"توشكى".. أشهر سوق على نصف فدان في إسكندرية "مهجور": يهرب منه الزبائن
![سوق توشكى](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/14457881331568903145.jpg)
سوق توشكى
باكيات متراصة أوشكت على الانهيار، البعض منها يضم الباعة الجائلين الذين يقضون ساعات عملهم في معاناة لانتشار الأتربة والحشرات، للوهلة الأولى ترى انتشار مخلفات القمامة في كل ناحية، بجانب شعورك بالجفاف لانقطاع الكهرباء والمياه، حيث تحولت سوق توشكى بحي المنتزه ثان في الإسكندرية، إلى مكان مهجور، يعزف الأهالي عن التجول به، بل يتردد عليه متعاطو المخدرات في الساعات المتأخرة من الليل.
"الوطن" تجولت خلال ساعات الصباح الأولى، لترصد آراء الباعة، داخل سوق توشكى الملاصق لمساكن الزهور، حيث إنه يعد أقدم سوق في منطقة المندرة لبيع الفاكهة والخضراوات والأسماك واللحوم بجانب الأدوات المنزلية، وفي المقابل يشهد قلة في حركة البيع والشراء من قبل الأهالي، حيث يرجع ذلك إلى انتشار المخلفات، وانقطاع خدمات الكهرباء والمياه.
البائعون: "بقالنا 10 سنوات على الحال ده.. والمحافظة وعدتنا ببناء باكيات"
"أنا هناك بقالي أكتر من 20 سنة، ومن ساعة ما اتعرض السوق للغرق الناس هجرته".. هكذا يحكي فهمي علي، 60 عاما، بائع سمك، قصة غرق سوق توشكى والذي حدث قبل 4 سنوات إثر تعرضه لإحدى نوات الشتاء، الأمر الذي أدى إلى انهيار الباكيات المبنية من الخوص والخشب، وعزوف الباعة عن الوقوف بالسوق.
ويقول "علي" إنه يعمل ببيع الأسماك الطازة قبل 15 عامًا، مترددا إلى السوق من بلدته في محافظة الغربية، لـ4 أيام من كل أسبوع لجمع قوت يومه، معبرا عن أزمته الأخيرة بسبب اقتصار الوقوف في السوق على بيع مستلزمات محددة للمنازل وبعض أنواع الخضراوات والفاكهة بمجرد حلول أذان المغرب لانقطاع خدمة الكهرباء، بعد أن كان يعرض كل احتياجات الأسر والأهالي بأسعار مناسبة لجميع الفئات.
أما جابر حسين محمود، 61 عامًا، بائع أدوات منزلية لأكثر من 15 عاما، يقول إنه طول تلك الفترة يتلقى الكثير من الوعود ببناء باكيات مرخصة للبائعين ولكن دون جدوى، حيث أن معظمهم فروا إلى أماكن أخرى، كما أن المحافظة خصصت لهم بعض الباكيات المرخصة بسوق الـ30 التابع إلى حي المنتزه شرق الإسكندرية، والذي جرى الانتهاء من أعمال تطويره، مؤخرًا.
ويضيف "محمود"، لـ"الوطن": "بيقولوا ده كلام، طول عمرنا كده، محش بيسأل فينا، وأكتر من نصهم خرجوا وواقفين عند كوبري المنتزه، لأكثر من 12 ساعة، يوميا"، موضحا أن الوقوف على فرشته لا يتعدى الـ6 ساعات، يوميًا، لانقطاع خدمات المياه والكهرباء عن السوق.
أما السيدة علي، 60 عامًا، تأتي من محافظة البحيرة لتفترش وتبيع الألبان والجبن القريش لأكثر من 10 أعوام، تطالب بالتفكير في حل لإلزام البائعين من الوقوف في السوق دون أطراف المنطقة، بجانب توفير الكهرباء وتنظيف حدوده من مخلفات القمامة والحشرات.
مصدر مسؤول بالمحافظة: وضع البائعين غير قانوني.. وجرى نقله إلى سوق 30 المقنن
من جانبه، أكد مصدر مسؤول بمحافظة الإسكندرية، أن وضع البائعين بسوق توشكى غير قانوني، ولا يوجد أي تعليمات من المحافظة بتقنين أوضاعهم، حيث إن الأرض التي تبلغ مساحتها نحو نصف فدان، تابعة إلى هيئة الأوقاف المصرية.
وأضاف المصدر في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أنه جرى نقل حوالي 90% من البائعين إلى سوق الثلاثين التابع إلى حي المنتزه أول، مشيرا إلى أن حوالي نحو 15 بائع بسوق توشكى غير مقننين أوضاعهم لعدم وجود أماكن بباكيات إضافية في سوق الـ30.
وتابع أن محافظة الإسكندرية طرحت لعدة مرات بناء باكيات لهم بمجرد تخصيص أماكن للبائعين لتقنين أوضاعهم، مشيرا إلى أن أرض سوق توشكى تابعة إلى هيئة الأوقاف ولها حق التصرف في ملكية الأرض، ولذلك دائما ما يصدر قرارات إزالة للبائعين.
وأشار إلى أن سوق الثلاثين، الذي أقيم على مساحة 3.5 فدان عام 2007 بتكلفة تخطت نحو 37 مليون جنيه، حيث أنه يحتوي على نحو 636 باكية، وذلك وفقا للقرار الصادر رقم 687 لسنة 2007 بتشكيل لجنة مختصة لوضع الشروط والضوابط لتأجير الباكيات، وحددت اللجنة قيمة إيجار الباكية بنحو 278 جنيها شهريا، ليجرى التعاقد مع الباعة وتسليمهم الباكيات في 2008، وتم افتتاح السوق في 2009، على أنه جرى تطويره خلال 2018.