«سامبو» يودع السجن «حافياً» من الفرحة ويؤكد لـ«الوطن»: «لو الزمن رجع تانى هاعمل الصح مع أهالى الشهداء والمصابين»
عاشت «الوطن»، ساعات الإفراج عن محمد جاد الرب الشهير بـ«سامبو» الرمز الأشهر للمحاكمات العسكرية للمدنيين بعد 11 شهراً قضاها فى السجن، ليتنسم أولى نسائم الحرية مع ثالث أيام عيد الفطر المبارك، بعد حصوله على العفو الرئاسى.
وبمجرد علمه بخروجه، لملم أغراضه سريعاً، لكنه نسى ارتداء حذائه، فاللهفة للقاء أسرته وأصدقائه الذين ينتظرونه منذ ساعات الصباح أمام قسم الشرابية أهم بكثير من مظهره الخارجى.[Image_2]
«حارة الجامع».. إحدى حوارى الشرابية الضيقة، اصطف رجالها ونساؤها على أعتابها مهللين ومطلقين رصاص الفرحة فى الهواء، انتظاراً لوصول «سامبو» عائداً لبيته، بينما انتظرته والدته بـ«قميص أبيض جديد» ليتلقى «العيدية» التى حُرم منها لـ3 أعياد متتالية.
وفور وصوله لأعتاب منزله كان كل هم «سامبو» إلقاء نظرته الأولى على ابنه صاحب الـ6 شهور «جاد»، الذى خرج للحياة وهو حبيس سجن وادى النطرون، ورغم أنه لم يستطع حبس دموعه حينما رأى والديه،فإنه تناساها حينما احتضن «أصدقاءه وأسرته»، وتعالت الزغاريد فى أرجاء الحارة التى عاشت حزينة 11 شهراً حسب سكانها.
«الوطن» التقت سامبو وأسرته فى ليلة الإفراج عن عامل الديكور البسيط الذى يقطن فى غرفة لا تتعدى مساحتها 3 أمتار بطول متر واحد، بصحبة « زوجته وطفله».
تحدث سامبو لـ«الوطن»، عن ظروفه المعيشية فى سجن وادى النطرون منذ يوليو 2011 واصفها «بالسيئة» التى لم يتوقع أن يجدها هكذا بعكس الأكاذيب الإعلامية بأن «السجون راحة»، وقال: «كانوا بيعاملونا زى الحيوانات».
وأوضح أنه تلقى وصلات مستمرة من التعذيب والضرب من ضباط ومخبرى السجن، فضلاً عن زنزانة مساحتها لا تتجاوز «3 فى 3 أمتار» يوجد بها أكثر من 30 مسجوناً، وحينما تعترض تعاقب بالنقل لـ«جهنم» قاصداً، زنزانة الحبس الانفرادى لمدة تصل إلى 15 يوماً، وعليك أن تتعايش مع «الحشرات» التى تحاصرك من كل اتجاه، وأن تقبل بـ «نصف رغيف عيش» كوجبة طعام كل 24 ساعة.
وعن شعوره وقتما استقبل قرار «العفو الرئاسى»، قال، «مصدقتش إن بقى عندنا ريس بيهتم بالغلابة»، وأكد أنه لم يكن يتوقع أن يعود لعائلته قريباً، خصوصاً أن النقض الذى قدمه قبل 9 شهور ضد حكم حبسه بـ5 سنوات ما زال لم يُنظر بعد، وأرجع الحرية التى ينعم بها الآن لجهود مجموعة محامى «لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين» الذين ساندوه حينما تخلى عنه الجميع.[Image_3]
واسترجع «سامبو» ذكريات أحداث مسرح البالون فى 28 يونيو 2011، وقال بكل ثقة: «لو الموقف ده اتكرر مليون مرة، هاعمل اللى عملته، مادام أنا مع الحق مش هجيب ورا»، وأضاف أنه نزل لنصرة أهالى الشهداء فى مواجهة قوات الأمن المركزى، وحينما انتزع «بندقية الخرطوش» من الجندى سلمها فى اليوم ذاته لأحد أصحاب محلات الجزارة فى شارع التحرير بالدقى.
وفى الطابق الثانى بمنزل «سامبو»، تحدثت الأم وهى تحمل حفيدها «جاد»، بعدما أدت ركعتى شكر لله على خروجه، وقالت: «ابنى كل مشاكله إنه دايماً مع الحق سواء فى الشارع أو برة المنطقة»، وأضافت: أنه محبوب من الشرابية بأكملها والمنطقة تعيش فى حالة حزن منذ القبض عليه، حتى إن «سبوع ابنه» لم نحتفل به انتظاراً لخروجه، وأكدت أن القضايا الجنائية التى تتحدث عنها «الداخلية» كلها ملفقة لابنها الذى اعتاد دائماً مساندة «الضعيف».
بدأت رحلة الإفراج عن سامبو فى الـ4 عصر الاثنين، بعدما تأخرت الإجراءات بسبب عدم ورود شهادة صحة الإفراج عنه من النيابة العسكرية، حتى اضطر قسم الشرابية لإنهاء الإجراءات بنفسه، قبل أن يخرج بضمان أخيه على ذمة قضية جنحة ضرب مع وعود بالمثول أمام النيابة صباح اليوم الأربعاء لإنهاء إجراءات التصالح.