أهل الكرم.. القناوية والشراقوة عزموا القطار والمنايفة فطروا "الإقليمي"
![شباب المراشدة يوزعون وجبات إفطار على الركاب](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/7828772031557568029.jpg)
شباب المراشدة يوزعون وجبات إفطار على الركاب
"اللي عزموا القطار.."، أطلقت على إحدى المحافظات للدلالة على كرم وشهامة أهلها، ويحدث تلك الأيام بنماذج مختلفة في أكثر من محافظة بشهر رمضان، إذ طالما تجد العديد من المبادرات الطيبة لإفطار الصائمين أو إعداد السحور لهم، خاصة للمسافرين عبر الطرق أو القطارات، بدعم مادي من المواطنين والشباب والجمعيات الخيرية. وتستعرض "الوطن" بعض تلك الفعاليات التي تعد شاهدًا على سخاء الشعب المصري، في المنوفية وقنا والشرقية.
أهالي المنوفية يفطرون المسافرين على الطريق
يشتهر أهل محافظة المنوفية بإفطار الصائمين في شهر رمضان من كل عام، ويعتبر "إفطار المسافرين" عادة يحافظ عليها أهالي المحافظة كل عام، فيوزعون مياه وتمور وعصائر على السائقين، الذين لم تسعفهم ظروفهم على الإفطار وسط ذويهم وأهاليهم.
وبدأ أهالي زاوية جروان بمحافظة المنوفية، مشروع "إفطار صائم" الذي يحرصون عليه رمضان من كل عام، فجهزوا مئات الوجبات الساخنة المكونة من ساندوتشات لحوم ودواجن وكبدة وأطباق أرز، وخصصوا جزءا منها لإفطار المسافرين على الطريق الدائري الإقليمي، المار بالقرية.
وقال أيمن الدهشوري، أحد المتطوعين بالمبادرة بقرية زاوية جروان: "المشروع يشترك به عشرات المتطوعين من القرية منذ سنوات طويلة، لكن هذا العام تم توجيه جزء كبير منه لإفطار الصائمين على الطريق الإقليمي الدائري".
وأضاف "الدهشوري"، أنه تم شراء أقماع وسترات فسفورية للمشاركين في الحملة منعا للحوادث، وتنبيه المسافرين لمكان الحملة التي عنوانها "افطر معانا"، متابعا: "الطريق ده أول سنة رمضان بعد تشغيله، الطريق ده بيمر على 5 محافظات: الجيزة، المنوفية، الغربية، الشرقية، والدقهلية، واللي بيمر بمدينة الباجور وقت الإفطار بيبقى قدامه ساعة تقريبا في كلا الاتجاهيين، ومعظمهم سائقين للنقل وتباعين ولا يوجد خدمات على الطريق كتير".
وتابع: "كنا مفكرين أننا هناخد وقت والعربيات مش هتقف كتير، لكن اللي حصل أننا وقفنا أقل من ربع ساعة بس وزعنا الـ100 وجبة، ولو كان معانا 500 كان هيتم توزيعهم، والملفت أن إحساسنا واحنا بنوزع وجبات الطريق بيكون أكتر فرحة من تفاعل الناس والسعادة اللي على وشهم".
وأردف: "كنا هنعمل وجبة عادية أرز وفراخ أو لحمة، لكن لقينا الساندوتشات عملية أكتر يقدر ياكلها وهو بيسوق، عملنا سندوتشات لحمة باردة وكبدة وبطاطس وخيار مقطع وكاتشب".
توزيع وجبات الإفطار بالطريق الصحراوي في قنا
في الطرق الصحراوية وعلى امتداد القرى والمدن المطلة عليها، دوما ما تجد هذا المشهد في شهر رمضان لشباب قرية المراشدة على الطريق الصحراوي الغربي "قنا - سوهاج"، حاملين في أيديهم أكياس غذائية لإفطار المارين من الصائمين سواء السائقين أوالركاب في هذه الفترة لا يملكون فيها الوقت للإفطار وسط أسرهم وخاصة أصحاب السيارات النقل الثقيل.
ويقول محمود المراشدي أحد الشباب المشاركين في توزيع الإفطار، إن الفكرة جاءت لشباب القرية بعدما شاهدوا من خلال وسائل الإعلام قيام الشباب والمواطنين في جميع طرق محافظات مصر بالقيام بحملة "إفطار صائم" تطوعًا، مما دفع الشباب هذا العام القيام بذلك وإفطار الصائمين من السائقين وغيرهم من المارين بالطريق.
وتابع أن الوجبة الغذائية عبارة عن تمور ومياه معدنية وعصائر من مختلف الأنواع موضوعة في كيس بلاستيك مربوط ويتم التوزيع على السائقين قبل أذان المغرب بنصف ساعة أو يزيد ويستمر الشباب حتى بعد الإفطار بدقائق تحسبًا لمرور صائمين لا يوجد لديهم ما يفطرهم من غذاء.
وتابع أن الحملة تتلقى دعما ماديًا من المواطنين والشباب المشاركة وإحدى الجمعيات الخيرية بعدما اقترحنا عليها هذا، لافتًا إلى أن عملية حملة "إفطار صائم" سوف تستمر كل عام وبشكل متوسع.
الشراقوة يستغلون عطل مفاجئ ليعزمو القطار على السحور
قبل رفع أذان الفجر بنصف ساعة أو أقل تعطلت عجلات إحدى القطارات فجأة بمحطة "أبو حماد" بمحافظة الشرقية، ليكون موعدا مع الصدفة ويتكرر شعار أهالي محافظة الشرقية: "الشراقوة عزموا القطر"، للمرة الثانية بعد أكثر من قرن من الزمان.
توقفت عجلات القطار عن الحركة شيئا فشيء قبل أن تستقر بركابه في "أبو حماد"، قبل سحور عاشر أيام رمضان 2019، وكأنما التاريخ يعيد نفسه فهذا ما قد حدث في رمضان عام 1917، حين تعطل قطار خط الشرق أمام قرية "أكياد" بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية أيضا، ولكن قبل آذان المغرب وليس الفجر، لتظهر شهامة أهل المحافظة، المعروف عنهم صفات الكرم وحسن ضيافة، وتتحول ساحة محطة القطار في القصتين إلى "عزومة" كبيرة لجميع الركاب في غضون دقائق قليلة.
وسرعان ما انتشر خبر تعطل قطار "أبو حماد" على الرصيف بين أصحاب المحلات القريبة من المحطة، وعلى الفور قرر صاحب أحد أشهر محلات "الفول والطعمية" والمعروف هناك باسم "سامبو"، أن يعزم كل ركاب القطر على وجبة السحور دون أي مقابل، وحسب قوله، فهو يرى أن ما فعله "أقل واجب في مثل هذا الموقف".
وبمساعدة شباب المنطقة، اجتمع "سامبو" صاحب المحل، بركاب القطار المتعطل على مائدة سحور واحدة، وحسب حديثه لـ"الوطن"، جلس الجميع يتناول الطعام قبل الفجر معا دون سابق معرفة، وتحول العطل إلى عزومة سحور جماعية.
ولم تقتصر شهامة أهل أبو حماد بالشرقية على "عزومة" السحور فقط، بل تسابق الشباب المتواجد في نطاق المحطة لشراء عصائر ومياه للركاب، وحسب وصف محمد ربيع، أحد الشباب المشارك في مساعدة ركاب القطار، لـ"الوطن"، سارع بشراء عصائر ومياه بكل ما كان يحمل من نقود ووزعها على الركاب كنوع من المساهمة في تخفيف صعوبة الموقف عليهم.