لديهم اعتراضات.. هل يعرقل الإسلاميون المرحلة الانتقالية في السودان؟
الأوضاع في السودان .. صورة أرشيفية
دشن تيار "نصرة الشريعة ودولة القانون" في السودان حملات للتوقيع على ميثاق أمان السودان داعيا كل القوى السياسية للتوقيع عليه، ورفضه تسليم البلاد لقوى "الحرية والتغيير"، التي أسماها بـ"اليسار" حيث أكدت قيادات التيار أن المجلس العسكري الانتقالي تعهد لهم بالوقوف على مسافة واحدة من كل القوى السياسية، كما هددوا بأن جميع الخيارات مفتوحة لمقاومة الاتفاق الذي تم بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير والذي وصفه بالإقصائي، وذلك عقب إعلان المجلس العسكري الانتقالي للبلاد تعليق المفاوضات مع قادة الاعتصام الممثلة في (قوى الحرية والتغيير) لمدة 72 ساعة، فإلى أي مدى ستصل الاحتجاجات ودور تلك الفصائل الإسلامية في عرقلة سير تلك المفاوضات؟
*رئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية:الاسلاميون يعملوا على إحداث وقيعة بين المجلس العسكري والقوى المعارضة
ومن جانبه أكد رئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية اللواء سمير راغب لـ "الوطن" أن التنافس على السلطة وإدارة البلاد قبل إقالة نظام البشير كان دائماً ما بين الفصائل الإسلامية الممثلة في تيارين هم المؤتمر الوطني للبشير والمؤتمر الشعبي لحسن الأتربي ولم يكن هناك فصيل مدني واحد قوى قادر على تسلم السلطة في ذلك التوقيت، لافتاً إلى أنه بعد إقالة نظام البشير ظهرت العديد من القوى السياسية المتنوعة وأصبح لتلك الفصائل الإسلامية تواجد قوى في الشارع السوداني من حيث إحداث الفوضى والتخريب وأعمال القتل؛ فهي بفقدان البشير فقدت نظام حاكم بخلفية إسلامية فقط، واصفاً إياهم بـ"دولة عميقة"، ويضيف راغب: "من الطبييعي أن نجد جزء كبير من القوى الموجودة على الأرض من فصيل إسلامي حيث انشق العديد من أحزابه وانضم لقوى أخرى، وظهرت أحزاب كتجمع المهنيين السودانيين وقوى الحرية والتغيير".
كما شدد اللواء سمير، أن الطيف الإسلامي في السودان لن يسمح بسهولة أن ترجع الدولة مدنية وسيحاول تعطيل اي انتقال سلمي للسلطة والسيطرة على الحراك والضغط على المجلس العسكري للوصول إلى مطامعه، وأن تهدئة الوضع بالسودان يتطلب تفاوض المجلس العسكري مع قوى الحرية والتغيير بتفاهم أكثر وتشكيل حكومة مدنيه وأن لا تطول مدة الفترة الانتقالية عن 3 سنوات يدير فيها المجلس العسكري شؤون البلاد لأن كلما طالت المدة استغلها الإسلاميين لنشر الفوضى وإحداث وقيعة ما بين المجلس العسكري وحراك قوى الحرية والتغيير.
وأعلن رئيس المجلس العسكري، الفريق ركن عبد الفتاح البرهان، في بيان تلفزيوني في الساعات الأولى من صباح اليوم، تعليق المحادثات مع القوى السياسية لمدة 72 ساعة حتى يتهيأ المناخ الملائم لإكمال الاتفاق، واتهم المتظاهرين بخرق التفاهم بشأن وقف التصعيد، بينما كانت المحادثات لا تزال جارية، وقال "إن المحتجين يعطلون الحياة في العاصمة ويسدون الطرق خارج منطقة اعتصام اتفقوا عليها مع الجيش".
وأعرب تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير" المعارض بالسودان عن أسفه من تعليق المجلس العسكري الحاكم التفاوض مع المحتجين وتعهد التحالف بمواصلة الاعتصام أمام مقر القيادة العامة بالخرطوم، وقالت قيادته "إن وقف المفاوضات من طرف واحد يخل بمبدأ الشراكة ويسمح بالعودة إلى مربع التسويف في تسليم السلطة".