مستثمرون وقيادات مالية: الشركات البريطانية أمامها فرصة استثنائية لمضاعفة استثماراتها فى مصر
المشاركون فى البعثة يستعرضون تطورات الاقتصاد المصرى
قال ماجد عزالدين، رئيس قطاع الاستشارات المالية بشركة برايس ووترهاوس كوبرز، إن مناخ الاستثمار فى مصر أصبح جاذباً بعد إجراءات الإصلاح الاقتصادى الجريئة التى تبنتها القيادة السياسية فى مصر، وأصبحت خطوات تسهيل دخول الاستثمار الأجنبى على مستوى مرتفع، خاصة بعد أن وضعت الدولة يدها على كافة المشكلات التى عانت منها لعقود طويلة، ووصف النجاحات التى حققتها مصر بأنها «إرادة للتغيير تبعها تصحيح مسار اقتصادى شامل وثابت فى نفس التوقيت» بما يمهد لتحسين القدرة التنافسية للاقتصاد المصرى خلال السنوات المقبلة.
وأشار عز الدين إلى أن الشركات البريطانية أمامها فرصة استثنائية لمضاعفة استثماراتها فى السوق المصرية واقتناص الفرص المتوافرة على المستوى المحلى وأيضاً الإقليمى، حيث تعد مصر مركزاً استراتيجياً للعبور إلى أفريقيا وأيضاً الدخول إلى السوق العربية، خاصة أن مصر لديها العديد من الاتفاقيات التجارية الفاعلة بينها وبين دول المنطقة كالكوميسا بهدف تشجيع نفاذ الصادرات.
وأكد أحمد بدراوى، الرئيس التنفيذى لشركة مراكز للاستثمار العقارى، الذراع الاستثمارية لمجموعة فواز الحُكير فى مصر، على دعم الدولة بشكل كبير للقطاع العقارى وتوجهات المستثمرين بالسوق العقارية، بالإضافة إلى إنشاء المدن الجديدة وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة، بالإضافة إلى استحداث قانون يتيح للمطورين تصدير العقار المصرى من خلال منح إقامات للمشترين غير المصريين، ما يساهم فى إنعاش هذه السوق المحورية وتنمية الاقتصاد المحلى.
ماجد عز الدين: «الاتفاقات التجارية» و«الموقع الجغرافى» يدعمان مصر فى جذب الاستثمارات الأجنبية.. و«غازى»: «HSBC» يروج للفرص فى 66 دولة
وأوضح على هامش مشاركته فى فعاليات بعثة طرق الأبواب، أن إجراءات الإصلاح التى تتخذها الدولة المصرية تدعم خطط المستثمرين العقاريين لضخ مزيد من الاستثمارات فى مصر بكافة محافظاتها، حيث بدأت الكثير من الشركات العقارية فى البحث عن فرص استثمارية خارج العاصمة، مشيراً إلى تجربة شركته فى تنفيذ مركز تجارى بمدينة طنطا على مساحة 135 ألف م2، ويتيح نحو 30 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، من خلال تنمية وتطوير وتنفيذ وإدارة المشروع الذى يعد الأول من نوعه فى محافظات الدلتا، وأكد أن شركته مهتمة بالاستثمار والتوسع فى السوق المصرية، وهو ما يتواكب مع تحركات الحكومة وحجم التنمية والاستثمارات التى يتم تنفيذها حالياً، وهى العناصر المشجعة على ضخ استثمارات جديدة بالسوق المصرية والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة بها.
وقال حلمى غازى، الرئيس التنفيذى لبنك «إتش إس بى سى»، إن تجربة مصر فى الإصلاح الاقتصادى أذهلت العالم أجمع واعتبرها من أفضل النماذج الناجحة، حيث إنه منذ بداية عملية الإصلاح فى 2016 بقرار تحرير سعر الصرف بدأت مؤشرات الاقتصاد المصرى فى التحسن، خاصة على مستوى الاحتياطى الأجنبى، نتيجة لتحقيق مصر إيرادات جيدة من خلال سوق السندات الدولى.
وأوضح خلال مشاركته فى بعثة طرق الأبواب، أن بنك «إتش إس بى سى» يلعب حالياً دوراً مهماً، فى الترويج للفرص الاستثمارية الموجودة فى مصر بالعديد من المشروعات، مثل قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة والمركز الإقليمى للبترول، لعملائه الموجودين فى 66 دولة حول العالم، حيث يقوم محلل الأسهم الاستراتيجى فى البنك بعمل توصيات تبرز قصة نجاح مصر كأفضل نموذج موجود فى منطقة (CEMEA)، التى تضم وسط وشمال أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يمكن الاستثمار فيه، وهو ما دفع عملاء البنك حول العالم للاهتمام ومتابعة الفرص الاستثمارية المتاحة فى القطاعات المختلفة بمصر، وأكد أن القطاع المصرفى له دور كبير فى توفير التمويلات الخارجية لدعم القطاعين الخاص والعام، من خلال فتح مجال الاقتراض من الخارج، وهو ما يؤثر بالإيجاب على الشركات الموجودة بالسوق وبالتالى تحقيق معدلات تنموية كبيرة فى الاقتصاد المصرى.
وقالت نادية الخولى، رئيس مجلس إدارة شركة «KNOWLEDGE WINGS»، إن هناك العديد من القطاعات الخدمية فى مصر التى يمكن للجانب البريطانى الاستفادة من الاستثمار فيها، خاصة قطاعى الرعاية الصحية والتعليم، حيث شهد قطاع التعليم فى مصر جاذبية الاستثمار للجامعات البريطانية، خاصة مع تسهيل إجراءات دخولها من جانب الجهات المعنية، مشيرة إلى أنها تتوقع استقطاب رؤوس أموال ضخمة خلال السنوات المقبلة فى قطاع التعليم المصرى، وذلك فى ظل اهتمام القيادة السياسية بالتعليم والصحة، وأشارت إلى وجود لجنة دائمة داخل وزارة التعليم العالى لتقديم كافة الاستشارات للجامعات أو المدارس التى ترغب فى الدخول إلى السوق المصرية وإزالة المعوقات أمامها، منوهة بأن عدد الجامعات البريطانية التى تعمل باتفاقيات مشتركة مع الجامعات المصرية يصل إلى 86 جامعة، ومن المستهدف زيادتها خلال الفترة المقبلة بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية.
وعرضت الخولى خلال مشاركتها فى فعاليات البعثة، ما يحدث من تطوير منظومة التعليم المصرى خلال الفترة الحالية، مؤكدةً أن مصر تكتب صفحة جديدة تتسم بأداء قوى على مستوى تطوير التعليم سواء الأساسى أو الجامعى، وتمثل فرصة قوية للمشاركة البريطانية فى هذا المجال، خاصة مع وصول عدد الطلاب بين سن 18 و28 عاماً إلى نحو 21 مليون طالب، فضلاً عن نمو هذا الرقم فى ظل الزيادة السكانية الملحوظة فى مصر، بالإضافة إلى كون مصر أحد الأوجه الرئيسية لتعليم أبناء الشعوب العربية الشقيقة، وأوضحت أن التعاون بين الجامعات البريطانية والمصرية قائم، وحقق نجاحاً فعلياً، وعلى رأسها برنامج التعاون بين جامعة المنصورة وجامعة مانشستر، كما يحظى الاستثمار فى مجال التعليم باهتمام دولى فى ظل وجود رغبة من 7 جامعات عالمية للاستثمار فى العاصمة الإدارية الجديدة، مشيرةً إلى ضرورة التسويق لقصص النجاح التى حققتها الجامعات الدولية فى مصر، لتشجيع الاستثمار فى مجال التعليم.