عرف رأفت الهجان كعميل في مخابرات مصرية تجسس على إسرائيل وأمد جهاز المخابرات المصري بمعلومات مهمة تحت ستار شركة سياحية داخل إسرائيل، حيث زود بلاده بمعلومات خطيرة منها موعد حرب يونيو لسنة 1967 وكان له دور فعال في الإعداد لحرب أكتوبر سنة 1973، أحدثت هزة عنيفة لأسطورة تألق الموساد وصعوبة اختراقه.
ورأفت الهجان الذي يوافق اليوم ذكرى وفاته هو الاسم الحركي للمواطن المصري رفعت علي سليمان الجمال الذي رحل إلى إسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية في إطار خطة منظمة في يونيو عام 1956 وتمكن من إقامة مصالح تجارية واسعة وناجحة في تل أبيب وأصبح شخصية بارزة في المجتمع الإسرائيلي، وتم اعتباره بطلًا قوميًا في مصر بعد فترة عمل داخل إسرائيل لمدة 17 سنة.
ولم تكن زوجته فالترواد بيتون الألمانية تعلم بحقيقة عمل زوجها كعميل وجاسوس مخابراتي إلا يوم وفاته، وفي حوار لها مع قناة "إكسترا نيوز" قالت إن زوجها كان دائم التحفظ في عمله، ومن الصعب أن يبوح بأسراره، وإنها اكتشفت أنه مصري الجنسية وليس إسرائيليا يوم وفاته عن ابن شقيقته، مشيرة إلى أنها بحثت بنفسها عن عمل زوجها، ولكن الأمر كان صعباً ومحاطاً بالغموض.
وأوضحت أن رفعت الجمال سافر إلى لندن عندما علم بمرضه بالسرطان لتلقى العلاج، مؤكدة أن زوجها كان يقيم في إسرائيل كإمبراطور، وله علاقات واسعة ومتشابكة والجميع كانوا يحبونه ويثقون فيه.
وأشارت إلى أنها لم تكن تهتم بردود فعل جيرانها اليهود أو الإسرائيليين بعدما علموا بحقيقة زوجها، وأنه جاسوس مصري وبعد عرض مسلسل رأفت الهجان توقفت كل علاقتهم بالإسرائيليين، كما خشى منها المسؤولون الألمان وكانوا متحفظين في التعامل معها.
وأوضحت أن زوجها كان يحب الأطفال بشدة وعندما كان في محافظة الإسكندرية رأى طفلا معاقا مبتور الأيدي وتأثر به للغاية، وكان يريد أن يساعده ويقدم له أي شيء، وبكى تأثرا بحالته، موضحة أن الهجان عرض عليها الزواج بشكل مفاجئ وصادم لم تتوقعه، وإن والدها شعر بالصدمة لكونه يحمل الجنسية الإسرائيلية، ولكنه فيما بعد أصبح صديقه المقرب، مشيرة إلى أنها وافقت على الزواج وكان ذلك أفضل قرار اتخذته في حياته "الهجان كان راجل متحضر ومهذب وعطوف".
تعليقات الفيسبوك