يحمل فوق كتفَيه أوزاناً لا يتحملها شباب فى مقتبل العمر، ويسير بها يومياً عشرات الكيلومترات، للانتقال من منطقة «صقر قريش» فى المعادى الجديدة حيث يسكن، إلى مناطق مختلفة. أحمد على إمام، 75 عاماً، ينطلق حاملاً عدداً كبيراً من الشكائر، تصل حمولتها إلى 40 كيلوجراماً، يشتريها من أصحاب متاجر الأرز، ويسير بها فى رمسيس ووسط البلد وبولاق أبوالعلا، متحاملاً على نفسه، ليبيعها لأصحاب محال الأدوات المنزلية، وهو متهالك من التعب: «غصب عنى، للضرورة أحكام».
يعمل الرجل السبعينى من أجل توفير مصاريف ابنته المطلقة، التى تعيش معه هى وطفلاها: «مالهُمش غيرى، وبحلم ربنا يقوينى عشانهم ويعديها على خير، لازم أشتغل وأتعب وأوفر مصاريفهم بالحلال».
جاء «عم أحمد» من الصعيد وهو فى عمر الـ 15 عاماً، ويعمل فى نفس المهنة من وقتها، حيث يحمل الشكائر على كاهله ويجوب بها الشوارع: «مجبور عليها، غصب عنى، زمان كان عندى همة ونشاط، أشتغل وأروح وآجى من غير تعب، دلوقتى جسمى كله بيوجعنى، بس بانزل وأشتغل رغم كل شىء».
لدى الرجل السبعينى 5 بنات وشاب، ويحلم بشراء تروسيكل يتنقل به، بدلاً من السير على قدمَيه: «جوّزت بناتى وابنى، ولسَّه باشقى عليهم، وكل اللى يجيبه ربنا كويس»، وفى شهر رمضان يواصل عمله بنفس الأداء رغم مشقة الصيام، فلا بديل أمامه للوفاء بالتزاماته، ودائماً ما يردد أن الهموم التى يحملها داخله، خاصةً بسبب انفصال ابنته عن زوجها، ومحاولة توفير مصاريفها، تفوق كثيراً الحمل الثقيل الذى يحمله على كتفيه: «بافضل ماشى فى شوارع وحوارى ورِجلى تتعبنى لحد ما آلاقى أى رزق عشان خاطر العيال».
تعليقات الفيسبوك