البحيرة تتحول إلى مستنقعات.. والثروة السمكية تخسر 4.3 ألف طن سنوياً
![البحيرة تتحول إلى مستنقعات.. والثروة السمكية تخسر 4.3 ألف طن سنوياً](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/174494_660_4644934_opt.jpg)
كشف تقرير جهاز شئون البيئة لعام 2012 عن تناقص مساحة بحيرة المنزلة من 750 ألف فدان عام 1970 إلى حوالى 100 ألف فدان فقط حاليا، ويظهر موقع «جوجل إيرث» البحيرة الآن كمستنقعات وممرات ضيقة بعد أن انتشر فيها البوص وورد النيل.
ويؤكد التقرير أن متوسط عمق بحيرة المنزلة انخفض من 170 سنتيمترا عام 2011 إلى 115 سنتيمترا عام 2013، بسبب ترسب المواد العالقة التى تدخل البحيرة مع مياه الصرف الصحى، كما أن التجفيف المستمر لردم مساحات واستخدامها فى بناء منازل وحظائر للمواشى -مع غياب عقوبات رادعة- يساهم فى انكماش البحيرة حوالى 5.22 كيلومتر مربع سنويا، بحسب التقرير.
وتشير تقديرات هيئة الثروة السمكية إلى أن انخفاض الثروة السمكية يصل إلى 4.3 ألف طن سنويا. فإنتاج البحيرة عام 2001 كان 68.4 ألف طن، وفى 2009 وصل إلى 45.5 ألف طن، قبل أن يهبط إلى 42 ألف طن عام 2010، و39.5 ألف طن عام 2011، و35 ألف طن عام 2012.
وتراجعت كميات الأسماك، نتيجة الصيد الجائر للأسماك بكافة أحجامها، بالرغم من تطور وسائل الصيد، وهو ما جعل سبل الرزق تضيق على الصيادين الذين خرجوا يبحثون عن الرزق فى أماكن أخرى.
وأظهرت تقديرات وزارة البيئة أن البحيرة كان يصلها نحو ربع مليون طائر سنويا فى أواخر الثمانينات لكن أعداد هذه الطيور شهدت انخفاضا كبيرا، حتى وصلت إلى بضعة آلاف فى أواخر التسعينات. ويندر وجودها حاليا، إذ لا يأتى سوى مئات من طيور الغر والشرشير العجاج فقط، واختفت أنواع أخرى كثيرة مثل الكيش والبلول والخضارى.
يقول الدكتور أحمد رخا، الخبير بجهاز شئون البيئة فرع المنصورة: بحيرة المنزلة أصبحت موبوءة، وبدأت مشكلات البحيرة عام 1981 مع تعطل البواغيز (القنوات) الرئيسية التى كانت تساعد على تجديد مياهها من البحر المتوسط؛ فبوغاز أشتوم الجميل تم تعطيله بسبب إنشاء الطريق الدولى عام 1983، وبوغاز البغدادى أغلقته السواتر الترابية لبناء مزارع سمكية -تمتلك الحكومة بعضها- وتم تأجير البعض الآخر للصيادين عام 1995، وبوغاز الجميل القديم لم يتم تطهيره منذ 10 سنوات، بسبب عدم توافر مخصصات للمعدات اللازمة فى ميزانية عام 2002، أما بوغاز الرتم فيربط البحيرة بنهر النيل، حيث تدخل منه كميات قليلة من المياه العذبة، ويدخل معها أيضاً ورد النيل الذى يستهلك النبات الواحد منه لترين من المياه فى اليوم.
ويؤكد رخا أنه نتيجة لتلوث المياه اختفت الأسماك التى كانت تشتهر بها البحيرة، مثل اللوت والقاروص والدنيس والجمبرى والسردين وكابوريا حنجل وغيرها التى كانت تدخل للبحيرة من مياه البحر الأبيض المتوسط، ليحل مكانها القراميط والبلطى والبياض وهى من الأنواع التى تتحمّل التلوث.
فى ميناء الشبول، وهو أحد الموانئ المطلة على البحيرة، وصف لنا حارس الميناء، عبده أبوالنور، 69 عاما، حال البحيرة التى تربى على شاطئها قائلا: «زمان أيام جدودنا كان الخير كثيرا والأسماك وفيرة وأنواع لا حصر لها من الأسماك وبكميات أكثر بعشرة أضعاف مما يخرج الآن». وتابع قائلا: «رغم أن الصيادين كانوا يستخدمون مراكب بالمجداف معتمدين على قوتهم الشخصية فى تحريكها فقد كانوا أصحاء ولا يتعبهم العمل. وكان الواحد منهم يستطيع أن يعمل 18 ساعة فى اليوم».