"سليم" للإعلاميين الأفارقة: خطوات جادة لإنشاء قناة تلفزيونية إفريقية
أحمد سليم أمين عام الأعلى للإعلام
التقى اليوم أحمد سليم أمين عام المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بالإعلاميين الأفارقة المشاركين بالدورة التدريبية في حوار مفتوح عن "ثورات الربيع العربي" والحديث عن مصر في ثوبها الجديد "حكاية وطن" بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو.
وتحدث أمين عام المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مع الإعلاميين الأفارقة عن ثورات الربيع العربي، تلك الموجة العارمة من الثورات التي اجتاحت العديد من الدول العربية مختصة بالذكر أحداث ثورة 25يناير كنموذج لثورات الربيع العربي حيث خرجت جموع الشعب المصري بمختلف أطيافة في مظاهرات واحتجاجات ضد النظام رافعين شعار "عيش حرية عدالة اجتماعية" حتى جاء يوم "جمعة الغضب" في 28 يناير، لافتًا إلى أن ذلك كان تاريخ بداية ظهور جماعة الإخوان الإرهابية، ضمن صفوف المتظاهرين، والتي استطاعت النزول للشارع بكثافة وتنظيم جيد وتمكنوا من تحريك الأحداث لصالحهم في ذلك التوقيت فهم يمتلكون القدرة على العمل العنكبوتي المنظم تحت الأرض.
وتابع سليم "فجماعة الإخوان المسلمين استطاعوا أن يركبوا الموجة وجاءت لهم الفرصة أن يخرجوا من جحورهم ويظهروا على السطح وهدفهم الأساسي هو الوصول للحكم بأسرع الطرق".
كما أوضح مدى صلابة وتماسك جميع العاملين باتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري في تلك الفترة العصيبة التي مرت بها البلاد، وتمسكهم جميعًا بالحفاظ على مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري “صوت مصر“ من أي اعتداء خارجي يحاول السيطرة عليه، وبعد نجاح 25 يناير وتنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، عن منصبه وتسليم السلطة للمجلس العسكري، تغير شكل الحياة السياسية في مصر، ومرت مصر بفترة انتقالية تعددت فيها الأحزاب السياسية والائتلافات، وكان الحزب الواضح في تلك المرحلة هو حزب “الحرية والعدالة ” الممثل لجماعة الإخوان الإرهابية، ”التي استطاعت أن تسيطر على المشهد السياسي في تلك الفترة".
وقال سليم "وبدت مصر وكأنها تدخل عصر الحكم الديني ولاسيما بعد فوز الرئيس الأسبق محمد مرسي، بالانتخابات الرئاسية، وسعي الإخوان الملسمين لفرض سيطرتهم على جميع أجهزة الدولة وإقالة قيادات الدولة كل ذلك أدى لحالة من الغضب الشديد التي دفعت الشعب المصري للتمرد على حكم الإخوان فظهرت حركة "تمرد" وحركة "المرأة المصرية" وغيرها من الائتلافات العادية لنظام الإخوان فخرجت جموع الشعب المصري في الثامن والعشرين من يونيو تطالب بإسقاط مرسي وجماعة الإخوان، فسانده الجيش المصري وخضع لرغبة شعبه، وقام الشعب بتفويض الرئيس عبدالفتاح السيسي والقوات المسلحة المصرية بحكم البلاد والسيطرة على الوضع، وفض اعتصامات الإخوان المسلمين لتدخل مصر لفترة جديدة كتبها الشعب بإرادته وتم انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيسًا للبلاد وفاز بأغلبية الأصوات، وبدأت مرحلة جديدة بالنسبة للتاريخ المصري.
ثم ذكر أمين عام المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، للإعلاميين الأفارقة إن هناك كثيرًا ممن شبهوا الرئيس السيسي بالرئيس الراحل “جمال عبدالناصر” لأنه ابن المؤسسة العسكرية كما كان عبدالناصر وكلاهما يؤمنوا بضرورة ضمان وضع اجتماعي عادل للطبقة البسيطة مع ضرورة وجود صناعات وطنية، مشيرًا لحب الرئيس السيسي للقارة الإفريقية فلديه توجه إنساني سياسي نحو إفريقيا كما كانت مصر خلال فتره حكم عبدالناصر، فبعد وفاة عبدالناصر جفت علاقاتنا مع القارة الإفريقية وكان الاهتمام الأكبر بدول الغرب إلا أن مصر منذ عام 2014 وتولي الرئيس “عبدالفتاح السيسي” الحكم قد شهدنا عودة مصرية قوية في إفريقيا فالرئيس السيسي قام خلال فترة حكمه بالعديد من الزيارات للخارج كان أكثرها لإفريقيا واستطاع استرداد رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي وذلك إن دل فيدل على سعي الرئيس “عبد الفتاح السيسي” لتقوية العلاقات الإفريقية ، كما تناقش الإعلاميون الأفارقة مع أمين عام المجلس الأعلى للإعلام عن أزمة المياة وكيفية مواجهتها.
وأكد سليم للإعلاميين الأفاررقة إن مسألة المياه بالنسبة لدول حوض النيل مسألة حياة أو موت وسنعمل معاً سوياً حتى نتخطى تلك الأزمة.
كما أشار سليم خلال حديثه مع الإعلاميين الأفارقة لأهم الإنجازات التي حققتها مصر خلال الأعوام الأخيرة الماضية وكم المشروعات التي استطاع المصريون إنجازها رغم كل الصعاب مقدماً لهم نماذج كمشروع الضبعة والعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العالمين الجديدة موضحاً لهم سعي مصر لأن تصل لوضع اقتصادي وحضاري جيد.
كما تحدث الإعلاميون الأفارقة مع أمين عام المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام عن العملية الشاملة لتطهير سيناء 2018 وكيف استطاعت قواتنا المسلحة التغلب على تلك الجماعات الإرهابية، وكيف استطاعت تعمير سيناء. وأكد سليم للإعلاميين الأفارقة إن عملية سيناء الشاملة 2018 جعلت سيناء حالياً بالكامل تحت السيطرة المصرية وفي الزيارة القادمة لمصر سنحرص على أن تروا سيناء الجديدة.
كما تطرق الإعلامين الأفارقة للحديث عن دور الإعلام وسط كل هذه الظروف ، وأكد “أحمد سليم” أمين عام المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إن الإعلام بعد ثورة30 يونيو شهد حالة من الانفتاح الإعلامي بظهور العديد من القنوات والصحف الخاصة وانتشرت حالة من الفوضى وعدم الانضباط بالمشهد الإعلامي المصري وكان ذلك هو الهدف الأساسي وراء إنشاء المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وهو العمل على ضبط المشهد الإعلامي في مصر وأشار أمين عام المجلس خلال حديثه مع الإعلاميين الأفارقة إلى التقسيم الجديد للإعلام المصري طبقاً للدستور الجديد المتمثل في الهيئات الإعلامية الثلاثة المتمثلة في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام كهيئة مستقلة وهو معني بكل شئون الإعلام المرئي والمسموع والمقروء والإلكتروني والمسئول عن إدارة وتنظيم الإعلام فى مصر وأحد مهامه هي إعادة ضبط المشهد الإعلامي المصري والهيئة الوطنية للإعلام المسئولة عن إعلام الدولة المسموع والمرئي والهيئة الوطنية للصحافة المسئولة عن الصحف القومية.
كما أكد سليم للإعلاميين الأفارقة على سعي المجلس وعن اتخاذه لخطوات جادة نحو إنشاء قناة تليفزيونية إفريقية نبث من خلالها كل ما يهمه القارة من أخبار وقضايا بمشاركة كل الإعلاميين الأفارقة والعرب فنحن يهمنا أن يكون لدينا إعلام إفريقي وأن يكون له دور فعال مؤثر بشتى بقاع العالم.