الترشيد على طريقة «الكهرباء»: أعمدة الإنارة مضاءة نهاراً.. ومطفأة ليلاً
عشرات المئات من أعمدة الإنارة، ربما يتجاوز عددها الآلاف، تتراص بطريقة مميزة على جانبى الطريق، وتثبت على الرصيف الموجود فى منتصف الدائرى، الذى يفصل بين اتجاهى السير، الهدف الرئيسى من إنشائها هو إنارة الطريق ليلا أمام السيارات المارة، وتتعرض لإهمال شديد من قبل الشركة المسئولة عن عملية الصيانة والتشغيل، يبدأ بإنارة العديد منها على مدار ساعات الليل والنهار، كما رصدتها «الوطن» بالصور، فى تقاطع الطريق الدائرى مع المحور، ومنطقة القومية العربية، كذلك «نزلة قليوب»، ومنطقة ناهيا.
الخبير المرورى اللواء يسرى الروبى، يرى أن أسلوب الإضاءة المستخدم على الطريق الدائرى، يحتاج إلى تعديل، فالمفروض ألا تظهر اللمبة داخل عمود الإنارة، حتى لا تسرق عين السائق، وتكون عواكس الضوء على الطريق فقط. على النقيض تماما يغيب الضوء الأصفر الشاحب الذى يشق ظلمات الليل للبعض الآخر من عشرات الأعمدة، بسبب بعض الأعطال سواء فى توصيلة الكهرباء أو استهلاك لمبات الإنارة نفسها، فى منطقة المحور، وصفط اللبن، ومدينة السلام والمعتمدية.
ويمتد الإهمال إلى سرقة بعض أعمدة الإنارة وسقوط بعضها على الأرض، سواء فى منطقة بشتيل التابعة لإمبابة أو طلعة محور صفط اللبن للقادم من اتجاه المحور.
وعن الكيفية التى تُسرق بها أعمدة الإنارة، يرى مصطفى منصور، أحد سكان العقارات المطلة على الدائرى بمنطقة صفط اللبن، أن أعمدة الإنارة تسقط فى حالة اصطدام سيارة بها، أحيانا أخرى تسقط بسبب شروخ فى قاعدة الخرسانة المثبت فيها العمود، وغالبا ما تتركها شركة الكهرباء ملقاة على الأرض بجوار الرصيف، يستولى عليها صبيان تجار الخردة على العربات الكارو، وأحيانا أخرى تأتى سيارات يدعى سائقوها أنهم تابعون لشركة الكهرباء، رغم أن السيارة لا يوجد عليها ما يدل على ذلك، يقومون برفع أعمدة الإنارة بدعوى أنهم سوف ينقلونها إلى مبنى الشركة، مضيفا أن الأهالى لا يعلمون حقيقة ما يدعون، وغالبا ما يؤثرون السلامة خاصة فى ظل الغياب الأمنى.
ومن جهة أخرى، تحولت أعمدة الإنارة القابعة فوق الدائرى إلى أحد المصادر الرئيسية لسرقة التيار الكهربائى، حيث يلجأ الباعة الجائلون وبعض أصحاب المخازن المنتشرة على جانبى الطريق، وكذلك البنايات العشوائية، من محال وورش أسفل كبارى الدائرى، ويساعد على ذلك، غياب الرقابة وعدم محاسبة السارق، حيث إن أسلاك الكهرباء ليست مخفية ولكنها ظاهرة للمارة ويلاحظها الجميع، مضيفا أن تجاهل المسئولين لمعاقبة من يستولون على التيار الكهربائى، يشجع غيرهم على ارتكاب نفس الجريمة.
اخبار متعلقة
«الوطن» ترصد مشاهد تحول الطريق من «رئة مرور» تخفف الزحام إلى «حزام ناسف» حول العاصمة دولة «الدائرى»
كمائن الشرطة تثبت إهمال «الداخلية»: واحد «شغال».. و9 «مهجورة»
تلال المخلفات تحتل الطريق.. ومشرف نظافة: إمكانياتنا لا تسمح بمواجهة أطنان القمامة اليومية
سلالم وفتحات وتعديات فى انتظار «الكارثة»
«سكان العشش» على الطريق: «احنا ضحايا.. والحكومة بتعتبرنا مجرمين»
الصيانة باستراتيجية «ربنا يستر»
المواقف العشوائية: «البلطجية» يسيطرون برعاية رجال المرور.. و«كله من جيب المواطن»
سيارات «النقل الثقيل».. «كوارث» تتحرك على طريق الموت