تشاد: الفول أغلى من اللحمة وأجرة المسحراتى حبوب وفاكهة
المنتصر الهادي
تشاد دولة أفريقية بنكهة عربية، يمثل رمضان فيها عيداً تختلط فيه المكونات الأفريقية بالعربية، يحاول مواطنوها الذين ينتمون إلى أكثر من 200 مجموعة عرقية ولغوية مختلفة الحفاظ على هويتهم التى طمسها الاستعمار، يطلقون على شهر رمضان «قصير» من شدة شوقهم واستعجالهم لشهر الصوم، تحتل الديانة الإسلامية المرتبة الأولى بها حيث تصل نسبتها إلى 70% من 90 مليون نسمة، وتليها المسيحية. يحكى الشاب التشادى المنتصر الهادى، طالب بجامعة الأزهر، أن الزيجات تكثر قبيل شهر رمضان وليس بعده، إيماناً من شعب بلاده بأن الزواج سيكون مباركاً على عكس الوضع فى كثير من البلدان العربية التى تفضل إقامة حفلات الزفاف عقب انتهاء الشهر الكريم، مؤكداً أن هناك طقوساً طريفة يتسم بها الشعب التشادى دون غيره، منها قيام الأطفال والشباب قبيل شهر الصوم وأثناءه ببناء كثير من المساجد من الطين وغيره من المكونات التى تجعله صلباً قوياً، وعادة ما يصل ارتفاعها إلى قرابة المتر ويؤدون فيها الصلوات الخمس ويكثرون من قراءة القرآن مما يسهم فى ارتباطهم بهذا الشهر منذ الصغر. وعن طقوس الطعام الرمضانى التشادى يقول «الهادى»: إن مائدة رمضان لا تخلو من «الأبرى» وهو مشروب مصنوع من ذرة البربرى والبهارات وخاصة الزنجبيل والقرفة والحبهان والقرنفل والشطة، إضافة إلى مشروب «الأنقارا» الذى يتكون من الكركديه والدخن وهو نوع من الذرة أيضاً، وتعد وجبة المديدة من أشهر الأكلات هناك خاصة فى المناطق الريفية، ويعد اللحم المجفف منزلياً بعد تقطيعه لشرائح وتعرضه للشمس الشديدة الوجبة المفضلة لدى التشاديين الذين يفضلون الإفطار فى الشوارع والميادين العامة وبجوار المساجد الكبرى. ويضيف: «الطريف أن المطبخ التشادى تأثر بالأطعمة الشهيرة فى الدول المجاورة والقريبة خاصة السودان ومصر، فالمناخ الحار فى تشاد تسبب فى ندرة الخضراوات والبقوليات وأصبح سعر الفول الذى نستورده من مصر أغلى من اللحم».
ويقول الشاب محمد موسى، طالب فى جامعة الأزهر، إن بلاده يكرمون الضيف ويتسابقون فى فعل أعمال الخير خلال الشهر الكريم، ويحسنون معاملة الوافدين خاصة المصريين الذين يحبونهم كثيراً: «لأنهم أطيب ناس على وجه الأرض نحترمهم هناك كثيراً، ونتسابق فى تقديم وجبة الإفطار إليهم». ويحكى أنهم يتشابهون مع مصر فى ظاهرة المسحراتى، التى لا تزال موجودة حتى الآن، حيث يقوم مجموعة من الشباب بحمل الطبول ويطوفون فى الشوارع لإيقاظ النائمين مع قرب موعد السحور، ويحصلون على الحبوب والفاكهة وما تيسر من نقود نظير عملهم طوال الشهر، مؤكداً أن السيدات يقمن بإعداد الموائد الرمضانية للفقراء والمساكين وعابرى السبيل كنوع من التكافل الإسلامى، كما يتسابق الأثرياء من أهل الخير على إعداد وجبات الإفطار فى الشوارع والميادين والمساجد.