"حتى في أحضان الحبايب شوك".. السندريلا والعندليب قصة حب أفسدها الفن
سعاد حسني وعبد الحليم حافظ
صور قليلة بالأبيض والأسود خلدت الذكرى، عيناه دائمًا معلقة بها كأنها الشمس التي يدور حولها، لم يملك سوى أن يحبها، الحب الذي تحول إلى جرح غائر في حياة كلاهما، علاقة "السندريلا" و"العندليب" ظلت منطقة شائكة ممنوع الدخول إليها طوال حياتهما، وأصبحت لغزًا بعد رحيلهما.
لا أحد يستطيع أن ينكر الحب بينهما الذي تفضحه العيون المحبة بسذاجة، ولكن كثرت الأقاويل بين تأكيد ونفي زواجهما السري الذي استمر نحو 6 سنوات، وضعت سعاد حسني نهايته بنفسها، كما جاء على لسانها في كتاب بعنوان "سعاد حسني: سندريلا تتكلم" للكاتب منير مطاوع، يعود تاريخ نشره إلى عام 2002، وجمع فيه على لسان السندريلا تفاصيل حياتها وخصوصيتها.
أُغرمت به أذناها قبل أن تلقاه عيناها بسنوات، عندما تسلل إليها بصوته الحنون الذى ذابت فيه عشقا، وكان عليها أن تنتظر سنوات حتى تلقاه في أحد الحفلات التي كانت تحضرها برفقة شقيقتها نجاة، فلم تكن تتجاوز الـ17 عامًا عندما تعرفت عليه للمرة الأولى، ومن النظرة الأولى تسلل الحب خلسة إلى قلبهما وكانت البداية، خاصة عندما عملا معا في فيلم "البنات والصيف" عام 1960.
وأوضحت "سعاد"، في الكتاب، طبيعة العلاقة التي جمعتها في البداية "في الأول كان بيعطف عليا، بنت صغيرة داخلة عالم جديد، لا أنكر أبدًا فضله عليا في خطواتي الأولى المرتبكة، كانت عواطفه شلالات ومشاعره خالصة مخلصة وبيحب بجد"، بدأ الحب يتسلل إلى قلبهما ويتمكن منهما تمامًا.
"طلبت منه الجواز.. كنت عايزة أتجوز واستقر، عايزة يبقى ليا بيت وعيال، عايزة أبقى ست ويبقى ليا زوج أسعده ويسعدني"، كانت "سعاد" تحلم بمنزل يجمعها بفتى أحلامها الأول، تحلم بأولاد يملؤون أرجاء المنزل حولها، تحلم بحياة أسرية لم تحظ بها في طفولتها التي تنقلت فيها من منزل لآخر.
زواج وطلاق ونزاعات عائلية، وسط عدد كبيرة من الأخوة من ناحية الأب والأم اللذان تزوجا أكثر من مرة، كانت تحلم بهدوء واستقرار لم تعرف معناهما منذ سنوات عمرها الأولى التي بدأت فيهم العمل بالفن، ولكنها استيقظت من تلك الأحلام على مفاجأة مدوية، "حليم، كان معبود النساء وفتى الأحلام وكل البنات بتحبه ومع إنه بيحبني خاف من الزواج، خاف من إن حب إنسانة واحدة.. بنت واحدة ممكن يخسره حب كل البنات، خاف منى على عبدالحليم حافظ الفنان".
أمام الحب تنازلت واختارت التضحية، الأحد.. اليوم الثالث من شهر أبريل عام 1960، تمّ الزواج بين سعاد حسني وعبدالحليم حافظ تحت صيغة "عقد زواج عرفي"، وكان يوسف وهبي ووجدي الحكيم؛ شاهدان على العقد الذي وقعه شيخ الأزهر في ذلك الوقت حسن مأمون "لأني بحبه فعلا وافقت على رغبته إننا نتزوج فى السر، ما كنتش عايزة أخسره لأني كنت بحبه، واتفقنا إننا بعد 5 سنين نعلن الزواج، عشنا السر لا حد يعرف ولا حد دريان، كان هو يتسلل من بيته في شارع حسن صبري، ويعيش معايا في شقتي في شارع يحيى إبراهيم".
بدأ الضيق يتسلل إلى "سعاد" رفضت فكرة الزواج مع إيقاف التنفيذ طالبت بكل وضوح أن تكون زوجة أمام الجميع وتحظى بحياة زوجية طبيعية، حاولت إقناعه أن الزواج لن يؤثر في نجوميتهما، ولكن كانت الإجابة "أنا ما أقدرش أضحي بفني.. ما أقدرش".
وللمرة الثانية تجد "سندريلا" مضطرة إلى التضحية وقطع نياط قلبها بيديها العاريتين، "ضحيت بحبي ليه وسعادتي معاه.. انتهت القصة، لقتني بهرب من أي مكان يكون موجود فيه، أهرب من صوته وصورته واسمه".
لم يطيق "حليم" الابتعاد عن محبوبته، عض أصابع الندم، أرسل لأصدقاء والوسطاء فقد قبل أخيرًا فكرة إعلان الزواج، إلا أنه في تلك المرة كان الرفض من جانب محبوبته "بدأت أحس أن اللي بيني وبين حليم مكانش ينفع بيت أحلامي، بيت أحلامي فيه أولاد وبنات، فيه ناس عايزة تعيش زي ما هي مش زي ما الجمهور عايز، وصحة حبيبي عبدالحليم لم تكن تسمح، ونجوميته كانت أهم عنده من أي حاجة تانية".