طالب ثانوى.. وبطل فقرة «البامبوك»: بقالى 8 شهور ما قبضتش
صورة أرشيفية
دخل السيرك وهو ابن الـ5 سنوات، للتدريب على فقرة البامبوك، وهى عبارة عن ماسورة يتم حملها على مقدمة الرأس أو الكتف أو الصدر، ويقف عليها الطفل حتى يصل إلى السلم، اختلف الأمر حالياً بعدما وصل حسن علاء راشد، إلى سن الـ17 وأصبح هو حاملاً للصغار ومدربهم فى الوقت نفسه: «فى آخر الفقرة بشيل طفلين على راسى»، لكنه لا يزال يعامل معاملة الأطفال بدون عقد أو إثبات حق أو ترحيل اسمه إلى قائمة الصبية: «بقالى 8 شهور شغال ولسه ما قبضتش».
يحكى أن ألعاب السيرك جميعها خطر وتفتقد عنصر الأمان والحماية أثناء الوقوف على خشبة المسرح: «حتى حزام الأمان اللى كان فى ضهرى قبل كده اتقطع كذا مرة وأفلت من الموت بأعجوبة»، مؤكداً أن له زميلاً فى السيرك يدعى «إبراهيم» يسبقه فى العمر تعرض لعدة إصابات ومواقف خطرة، ولم يكن هناك الدعم الكافى، فضلاً عن انقطاع الكهرباء عليه أثناء تقديم فقرته: «الكهربا قطعت وأنا متشعلق فوق، وبقولهم إلحقونى كنت هموت»، يحاول نسيان هذا الموقف الأليم الذى لا يتمنى أن يتعرض له أحد فى المستقبل لشدة صعوبته.
إصابات كثيرة تعرض لها «حسن» ما بين مزق وكدمات، و«مزق» فى الذراع، لكنه يواصل أداء عمله الذى نشأ عليه وقلبه مُحمل بالخوف من المجهول خاصة فى ظل غياب وسائل الأمان داخل السيرك: «فقرتى بيشارك فيها طفلين صغيرين ومفيش حماية ليهم»، يعمل على مدار الشهر يقدم فقرته بشكل يومى دون مقابل مادى، يخضع لتدريبات وبروفات مكثفة دون شكوى حباً فى هذا العمل الشاق، ثم يعود للبيت ينكبّ على كتبه ليواصل مذاكرته حيث تجرى حالياً امتحانات الثانوية العامة: «نفسى أدخل كلية كويسة عشان أطور إمكانياتى».
زملاء «حسن» فى المدرسة أطلقوا عليه لقب «الماجيكو»، معبرين عن انبهارهم بصديقهم الخارق الذى ينفذ فقرات لا يكون بوسعهم سوى التصفيق له وتشجيعه: «بيفكروا إن اللى بعمله ده سهل وهما ما يستحملوش يوم تدريب»، يحكى أن من المواقف الصعبة الخطيرة التى يتعرض لها بشكل يومى وجوده فى الهواء دون وسائل أمان كافية: «ببقى متشعلق ممكن اللونجة تتقطع فى لحظة وأروح فيها».