خبراء روس لـ«الوطن»: مصر شريكنا الاستراتيجى الأول فى المنطقة بعد ثورة 30 يونيو
اتفق خبراء ودبلوماسيون روس على أهمية زيارة وزيرى الخارجية والدفاع الروسيين لمصر، وقالوا لـ«الوطن» إنها تمثل رسالة للعالم بأن روسيا تقف إلى جانب مصر وثورة 30 يونيو وتبحث عن شراكة استراتيجية قوية معها.
وأكدت المحللة السياسية الروسية إيلينا سابونينا أن زيارة وزيرى الخارجية والدفاع الروسيين غير مسبوقة فى تاريخ العلاقات بين روسيا والعالم العربى منذ زمن طويل؛ لأن اللقاءات الوزارية الرباعية بهذا المستوى كانت تتم فقط بين وزيرى الدفاع والخارجية الروسيين مع نظرائهما من دول آسيا وأوروبا فقط، ولم تتم هذه الزيارة مع بلد عربى خلال العقود الماضية، ما يؤكد أن روسيا تنظر إلى مصر كشريك استراتيجى فى السياسة والاقتصاد فى منطقة الشرق الأوسط.
وأوضحت «سابونينا» أن موسكو تقدر دور القاهرة كوسيط فى العديد من قضايا المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وإيجاد حل سياسى للأزمة السورية، فضلا عن تعزيز التعاون الاقتصادى والعسكرى بين البلدين الذى سيتم استئنافه على مستوى أكبر فى الفترة المقبلة. واعتبرت أن روسيا لا تنظر لنفسها كبديل للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط بل ترى أن لها علاقات تاريخية مع مصر لا بد أن تستأنف، خاصة مع انشغال الإدارة الأمريكية بمشكلاتها الداخلية.
وقال الدبلوماسى الروسى الأسبق ماتوزوف فيتشسلاف: إن روسيا تتعاون مع مصر فى مواجهة التنظيم العالمى للإخوان المسلمين الذى يحتل المركز الخامس ضمن 100 منظمة إرهابية وفقاً للقائمة السوداء للمنظمات الإرهابية التى أعلنتها روسيا عام 2012، مشيراً إلى أنها كانت محظورة فى روسيا منذ عام 2008. وأكد أن «الإخوان» تمثل تهديدا مشتركا للبلدين؛ لأنها أداة فى يد المخابرات وأجهزة الأمن الغربية منذ تأسيسها على يد المخابرات البريطانية لمواجهة انتشار الفكر الشيوعى فى المنطقة العربية، ثم تولى المخابرات الأمريكية الإشراف عليها فى مراحل لاحقة.
واعتبر الدبلوماسى الروسى أن بلاده تمد يد الصداقة لمصر تضامناً مع موقف دول الخليج العربى الداعم لمصر، وترى أن العالم العربى يمر حاليا بمرحلة تحول استراتيجى نحو استقلاليته عن الولايات المتحدة والقوى الغربية، متوقعاً أن يتطور استقلال العالم العربى والإسلامى إلى بزوغ قطب عالمى جديد تحت قيادة مصر والسعودية ودول الخليج، وهو ما تدعمه روسيا لتشكيل عالم متعدد الأقطاب بعيداً عن الهيمنة الأمريكية.
وأوضح الدكتور يورى زنين، الباحث فى معهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية، أن الإعلام الروسى أولى اهتماماً بالغاً لهذه الزيارة التاريخية التى من المتوقع أن تسفر عن نتائج ملموسة وتوقيع العديد من الاتفاقيات فى مجالات مختلفة.
وكشف الباحث الروسى عن أن وكالات السياحة الروسية أبدت استعدادها لإرسال نحو مليونى سائح سنوياً إلى مصر مع استقرار الأوضاع السياسية والأمنية، وهو ما تحتاجه مصر فى هذه المرحلة لإنعاش الاقتصاد. وأشار إلى وجود إرادة سياسية لدى البلدين للتعاون العسكرى، خصوصا أن روسيا تعد مصدرا أساسيا للسلاح فى العالم، فضلا عن حاجة مصر إلى تنويع مصادر التسليح.
وأضاف: «السلاح الروسى حقق للمصريين فى الماضى انتصار أكتوبر، والآن يمكن تعزيز التعاون العسكرى، خصوصا فى مجال أنظمة الدفاع الجوى والصواريخ والتدريب والمناورات المشتركة والتعاون الاستخباراتى ومكافحة الإرهاب».
وأكد «زنين» أن هناك فرصة كبيرة للتعاون فى مجال الطاقة، خصوصا أن لدى روسيا خبرة سابقة فى هذا المجال مع مصر، ومن ذلك بناء السد العالى لتوليد الكهرباء، مشيراً إلى إمكانية الاستفادة من الخبرة الروسية الرائدة فى مجال بناء المحطات النووية لتوليد الكهرباء، من أجل سد حاجة مصر فى هذا المجال.