ببساطة| من الفائز بعد أن دقت طبول الحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا
الرئيس الامريكي دونالد ترامب
يبدو أن طبول الحرب الاقتصادية بين واشنطن وبكين قد دقت بالفعل، هي حرب تجارية يخشاها العالم منذ اعتلاء "دونالد ترامب" سدة الحكم في الولايات المتحدة وبالفعل بدأت تتشكل، بعدما وقع الرئيس الأمريكي، أمس الخميس، قرارًا يسمح لبلاده بفرض رسوم جمركية على واردات صينية بقيمة 60 مليار دولار، وهو ما قد يكون له آثار وخيمة على الاقتصاد العالمي.
في المقابل اقترحت الصين قائمة تضم 128 منتجاً أمريكياً كأهداف انتقامية محتملة، بعد إعلان الولايات المتحدة عن تعريفات جمركية على واردات صينية بقيمة 50 مليار دولار.
ما أقدم عليه "ترامب" لم يقربه أي من الرؤساء السابقين الذين اكتفوا بالتلويح باعتبار الصين متلاعبة بالعملة لكنهم ابتعدوا دائما عن اتخاذ إجراءات فعلية، أما الرئيس الحالي فكان قراره قاطعا بمعاقبة الصين كونها متهمة بالعدوان الاقتصادي وانتهاك حقوق الملكية الفكرية لبلاده.
"إنتل" و"نفيديا و"ميكرون" و"كوالكوم" و"تكساس إنسترومنتس" في مرمى النيران
وبحسب تقارير دولية فإن عواقب هذا القرار فإنها تتركز في عاملين، أولهما هو هل سيتماشى حجم التعريفات المفروضة على المنتجات الصينية مع مقدار الانتهاكات الصينية الذي صوره "ترامب" في خطابه؟
ومن المحتمل تخفيف الإجراءات إذا تسببت في اضطراب الأسواق المالية، لكن "ترامب" كشف عن نواياه منذ توليه منصبه، وسوف يكون من الصعب العثور الآن على شركة كبرى متعددة الجنسيات لا تعتقد أن الصين مارست انتهاكات عدة، فلا يخفى على أحد سرقة حقوق الملكية الفكرية من قبل شركاتها.
العامل الحاسم الثاني هو كيف ستستجيب الصين لهذا القرار؟ خاصة أنها تعهدت مرارًا وتكرارًا بالدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة إذا استهدفتها واشنطن بإجراءات مشابهة.
الرئيس "شي جين بينغ" سيجد أنه يتعامل مع رئيس أمريكي يعتقد (بصدق) أن الولايات المتحدة قادرة بسهولة على الفوز في الحرب التجارية.
مع ذلك قالت وزارة التجارة الصينية إن بكين لا تريد خوض حرب تجارية لكنها أيضًا لا تخشى أبدا من الحرب التجارية وستخوضها حتى النهاية إذا اضطرت لذلك.
ويحذر معظم الاقتصاديين من أن الكثيرين سيصبحون أكثر فقرا، وأن حديث "ترامب" عن الفوز بالحرب التجارية أمر سخيف وخطير، لكن من الصحيح أيضا أن الصين لديها الكثير لتخسره نظرا لاعتمادها الواسع على التصدير "بلغت صادراتها السلعية إلى الولايات المتحدة نحو 500 مليار دولار العام الماضي".
من الصعوبة تحديد الفائز إلى الآن، لكن الخسائر ورادة لدى كلا الطرفين وليس صحيحا أن فوز أمريكا سيكون سهلًا، فبحسب "سي إن إن موني" هناك شركات أمريكية كبرى مثل "آبل" و"بوينج" و"إنتل" وغيرها قد تعاني كثيرا إذا قررت الصين توسيع نطاق إجراءاتها العقابية.
اذ حققت "آبل" إيرادات بقيمة 18 مليار دولار"20% من إجمالي مبيعاتها" في الصين وحدها خلال الربع الأخير، فيما بلغت إيرادات "بوينج" في السوق الصيني 12 مليار دولار "13% من إجمالي المبيعات".
كما تحظى "إنتل" و"نفيديا و"ميكرون" و"كوالكوم" و"تكساس إنسترومنتس" بتواجد كبير في الصين، وتحديدًا في قطاع التصنيع بالإضافة إلى شركات التكنولوجيا المحلية التي تعتمد على منتجاتها.
شركة "نايكي" ومتاجر القهوة الشهيرة "ستاربكس" الاكثر تضررا داخل الصين
وبلغت مبيعات شركة "نايكي" في الصين خلال الربع الرابع من العام الماضي 1.2 مليار دولار وهو ما يمثل 15% من إجمالي إيراداتها، فيما باعت شركة "جنرال موتورز" 4 ملايين سيارة في الصين على مدار 2017 بأكمله عبر شركاء محليين.
اما سلسلة متاجر القهوة الشهيرة "ستاربكس" قد تكون بين أكبر الخاسرين أيضا، حيث تراهن بقوة على السوق الصيني المكتظ بالمستهلكين، والذي يؤمن لها 14% من إجمالي الإيرادات.