الحاجة سامية.. "ميزان حساس لوزن الناس" والحلم عمرة
سامية
في مكان ثابت لا يتغير منذ 21 عاماً، تجلس وبجوارها ميزان لقياس الأوزان ليقصدها كل من يترقب وزنه ويريد خسارته، تجلس سامية محمد إبراهيم صاحبة الـ51 عاما في منطقة أرض الجمعية بإمبابة.
اعتادت سامية على العمل في تنظيف الشقق والسجاد والسلالم وكـ"فراشة" في مدرسة وفي نادي شباب إمبابة، وتستغل فرصة "الموالد" وتتحرك بميزانها من مولد إلى آخر بحثا عن "الوزن" المصحوب الرزق، تجلس به في حديقة الحيوان، ولكن يتقدم العمر ويتغير الحال وتتغير الظروف، فبعد زواجها لأبناءها الخمسة، شعرت بأنها نفذت الجزء الأكبر من المسؤلية التي عليها، مع إنها لا تزال تقدم لهم مساعدات بسبب ضيق حالهم وقلة رزقهم.
ونتيجة تقدم السن بها أصبحت غير قادرة على التنظيف والعمل داخل البيوت، لذلك اكتفت بالميزان سندا لإكمال رحلة الحياة، ولكنها دائما تحمل هم توفير المال للإنفاق على زوجها المريض المصاب بجلطة دماغية أدت لعدم مقدرته على العمل.
تخرج الحاجة سامية كل صباح الساعة 7 حاملة "ميزان" لقياس تأثير ما تناوله الناس على أجسادهم، بينما يكون بمثابة عدادها لحساب الأيام والسنين التي تمر من عمرها وهي في مكان واحد لا يتغير، ثم تعود إلي البيت في الـ8 مساءاً، بما يكفي لقوت يومها: "الناس بتوزن نفسها وباخد اللي فيه النصيب، أنا بأجي هنا علي طول والناس عرفتني وخدت عليا".
الأحلام تؤجل يوما وراء أخر حتى تأكلها السنون وتصدأ بفعل الأيام، إلا أن زاد الأخرة دوما ما يكون فعل أو شيء يقرب من الله، "الميزان" يبقي الحاجة سامية على قيد الحياة ويداوم على مدها بالأكسجين، لكن زيارة بيت الله الحرام لأداء العمرة سيكون زاد روحها وجائزتها الأكبر التي تتمناها ولا تنفك تدعو لتحقيقها.