«هديل» تبلّغ عن «شيماء»: «هتتجوز وعمرها 14 سنة.. الحقونا»
«الحقوها، مش عارفة أساعدها إزاى؟»، نداء استغاثة ممزوج بالعجز، ليس لإنقاذ فتاة من الغرق، وإنما لمنع أسرة «شيماء» بنت الـ 14 سنة من تزويجها مبكراً.
هديل محمد، واحدة من متطوعين أطلقوا مبادرة تنموية تحت شعار «البداية من هنا» فى المعادى، والتى تهدف للارتقاء بمستوى طلاب مدارس المنطقة، خصوصاً أبناء الطبقات الفقيرة، وتوعية أسرهم بأهمية تعليمهم، وتوجيههم إلى خطورة امتناعهم عن التعليم وتوريطهم فى سوق العمل مبكراً.. وكانت شيماء واحدة من هؤلاء.
تقول هديل إن والدة شيماء زارتها مؤخراً فى «سنتر تعليمى» وقالت لها «عقبال عندك شيماء هتتجوز كمان شهر وأنا بجهزها دلوقتى ومحتاجة منك مساعدة فى جهازها». المساعدة الصحيحة من وجهة نظر هديل أن تسعى لمنع هذه الزيجة من الأساس، لا تقديم المال اللازم لتجهيز عروس لم يزد عمرها على 14 سنة فقط، ولا يمكنها تحمل أعباء الزواج والإنجاب.
كانت شيماء واحدة ممن يترددن على السنتر التعليمى، الذى يقدم دروساً فى مواد تعليمية مجاناً، على الرغم من أنها متسربة من التعليم، وكذبت على المسئولين عن السنتر مدعية أنها لا تزال تلميذة بالمدرسة، وكان غرضها من ذلك «اللعب مع أطفال من سنها»، لذلك كانت لا تهتم بالمذاكرة وكتابة الواجبات التى تكلف بها.
«شيماء اتخطبت لابن عمها»، وتضيف هديل «كانت بالكتير أوى فى خامسة ابتدائى، وغابت عن السنتر دون مقدمات، ولما سمعنا عن خطوبتها، اعتقدنا أنها خطوبة على ورق، وأنها لن تتزوج قبل بلوغ السن القانونية، لكن زيارة والدتها عجلت بالصدمة». تجربة شيماء التى تتكرر فى مئات القرى والمناطق العشوائية يومياً، تؤرق هديل «مش عارفة ألحقها إزاى، البنت زفافها خلال أسابيع، هيجوزوها فى البلد علشان يعرفوا يسننوها بعيداً عن الرقابة.. الحقوها».