«عبدالسلام» ورحلة بحث عن عمل بعد السبعين: «مبدئى فى الحياة.. الشغل لحد آخر نفس»
![«عبدالسلام» ورحلة بحث عن عمل بعد السبعين: «مبدئى فى الحياة.. الشغل لحد آخر نفس»](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/187926_660_4900368_opt.jpg)
«الحياة تبدأ بعد السبعين»، شعار رفعه بعد أن أتم عامه السبعين ولم يعد يستطيع أن يمارس مهنة صناعة أقفاص الخضار التى تشتهر بها قريته ببنى سويف، كبر سن أحمد عبدالسلام، الذى يعمل حالياً موظف أمن فى ساقية مكى، دفعته إلى هجرة المهنة التى يعمل بها جميع أهالى قريته، لأنها تحتاج إلى صحة ومجهود كبير لقطع الأخشاب ورصها، زوجة «عبدالسلام» نصحته بالنزول إلى القاهرة بحثاً عن وظيفة تناسب سنه: «قالتلى مصر رزقها واسع وإنت كبرت وماعدتش تقدر على شغل التقفيص.. تعالى ننزل هناك إحنا والعيال وربك هيرزقنا».
استجاب «عبدالسلام» لنصيحة زوجته واصطحب أولاده الثلاثة بحثاً عن مصدر رزق آخر يعول به أسرته: «علمت ولادى التلاتة نفس الصنعة بس عرفتهم أن مهنة التقفيص ملهاش أمان وعايزة صحة ومكسبها قليل علشان كده خدتهم ونزلت مصر».
رحلة الرجل السبعينى فى البحث عن وظيفة فى القاهرة لم تستغرق وقتاً طويلاً، فرغم سنه المتقدمة عثر على وظيفة فى خلال أيام قليلة، فأحد جيرانه طلب منه أن يعمل حارس أمن فى أحد المبانى التى يتم بناؤها حديثاً وبالفعل وافق وما هى إلا أيام قليلة، وتم تعيين أولاده الثلاثة فى بنايات مجاورة له: «الشغل هنا راحة وروقان أنا بآجى أقعد من الصبحية على الكرسى ومامشيش غير على آخرة النهار».
شهور قليلة، وشعر «عبدالسلام» بانتماء إلى القاهرة التى أصبحت بالنسبة له السكن والوظيفة والعائلة: «عندنا فى الفلاحين كان الجو هادى لكن هنا القاهرة زحمة ومظاهرات وقلق طول النهار لكن تفضل برضه هى أم الدنيا اللى خيرها على الصغير قبل الكبير اللى الكل شايل جميلها».
ما يضايق «عبدالسلام» ويعكر صفو راحته بعض المظاهرات التى تنتشر فى الشوارع والتى يتعمد المشاركة فيها لتوجيه النصح للشباب بحب البلد، وضرورة التوقف عن المظاهرات التى تجلب مزيداً من الدمار والخراب للبلاد: «بقول للشباب مصر لو باظت يبقى إحنا اللى بوظناها.. البلد دى خيرها كثير ولمت القريب والبعيد».