فلسطين الخاسر الوحيد.. سيناريوهات اعتراف ترامب بمستوطنات الضفة الغربية
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
قال خبراء إن التهديد الفلسطيني بالانسحاب من صفقة القرن لن يؤثر على الرغبة الأمريكي في تنفيذها، وأنه بقرار الانسحاب من اتفاقية "أوسلو"، ستتحول الأراضي الفلسطنية إلى مسرح لهجمات عنف بين الفلسطنين والاحتلال الإسرائيلي، وستتعقد الأمور أكثر.
وكشفت مصادر دبلوماسية في واشنطن بعض تفاصيل ما سيعلنه الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، هذا الأسبوع في الملف الفلسطيني- الإسرائيلي، حيث صرحت أن ترامب سيقر اعتراف الإدارة الأمريكية بـ"الأمر الواقع" وبـ"ضم الأراضي للحاجة الأمنية لإسرائيل"، وستدعو إلى بدء مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويقول الأميركيون إن التقدّم فيها يؤدّي الى إقامة دولة فلسطينية، حسب "العربية".
وأعلن الجانب الفلسطيني رفضه التام لصفقة القرن، مهددا بالانسحاب من من اتفاقية أوسلو التي تحدد العلاقة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، إذا ما أعلنت الإدارة الأمريكية عن خطتها المرتقبة لحل النزاع في الشرق الأوسط، وفق ما أعلن مسؤولون فلسطينيون، حسب سكاي نيوز.
ترامب يرغب في تنفيذ صفقة القرن لشغل الرأي العام الأمريكي عن قضية عزله
السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن ترامب يسعى لتنفيذ صفقة القرن لعدة أسباب من شغل الرأي العام الأمريكي عن محاكمته، بالإضافة لكسب ود اللوبي اليهودي في أمريكا، لتأييده في الانتخابات الأمريكية المقبلة.
وأضاف رخا لـ"الوطن"، أن التهديد الفلسطيني بالخروج من اتفاقية "اوسلو"، لن يؤثر على القرار الأمريكي في تنفيذ اتفاقية صفقة القرن، مشيرا إلى أن واشنطن ستستمر في خطوات الصفقة دون أي تأثير من أي جهة خارجية.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أنه في حال تنفيذ صفقة القرن سيكون هناك تحرك عربي في المنظمات الدولية رفضا لها، مردفا أنه إذ خرجت فلسطين من اتفاقية "أوسلو"، ستكون الأمور في أسوأ حالتها، حيت تتحول إلى مواجهة ومقاومة قوات احتلال، بالإضافة إلى سلسلة من أعمال العنف المتبادلة بين الجانبين، وسيكون الوصول إلى توافق شبه مستحيل.
بينما قال الدكتور أيمن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، إن إسرائيل الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة، موضحا أن أمريكا ستعمل على تنفيذ صفقة القرن رغبة لها، وخاصة أن ترامب بحاجة لليهود في أمريكا لمساندته في الانتخابات المقبلة، وخاصة بعد أن اهتزت صورته في أعقاب محاكمته التي تتم حاليا.
وأضاف سلامة لـ"الوطن"، أن أي تهديد فلسطيني سواء بالخروج من اتفاقية "أوسلو"، أو غيرها لن يؤثر على تنفيذ صفقة القرن، مشيرا إلى أن الدول العربية لن تصمت على تنفيذها وستعمل على التحرك دوليا بالشكوى في مجلس الأمن والأمم المتحدة.
وتابع أن الخروج من اتفاقية "أوسلو"، ليس حلا للأزمة الفلسطنية ولن يؤدي لإلغاء صفقة القرن، بل ستتحول فلسطين إلى ساحة حرب بين الشعب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي.
ما هي اتفاقية أوسلو؟
واتفاقية أو معاهدة أوسلو، والمعروف رسميا باسم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي، هو اتفاق سلام وقعته إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن الأمريكية في 13 سبتمبر 1993، بحضور الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.
أفرزت اتفاقية أوسلو السلطة الفلسطينية، المحدودة بالإدارة الذاتية لأجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة؛ كما أنها اعترفت بأن منظمة التحرير الفلسطينية أضحت شريكا لإسرائيل في مفاوضات الوضع النهائي بخصوص القضايا العالقة، أهم هذه القضايا هي الحدود والمستوطنات والقدس، وقضية التواجد العسكري الإسرائيلي وسيطرته على المناطق الباقية بعد الاعتراف الإسرائيلي بالاستقلالية الفلسطينية، وحق الفلسطينيين بالعودة، إلا أن اتفاقية أوسلو لم تفرز دولة فلسطينية.