شاكر: "التنمية الأفريقية 2063" ترتكز على توفير بنية تحتية متطورة
مصر تتولى ريادة مشروع تطوير الخطة الرئيسية لشبكة الربط الكهربائي القاري
ألقى الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، كلمة نيابة عن الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، خلال افتتاح فعاليات الأسبوع الخامس لبرنامج تنمية البنية التحتية بأفريقيا PIDA WEEK 2019، المنعقد في القاهرة.
ونقل شاكر في بداية كلمته تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأعرب عن امتنانه لتواجده في هذا الحدث الهام، نيابة عن الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، الذي منعته ظروف العمل الطارئة من حضور الفعاليات.
وأعلن شاكر أن مصر بناءا على طلب وكالة الاتحاد الأفريقى للتنمية "النيباد"، ستتولى ريادة (Champion) مشروع تطوير الخطة الرئيسية لشبكة الربط الكهربائي القاري (Continental Transimission Master Plan)، وتطلع مصر للتعاون والتنسيق مع جميع الأطراف أصحاب المصلحة، وشركاء التنمية، لتنفيذ هذا المشروع الضخم والواعد.
وأكد أن تنفيذ هذا المشروع يمكن دول القارة الأفريقية من تحقيق الاستخدام الأمثل لمصادر الطاقة الضخمة المتاحة للقارة، عبر إنشاء سوق أفريقي موحد للطاقة بما يسهم في إيجاد حلول عملية لقضية نقص الطاقة، باعتبار أن إحداث التنمية المنشودة في دول الاتحاد الأفريقي لا يمكن أن يتحقق دون توفير المصادر المستدامة للطاقة وحسن إدارتها وتطوير إمكانات مصادرها المتجددة.
وقال شاكر، إن لأسبوع الخامس لبرنامج تنمية البنية التحتية بأفريقيا يعد أحد أهم الفعاليات الأفريقية التي توفر منصة لالتقاء الدول الأفريقية بشركاء التنمية الدوليين والإقليميين من القطاعات الحكومية، ومتعددة الأطراف والخاصة، من أجل الوقوف على التقدم المحرز في تنفيذ مشروعات البنية التحتية بالقارة الأفريقية، كأحد المحاور الرئيسية لأجندة التنمية الأفريقية 2063.
وأوضح أن موضوع الأسبوع الخامس للبنية التحتية في أفريقيا، الذي ينطلق تحت عنوان "إعادة توجيه أفريقيا لتنفيذ أجندة التنمية 2063 لتحقيق التكامل الاقتصادي من خلال مقاربة متعددة القطاعات لتنمية البنية التحتية" يعكس منظوراً ورؤية جديدة لتنفيذ مشروعات البنية التحتية في أفريقيا، تسعى لإعداد دول القارة لتنفيذ "أجندة 2063"، وتحقيق الاندماج الاقتصادي من خلال تحرك متعدد القطاعات لتنمية البنية الأساسية، ومزيداً من الانخراط للقطاع الخاص في تنفيذ مشروعات البنية التحتية.
وأضاف أن تلك الرؤية الجديدة تأتي إنطلاقاً من العمل الافريقي المشترك الذي لطالما سعى للنهوض بكافة جوانب عملية التكامل الاقتصادي والإقليمي في القارة الأفريقية وعلى رأسها تطوير قطاعات البنية التحتية.
وأكد الإيمان التام بأنه على الرغم من التقدم الذي أحرزته دول قارتنا في مجال البنية الأساسية منذ تحول منظمة الوحدة الأفريقية للاتحاد الأفريقي عام 2002 إلا أنها لا تزال تعاني من ضعفٍ كبيرِ في مقومات البنية الأساسية في جميع المجالات، بما يعرقل وتيرة التنمية الشاملة التي نسعي جاهدين إليها، حيث تفتقر العديد من المناطق بالقارة لبنية حديثة متطورة تمكنها من المضي قدماً في عملية التنمية، وهو ما نلمسه في معاناة عدد من الدول الأفريقية من نقص حاد في مصادر الطاقة، وضعف بنية النقل، وما يرتبط من ضعف الإمكانيات والخدمات الخاصة بالموانئ والمطارات، والسكك الحديدية.
ونوه أن تلك التحديات تهدد المكاسب التي حققتها القارة على مدار العقود الماضية وكذا الجهود الأفريقية المشتركة للارتقاء بمقدرات القارة الأفريقية، سعياً لتحقيق طموحات شعوبنا الأفريقية، كما تفتح الباب لمزيد من التوترات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الداخلية ذات العواقب غير المحمودة، بما يهدد استقرار دول القارة.
وأوضح شاكر أن الإجتماع اليوم يأتي انطلاقاً من الإدراك التام بأن تنفيذ أجندة التنمية الأفريقية 2063 يرتكز على توفير بنية تحتية متطورة ذات خدمات مستدامة، على ضوء ارتباطها بجذب الاستثمارات وتعزيز التجارة البينية بين الدول الأفريقية بما يُمكن من الوصول إلى تحقيق الاندماج الإقليمي، والتكامل الاقتصادي الذي تتطلع إليه دولنا وشعوبنا.
وأشاد شاكر بجميع الجهود التي بذلها الاتحاد الأفريقي من خلال برنامج تطوير البنية التحتية في أفريقيا "PIDA"، الذي يعد الإطار الرئيسي لتنمية البنية الأساسية بما يتضمنه من مشروعات للربط البري والملاحي والجوي، وتطوير شبكات الاتصالات، والربط الكهربائي، والسكك الحديدية، فضلاً عن الإرتقاء بالموارد البشرية في كافة هذه المجالات.
وأكد أن قضية تطوير البنية التحتية في أفريقيا أصبحت قضية مصيرية تشغل القيادات السياسية الأفريقية والتي تسعى جاهدة لتحقيق آمال وتطلعات شعوبها في التنمية والتحديث والعيش الكريم.
وفي إطار هذا الاهتمام، أكد شاكر أنه لا يمكن إغفال المبادرات الأفريقية التي تسعى لربط القارة الأفريقية ببعضها البعض تسهيلاً لعملية التكامل وتحقيقاً لتنمية شاملة، التي من بينها المبادرة الرئاسية لتنمية البنية التحتية في أفريقيا PICI، بما تشمله من مشروعات لربط دول القارة مثل ممر "القاهرة – كيب تاون"، ومشاريع الربط الملاحي كمشروع الربط بين بحيرة فكتوريا والبحر المتوسط، الذي يخدم الدول الأفريقية الحبيسة ويوفر لها منفذاً إقتصادياً على باقي دول القارة والعالم الخارجي ومشروع الطريق السريع عبر الصحراء الكبرى، ومشروع خط الغاز العابر للصحراء، ومشروع خط الالياف الضوئية العابر من الجزائر إلى نيجيريا مروراً بالنيجر، وشبكة الألياف الضوئية للربط بين رواندا والدول المجاورة.
وأشاد بالجهود التى بذلتها قيادات القارة الأفريقية فى إطار الاتحاد الأفريقى للنهوض بمشروعات تطوير البنية التحتية بالقارة، وحرصهاً على تعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين والمؤسسات الدولية والقارية والإقليمية لتوفير التمويل اللازم لتنفيذ مشروعات البنية التحتية، وكذا التسهيلات التى تقدمت بها لتحفيز مشاركة القطاع الخاص الأفريقى فى تنفيذ مشروعات القارة بما يعكس ملكية القارة الأفريقية لمشروعاتها وعملية التنمية الشاملة فى ربوعها.
وأشار إلى ما تمخضت عنه اجتماعات اللجنة الفنية المتخصصة للطاقة، والنقل، والرى، والسياحة، والاتصالات، التى عقدت بالقاهرة فى مايو 2019، وكذا نتائج الاجتماع الوزاري لوزراء البنية التحتية فى المبادرة الرئاسية لتطوير البنية التحتية فى أفريقيا Presidential Infrastructure Champion Initiative (PICI) القاهرة خلال شهر أكتوبر 2019، وما تضمنته من إعلان انضمام السودان لقائمة الدول الأعضاء بالمبادرة.