التي احتفل بها العالم بعد 59 عاما من رحيله
المهاتما غاندي
يحتفل العالم، باليوم الدولي للاعنف في الثاني من أكتوبر من كل عام، وهذا التاريخ هو تاريخ ميلاد المهاتما غاندي، زعيم حركة استقلال الهند، ورائد فلسفة واستراتيجية اللاعنف.
وفقا لقرار الجمعية العامة 61/271 المؤرخ 15 في يونيو 2007، الذي نص على إحياء تلك الذكرى، اليوم الدولي هو مناسبة "لنشر رسالة اللاعنف، بما في ذلك عن طريق التعليم وتوعية الجمهور".
ويؤكد القرار الأهمية العالمية لمبدأ اللاعنف، والرغبة في تأمين ثقافة السلام والتسامح والتفاهم واللاعنف.
وأعلن أناند شارما، وزير الدولة الهندي السابق للشؤون الخارجية، وهو يعرض قرارا في الجمعية العامة، باسم الدول المشاركة في تقديمه، وعددها 140 دولة، أن اتساع نطاق المشاركة في تقديم القرار وتنوعها يعبران عن الاحترام العالمي للمهاتما غاندي وللأهمية الدائمة لفلسفته.
وقال، مقتبسا من أقوال الزعيم الراحل نفسه، "إن اللاعنف هو أقوى قوة في متناول البشرية، فهو أعتى من أعتى سلاح من أسلحة الدمار تم التوصل إليه من خلال إبداع الإنسان".
وفي العام الماضي، نظمت البعثة الدائمة للهند، فعالية عُنونت "العمل المناخي بطرق غاندي"، وعقدت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في 2 أكتوبر 2019، احتفاء بهذه المناسبة الدولية.
أما حياة وقيادة غاندي، الذي ساعد على قيادة الهند صوب الاستقلال، كانتا مصدر إلهام لحركات اللاعنف الداعية إلى الحقوق المدنية والتغيير الاجتماعي، في مختلف أنحاء العالم.
وظل غاندي، طيلة حياته، ملتزما بإيمانه باللاعنف، حتى في ظل الظروف القمعية، وفي مواجهة تحديات يبدو أنها لا يمكن التغلب عليها.
وقد كانت النظرية التي تستند إليها أعماله، والتي تضمنت تشجيع العصيان المدني على نطاق جماهيري، ضد القانون البريطاني مثلما حدث في مسيرة الملح التاريخية عام 1930، هي أن "الوسائل العادلة تفضي إلى غايات عادلة"، أي أنه ليس من المنطقي محاولة استخدام العنف لإيجاد مجتمع مسالم، فقد كان يؤمن، بأن الهنود يجب ألا يستخدموا العنف أو الكراهية في كفاحهم في سبيل التحرر من الاستعمار.
إن مبدأ اللاعنف المعروف أيضاً باسم "المقاومة اللاعنيفة" يرفض استخدام العنف الجسدي، لتحقيق تغيير اجتماعي أو سياسي.
وهذا الشكل من أشكال الكفاح الاجتماعي، الذي كثيراً ما يوصف بأنه "سياسة الناس العاديين"، قد تبنته جماهير الناس في مختلف أنحاء العالم، في حملات ترمي إلى تحقيق العدل الاجتماعي.
ومع أن اللاعنف، يُستخدم في الغالب كمرادف لمذهب السلام، فقد تبنت حركات كثيرة، تدعو إلى التغيير الاجتماعي، ولا تركز على معارضة الحرب مصطلح اللاعنف منذ منتصف القرن العشرين.
ومن الركائز الأساسية لنظرية اللاعنف أن سلطة الحكام تعتمد على موافقة السكان، ومن ثم يسعى اللاعنف إلى تقويض هذه السلطة من خلال سحب موافقة وتعاون الشعب.
وثمة ثلاث فئات رئيسية، للعمل اللاعنيف، وهي الاحتجاج والإقناع، بما يشمل المسيرات والاعتصامات، عدم التعاون، التدخل غير العنيف، من قبيل عمليات الحصار واحتلال أماكن.
اقرأ أيضًا:
72 عاما على اغتيال "غاندي": صوت الحالمين بـ"العدل والتسامح"
حفيد "غاندي": تعلمت منه الصبر والتسامح ورفع صوتي ضد أي ظلم
"رام وأنيل سوتار".. أب وابن يخلدان ذكرى "غاندي" بنحت تماثيل في 350 مدينة حول العالم
مارك هودا: محاضرة سنوية لمناقشة "الانسجام بين الأديان"
مديرة معهد غاندي: نسعى لمحو فكرة المدارس الشبيهة بالسجون.. ونعتمد "منهج اللاعنف"
لماذا شعر غاندي بالأسى من لقب المهاتما؟.. مذكراته تجيب
إنفوجراف.. محطات في حياة المهاتما غاندي
"ليس كل سقوط نهاية".. أبرز مقولات غاندي في الذكرى الـ 72 لاغتياله