جهود المواطنين تسبق الحماية المدنية.. "إيد لوحدها متطفيش"
رجال الحماية المدنية يطفئون أحد الحرائق
الحريق قدر مؤذٍ، يلتهم كل ما يطوله دون تفرقة، ويسبب خسائر مادية فادحة، وأحياناً كثيرة يحصد الأرواح، وعند وقوعه تسود حالة من الهلع يحاول معها الجميع السيطرة على الأمر بكل الطرق والوسائل البدائية أو الحديثة، سواء باستخدام المياه أو طفايات الحريق، إن وجدت، وذلك حتى تصل سيارات المطافئ، التى كثيراً ما تتعثر فى الوصول بسبب الزحام أو ضيق الشوارع.
لا ينسى إبراهيم حمدتو، صاحب مطعم بسوق الفاكهة فى إمبابة، الحريق، الذى نشب خلال شهر رمضان الكريم، قبل عامين، ما زاد من الأزمة هو صغر مساحة السوق، والتصاق المحال ببعضها، يتذكر «إبراهيم»: «كنت موجود، كنا الصبح بدرى، ولسه أصحاب الفرش والمحلات ماجوش كلهم، فبدأنا نطفى بنفسنا لكن مالحقناش نعمل حاجة، لأن الموضوع كان كبير»، لم تستطع سيارات المطافئ الوصول إلى مكان الحريق بسبب ضيق شوارع السوق «العربيات معرفتش تدخل، فساعدناها بتوصيل الخراطيم من بره لجوه، كان الموضوع وسع والسوق ضيق جداً»، ويحكى إبراهيم «بعد التعامل مع النيران الجميع تعلم درساً هاماً جداً، وهو ضرورة الاحتفاظ بطفايات الحرائق داخل المحال، بقينا نجرى على أى حاجة تحصل حتى لو بسيطة، ومعانا طفايات فى المحلات»، مضيفاً «موقف آخر حدث فى إمبابة من شهر، لما نشب حريق داخل أحد البيوت، طفينا النار بالجهود الذاتية، حتى قبل ما توصل المطافى، ما إحنا اتعلمنا بقى».
محاولات كثيرة لإخماد النيران و"تسليك" الشوارع أمام المطافئ
سيد فيصل، يعمل بائعاً فى العتبة منذ عام 1992، يتذكر جيداً حريق «الرويعى» الذى دمر المنطقة قبل سنوات، قائلاً «كنا فى بيوتنا، الحريقة حصلت فى وقت متأخر، وأول ما سمعنا بيها، جرينا على أكل عيشنا اللى بيولع، وبدأنا نطفيها».
الشعب المصرى يجتهد كثيراً فى أوقات المصائب، جملة أدركها «إبراهيم» جيداً وقت الحريق: «أصل يعتبر إحنا ساعدنا فى إطفائها، وسعنا الطريق للمطافئ، وقفنا العربيات فى الشارع، وسلكنا الدنيا»، ضيق الشوارع كان عائقاً أمام المطافئ، وكان دور الأهالى هو إدخالها من الشوارع الأكثر اتساعاً.
شاهد «سيد» حريق سوق الخضار الذى حدث مؤخراً: «الشوارع أوسع شوية، لكن لو كان فيه سرعة أكتر من المطافى كنا لحقنا الدنيا أكتر من كده».
محمد عبدالعال، يعمل بائعاً فى العتبة أيضاً، وشاهد على حريق سوق الخضار يقول «وقفنا كلنا مع بعض ومع المطافى لحد ما الحريقة هديت، أصلها كانت شديدة قوى».
يختلف الأمر كثيراً فى حال كان الحريق فى شارع رئيسى، ويتذكر محمد عاطف حريق الفجالة: «اللى خلص الدنيا إن الحريق كان بره، الحمد لله ربنا ستر ويستر على كل الشوارع».