«خميس» أشهر المصدّرين: مطلوب من «الزراعة» فتح حوار مع تجار الورد.. وإنشاء بورصة
زهور الربيع
أكد محمد خميس، أحد أشهر منتجى ومصدّرى الزهور فى المنصورة، أن ارتفاع أسعار الزهور بشكل كبير يرجع لاستيراد بذورها وشتلاتها من «هولندا» على يد عدد محدود من المستوردين الذين لا يغامرون أساساً باستيراد كميات كبيرة منها لكونها تتأثر بدرجة الحرارة. وقال إن «من الأصناف التى نستوردها نبات (كزينزتم) ومنه 16 لوناً ويوجد تنافس فى إنتاجه واستيراده، ويُزرع بطريقة خاصة للحصول على إنتاج جيد منه، ونراقب طوله، فإذا وصل ارتفاعه إلى 80 سم مثلاً نمنع عنه الإضاءة تماماً، كما نزرع نبات (كلا) فى شهر سبتمبر، ويظهر إنتاجه فى شهر يناير، ويتم استيراده بألوانه المختلفة وزراعته فى صوب بمصر، ونجرب زراعته حالياً فيه التظليل».
وأضاف «خميس»، الذى ينتمى لأسرة عريقة فى زراعة واستيراد الزهور وتتعدى خبرتها أكثر من 80 عاماً فى هذا المجال، أن الزهور تأتى فى المرحلة الثالثة من الرفاهية للمواطن، ويجب على الدولة التدخل لدعم زراعتها، سواء بتوفير المبيدات والأسمدة والبذور والأرض بأسعار مناسبة، وإنتاج أنواع صالحة للتصدير للدول العربية التى يزداد استيرادها من الورد عاماً بعد آخر، مؤكداً أن العمل فى هذا المجال يُعد إدماناً ولا يمكن الابتعاد عنه أبداً، وطالب بأن يتم تعيين نائب لوزير الزراعة يفتح حوارات مع تجار الورد يمكن أن تدر دخلاً كبيراً للناتج القومى، وأن يتم عمل بورصة للورد.
خبراء إنتاج الورد البلدى فى «الباجور» ويعرفون نوعها من ورقتها.. وانتشار كثافة الزهور بالشوارع لا يؤدى لقطفها
وقال «خميس» لـ«الوطن» إن إنتاج الزهور يختلف حسب نوع الزهرة، ويُزرع بعضها فى الأرض المكشوفة والبعض الآخر داخل صوب، وتختلف عن النباتات الطبية والزيتية والظل التى تحتوى أيضاً فى معظمها على زهور، وأضاف أن زهور الزينة التى تنتج داخل صوب هى مثل الورد البلدى، وزهور القطف، وتؤدى الصوب لإنتاجها فى غير موعدها الطبيعى حتى أصبحت موجودة طوال العام.
وأوضح أنه يتم شراء «زهور أمهات» من هولندا، ويتم عمل إكثار منها، وكل مدة يتم عمل تجديد لها، وكذلك الورد البلدى شتلاته من الخارج بمواصفات معينة، مثل وردة تنتج 250 وردة فى السنة، والتجهيز يكون عالياً جداً، ولا تُزرع فى الأرض مباشرة، وإنما فى أحواض تضم تربة صناعية و«بوتماس» الذى يشكل حبيبات فى التربة، ويتم خدمة الأرض ضد أى فيروسات مع تعقيم الصوبة.
وعن طريقة الإكثار قال: «نأخذ (عيوناً) من الورد ونعمل إكثاراً من الورد المستورد، وهى طريقة مثل الجراحة، ونأخذ عيناً من الساق، ونعمل عقلة من (النسر) وهو جزء معدوم، ونحافظ عليه لنأخذ منه العقلة فقط، ونجهز العقلة فى نهاية شهر يناير، ونركب العين ونعمل رباطاً بعد الشق بالمشرط فى الساق مثل الجراحة ونربطها، وبمجرد أن تخرج الوردة نزرع الزرع فى الصوب». وأضاف: نأخذ السلالة من الخارج ونأخذ منها العيون، ونضبط درجة الحرارة داخل الصوب، ومعظم الورد المستورد يحتاج درجة حرارة فى حدود 25 درجة مئوية، ولذلك نركب شفاطات فى الصوب حتى لا ترتفع درجة الحرارة أو يحدث اختلاف فى درجات الحرارة، مؤكداً أنهم يعتمدون على الصوب خوفاً من الارتفاع المفاجئ فى درجات الحرارة.
الحدائق العامة مسجونة خلف أسوار حديدية وأشجارها مصابة بأمراض تجمع الذباب
وعن مهارة من يتعاملون مع الزهور قال: لدينا عامل يطلق عليه «الطعيم» وكل عمله ينفذه وهو نائم على جنبه فى الأرض بمهارة عالية لما لديه من خبرة كبيرة فى تطعيم الفاكهة أو الورد، ويأخذ عندنا «عقلة» الوردة البلدى ويغرسها فى الأرض، ويتم تركها لمدة 35 يوماً، حتى نطمئن أن جذورها امتدت فى الأرض، ونأخذ «العين» ويتم تطعيهما فى الساق، بعد عمل جرح فى الساق، ونركبها به، ونربطها بقطعة بلاستيك خفيفة، وبعد 25 يوماً تظهر نتيجة العملية، مؤكداً أنه من المستحيل أن ينفذ صاحب المشتل كل هذا العمل بيده، وأشار إلى أنه يوجد مجموعة متخصصة فى إنتاج الورد البلدى فى «الباجور» بالمنوفية، ولديهم الخبرة التى تجعلهم يعرفون الوردة من الورقة.
وذكر أن أكثر الطلب يأتى على الزهور ذات اللونين الأحمر والأبيض وتأتى باقى الألوان بعدهما، وأوضح: «لو أننا زرعنا أو استوردنا 100 ألف زهرة، فيكون منها 30 ألفاً لونها أحمر، و30 ألفاً أبيض، و40 ألفاً لباقى الألوان، منها مثلاً 500 أصفر، و500 روز، وهكذا. وأوضح أن طريقة الزراعة تكون على مراحل وكل 15 يوماً نزرع عروة، وذلك حتى لا يكون الإنتاج كله فى فترة واحدة، ولا يكون كل الإنتاج دفعة واحدة.
وقال «خميس» إن كل ما نحتاجه من الدولة هو أن تدعمنا وتفتح فرص عمل للشباب، وتساعدنا فى تسويق منتجاتنا فى الخارج، وتابع: «قيمة الإيجار السنوى لفدان الأرض ارتفعت من 12 ألف جنيه إلى 20 ألف جنيه، وأول ما نعمل صوب ينظر الجميع إلينا على أننا نكسب بلا حدود وكأنها تجارة محرمة، والمطلوب من الحكومة أن تنظر لنا بعين الرحمة والاعتبار».
وحول الحدائق العامة قال إنها مسجونة خلف أسوار حديدية والأشجار ممتلئة بالأمراض التى تجمع الذباب، وبدأنا منذ أكثر من 15 سنة مثلاً فى تطوير جزء فى شارع الجيش بالمنصورة، إلا أن المشروع توقف، وللأسف المسئولون عن التجميل فى المدينة غير متخصصين، وهذا الأمر يحتاج إلى مهارات خاصة، ومن حقنا أن نتدلع وندلع أبناءنا بالزهور الجميلة فى الشوارع، ولو عندنا زهور بكثافة لن يتم قطفها أبداً.