الشيخ عماد عفت.. الأزهري الثائر شهيدا
![الشيخ عماد عفت.. الأزهري الثائر شهيدا](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/11855_660_328806_291309730904085_171779832857076_763671_1001621691.jpg)
"يا شيخ عماد عفت يا اللي صلاتك جهر"، لم تصمت الكلمات عن رثاء رجل الأزهر شهيد أحداث مجلس الوزراء، الذي صمد مدافعًا عن حلمه في رؤية مصر خالدة بأبنائها وعلمائها، يريد نصرة بلدة ونصرة دينه، لم يخرس صوته بعد المشاكل التي واجهها من قبل الأزهر بسبب مشاركته في الثورة واعتصاماتها، بل جعل لكل مكان حال، ولكل حال هيئة، فمنذ الثورة وحتى استشهاده، كان الشيخ عماد يترك عباءته وجبته في البيت بعد انتهاء عمله بدار الإفتاء، وينزل ميدان التحرير مواطنا مصريا "أنا هنا مواطن مش أزهري".
الشيخ عماد الدين أحمد عفت، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حركته الدماء التي سالت في ميدان التحرير، وميادين الحرية الأخرى، كان يرى أن مصر تستحق أن ترى مستقبل أفضل مما عليه، ولد واستشهد عن قرابة 52 عامًا، كان أبًا وتلميذًا وشيخًا وعالمًا في نظر تلاميذته ونظر كبار شيوخ الأزهر، واكتسب نفس المكانة وسط متظاهري التحرير، غارته دماء المصريين التي وقعت على أرض التحرير منذ أحداث 19 نوفمبر، التي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 49 شهيدًا، انتشرت الفوضى وارتفع صوت الرصاص يخترق قلوب المتظاهرين، تتساقط الجثث أمام الشيخ، ليستذكر دعائه في حج بيت الله، بالشهادة، لكن يفزعه في الحال مصوبي الأسلحة في وجه الثوار، "كان يتمني الشهادة متكونش على يد مصريين".
استمرت الأحداث المشتعلة على أرض التحرير، وانتقل اعتصام الثوار من ميدان التحرير، إلى مجلس الوزراء، اعترضًا على تعيين الدكتور كمال الجنزوري رئيسًا للوزارء، ومع فجر 16 ديسمبر 2011، تنتهك القوات المسلحة آدمية أحد المتظاهرين، لتهلكه ضربًا ثم تتركه، اشتعل الغضب بين صفوف المتظاهري، نزل حينها الشيخ عماد بين الحين والآخر يشارك المتظاهرين، حتى يصدر بيان القوات المسلحة بوجود أحداث تخريب واعتداء على مجلس الشورى، وتنهال بعده رصاصات الدم من أماكن غير معلومة على المتظاهرين فجر تلك الليلة، "في إيه؟"، أثار الشيخ صوت الرصاص الذي يغطى آذانهم، وسقط الشيخ عماد عفت برصاصة مجهولة أطاحت بقلبه، "كان يقف بصدره أمام المدفع".
استشهد الشيخ عماد عفت، الذي قالوا عنه من أحبوه، " كتلة من المشاعر الرقيقة الراقية، العلم والأدب والخلق النبوي متجسد في الشيخ عماد"، "علمنا إزاي العين تبكي من خشية الله"، "وجه الثوري المناضل، عالما عاملا كان يلتحم مع الناس في همومهم"، "كان غيور على دينه يحفظ القرآن"، "كان من أشد المناصرين للثورة، وقدوة لتلاميذه"، استشهد الشيخ ورثاه جميع من أحبوه وأولاده وتلاميذه، وظل دعائه هو الباقي "اللهم اجعلنا خير خلف لخير سلف".