«صدقوا ما عاهدوا الله عليه».. رجال المفرقعات جنود الله لحماية الأرواح
ضابط أثناء تفكيك عبوة متفجرة "صورة أرشيفية"
لم يتخلفوا يومًا عن أداء واجبهم، يحملون أرواحهم على أيديهم، يواجهون ظروف مهنية صعبة ويتكبدون المخاطر من أجل إنقاذ الآلاف والحفاظ على حياتهم وممتلكاتهم، لا يهابون الموت وهم يواجهونه وجهًا لوجه في أثناء التعامل مع القنابل.
إنهم ضباط ورجال الحماية المدنية وخصوصًا ضباط إدارة المفرقعات، الذين يواجهون الموت بجسارة، ونصب أعينهم دائما أداء رسالة قبل أن تكون وظيفة، يؤدون رسالتهم بكل شجاعة، يجابهون المخاطر بثبات وعزم، مُعاهدين الله على مداومة الجهد والعطاء من أجل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره.
عمليات إرهابية كثيرة تصدى لها رجال الداخلية وضباط الحماية المدنية والمفرقعات تحديدا، استشهد خلالها العديد من رجال الشرطة وكان آخرهم الشهيد الرائد مصطفى عبيد الذي ضحى بحياته لينقذ الآف، حيث توجه عبيد بشجاعة وبسرعة نحو المسجد ليتفقد المفرقعات وما إن مكث لحظات إلا ودوى صوت الانفجار، معلنا استشهاده، وإصابة اثنين آخرين من بينهما اللواء منتصر منصور مدير مفرقعات القاهرة.
ويلحق الشهيد عبيد بقطار شهداء الوطن ويخلد اسمه بأحرف من نور في سجل أبطال الداخلية، ويرتفع عدد شهداء إدارة المفرقعات إلى 5 شهداء ، وهم العقيد أحمد العشماوي، والمقدم محمد لطفي من إدارة مفرقعات القاهرة، الذين استشهدا في 30 يونيو 2104 إثر تلقي غرفة عمليات الإدارة إخطارا بالعثور على عدة عبوات ناسفة في محيط قصر الاتحادية.
وانتقل رجال المفرقعات تحت إشراف اللواء علاء عبدالظاهر مدير إدارة مفرقعات القاهرة وقتها إلى مسرح البلاغ، وما أن جرى فحص البلاغ قام العقيد أحمد العشماوي بالتعامل مع إحدى العبوات انفجرت في أثناء تفكيكها، ويستشهد على الفور، وينقل جثمان الشهيد إلى مستشفى الشرطة.
لم يتأثر رجال المفرقعات باستشهاد زميلهم، حيث تعامل المقدم محمد لطفي خبير مفرقعات مع إحدى العبوات الناسفة، التي عثر عليها في الجزيرة الوسطى أمام قصر الاتحادية لتنفجر فيه أثناء تفكيكها؛ ليسقط شهيدا وفي أقل من نصف ساعة من استشهاد العقيد أحمد العشماوي، ويسفر الانفجار عن إصابة اللواء علاء عبدالظاهر مدير إدارة مفرقعات القاهرة.
وفي سبتمبر 2014، أثناء تمشيط قوة من إدارة المفرقعات في شمال سيناء بقيادة الرائد محمد حلمي محمد النبوي المنطقة؛ للتأكد من عدم وجود عبوات ناسفة انفجرت عبوة ناسفة زرعها الإرهابيون على جانب الطريق، وانفجرت في المدرعة التي يستقلها الضابط و5 جنود، وأسفرت عن استشهادهم جميعا.
وفي يناير 2015 تلقت غرفة عمليات إدارة المفرقعات إخطارا بالعثور على عبوة ناسفة في الطالبية، وانتقل النقيب ضياء فتوح خبير المفرقعات إلى مكان البلاغ وعثر على عبوة ناسفة، وأثناء تفكيكها انفجرت واستشهد في الحال، وفي الشهر نفسه في عام 2018 زرعت عناصر إرهابية عبوة ناسفة على جانب الطريق بقرية أبو حسين بمركز بئر العبد، وانتقل النقيب محمود عبدالعظيم أبوطالب 32 عاما، بإدارة مفرقعات شمال سيناء، وأثناء التعامل مع العبوة الناسفة لتفكيكها وإبطال مفعولها، انفجرت وأسفرت عن استشهاده.