عندما كان عمره 3 سنوات انتقل للعيش داخل إحدى دور الأيتام فى مدينة طنطا بالغربية، نشأ وسط أطفال ظروفهم تشبه ظروفه، لم يكن فى ذاكرته أى ملامح أو مواصفات تقرّبه لوالديه، ولا يعلم السبب الذى دفع أسرته للتخلى عنه أو إلقائه فى الشارع.
"عبدالله": 15 سنة فى الملجأ ضيعت عمرى
حياة قاسية عاشها عبدالله السيد، الاسم الذى اختارته الشئون الاجتماعية له لاستخراج شهادة ميلاده، قبل إرساله إلى الدار التى عانى داخلها من قسوة تعامل المشرفين معه، فغادرها قبل وصوله إلى السن القانونية: «عمر ما حد طبطب عليا ولا قال لى كلمة حلوة، مشيت وأنا عندى 18 سنة علشان الدار باعتانا لزراعة أرض بور فى الصحراء من غير مقابل، قلت شغل بشغل أشتغل لنفسى».
محاولات عدة خاضها الشاب الذى أصبح عمره 23 عاماً للعثور على أهله، لكنه لم يصل إلى شىء، بداية من التواصل مع الجمعية التى رفضت إعطاءه أى معلومات، مروراً بنشر صوره أثناء فترة طفولته على الفيس بوك: «سافرت بلاد كتيرة عشان أشتغل وأبقى مستقر بس فكرة إنى خارج من دار إيتام دى عاملة زى نقطة سودا فى حياتى، عانيت بسببها كتير».
يعمل «عبدالله» حالياً فى أحد المقاهى فى طنطا، ترك دراسته فى المدرسة الفنية الزراعية منذ أن ترك الدار، وما عاشه من ظروف قاسية ينوى أن يعوّضه فى أولاده بعد أن يستقر فى عمله وحياته: «لما أتجوز وأخلف هعوّض فى ولادى، مش هخليهم محتاجين حاجة وهدوق معاهم الحنان اللى طول عمرى محروم منه».
تعليقات الفيسبوك