أستاذ جراحة قلب: إهمال النظام الغذائى خطر.. و«سن اليأس» وهم
الدكتور خالد سمير
ماذا عن الحالة الصحية بعد الستين؟ يقول الدكتور خالد سمير، أستاذ جراحة القلب بجامعة عين شمس، أن الاهتمام بالصحة لا يقتصر على عمر معين، مشدداً على أهمية النظام الغذائى لهذا العمر، وأنه العامل الأساسى الذى يسهم فى تحسين الصحة العامة.
ولفت «سمير» إلى أن أخطر العوامل التى تؤدى إلى تدهور الحالة الصحية هى إهمال النظام الغذائى، ورفض الاعتراف بمقولة «خريف العمر»، مؤكداً أن التمتع بالحياة يبدأ بعد الستين.. وإلى تفاصيل الحوار..
كيف يمكن لأصحاب عمر الستين الاهتمام بصحتهم بشكل عام؟
- أولاً علينا إدراك أن الاهتمام بالصحة يخص كل الأعمار ولا يقتصر عند عمر معين، فالأطفال يتم الكشف عليهم كل ستة أشهر ثم بعد ذلك يتم فحصهم كل عام، وفيما يخص باقى الأعمار على الأقل لا بد من الذهاب إلى الطبيب سنوياً لفحص الجسم كاملاً حتى إذا كان سليم البنية، وفى عمر الأربعين يبدأ الفرد من جديد فحص الجسم كل ستة أشهر مع الكشف المبكر للأورام، خاصة أورام الثدى لدى السيدات، وكل الأورام المعروف عنها أنها تنتشر فى هذه السن والكشف يتم عن طريق الفحوصات والتحاليل ودلالات الأورام.
خالد سمير: لا تنتظروا الموت ولا تفكروا فيه.. استمتعوا بالحياة
وهل هناك نظام غذائى معين يجب أن يتبع فى سن الستين؟
- النظام الغذائى مهم وضرورى فى هذا العمر بصفة خاصة، فيجب أن يكون هناك توازن بين العناصر المطلوبة للجسم، فالنظام الغذائى المعد لكبار السن يختلف عن نظام الشباب والأطفال، وذلك لأن كل مرحلة عمرية تكون لها احتياجات مختلفة من العناصر الغذائية، والنظام الغذائى هو العامل الأساسى الذى يسهم فى تحسين الصحة العامة، وهو المسئول عن الحفاظ عليها ومن أخطر العوامل التى تؤدى إلى تدهور الحالة الصحية هو إهماله أو أن يكون النظام غير متوازن وغير صحى، لذلك لا بد من التركيز على الألبان والخضراوات بشكل يومى والتركيز على البروتين لكن بحذر، حيث إن زيادته يصبح تحميلاً زائداً على الكليتين، والأجهزة المسئولة عن التخلص من السموم بعد هضمه، واجتناب الملح، فتناول الكثير من الملح يعمل على زيادة ضغط الدم، ما يزيد خطر الإصابة بمشاكل صحية كأمراض القلب والسكتة الدماغية، وكذلك يجب تقليل التوابل، ولأصحاب الأمراض المزمنة لا بد من متابعة الطبيب بشكل دورى لأن النظام الغذائى له تأثير عليهم وكل مرض له نظامه الغذائى الخاص به.
البعض ينظر للعمر الذهبى كونه المحطة الأخيرة لقطار حياته وقرر أن يقضى ما بقى منه فى انتظار الموت.. كيف ترى ذلك؟
- هذا الكلام غير صحيح، ويوجد فقط فى البلاد التى تعانى طول عمر مواطنيها مع وجود أزمات صحية، لذلك يرون أن اقتراب الموت هو التخلص من المعاناة التى يعيشون بها، لكن فى معظم دول العالم المستقرة والمتقدمة، العمر الحقيقى يبدأ من الستين، فهو عمر التمتع بالحياة بمفهومه الصحيح، وكل خطط السفر والرحلات تبدأ من هذا العمر نظراً لعدم تحمل المسئولية فيه، وأصبح صاحب الستين غير مطالب بعمل معين، والمجتمع لديهم يوفر تقاعداً محترماً له، ففى الخارج يبدأ أصحاب عمر الستين بالتفكير فى تغيير شغلهم والتفكير فى الزواج، فأصحاب هذا العمر أحياناً ما نجد أن صحتهم أحسن من الشباب ويعود ذلك إلى الاهتمام بالصحة بشكل أساسى.
«سن اليأس».. كيف تنظر لهذه المقولة؟
- ثقافة مجتمعنا هى التى خلقت هذه المقولة وإذا نظرنا لها لوجدنا أنها ظالمة وجافة، فالمجتمع جعل وظيفة الأنثى فقط هى الزواج والإنجاب وإذا حدث خلل فى ذلك لم تعد أنثى وغير موجودة على حد وصفهم، لكن ما هو اليأس الذى يتحدثون عنه؟ المرأة فى هذه السن تبدأ فى التقاط أنفاسها بعد رحلة صعبة من الإنجاب والرعاية والعمل، والحديث عما يسمى بسن اليأس غير صحيح وليس له أى أساس من الصحة.