حداد في زيمبابوي بعد وفاة زعيم المعارضة مورغان تشانغيراي
زيمبابوي
تسود أجواء من الحزن، اليوم، بزيمبابوي غداة وفاة المعارض التاريخي مورغان تشانغيراي، الذي كافح بلا توقف وعلى الرغم من القمع والعنف نظام الرئيس السابق روبرت موغابي لعقود.
وأشادت الطبقة السياسية بكاملها بالمعارض، بدءً بالرئيس ايمرسون منانغاغوا الذي تولى الرئاسة خلفًا لموغابي قبل ثلاثة أشهر.
وقال منانغاغوا: "إن مورغان تشانغيراي أصر على إجراء انتخابات حرة وعادلة وتتمتع بالصدقية بعيدا عن العنف، وسنتذكر قدرته على مد اليد لتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد انتخابات 2008 التي قسمت البلاد".
وتوفي تشانغيراي، أمس الأربعاء في جنوب إفريقيا، بعد رحلة علاج من مرض سرطان القولون، عن عمر يناهز 65 عامًا.
وكان النقابي السابق الذي تحول إلى العمل السياسي شكل لفترة طويلة التهديد الرئيسي لروبرت موغابي، الذي أسقط في تحرك للجيش خلال نوفمبر بعد حكم دام 37 عامًا.
وعنونت الصحيفة اليومية الخاصة "ديلي نيوز" الخميس ان "جبلا سقط" بموت تشانغيراي. من جهتها كتبت الصحيفة الحكومية "ذي هيرالد" ان الحكومة ستساعد عائلة تشانغيراي "قدر الامكان".
وتجمع عشرات من أنصار ومسؤولي "الحركة من أجل التغيير الديمقراطي" في المقر العام للحزب في هراري لتكريم "بطلهم" الذي يترك بذلك حزبا مهددا بالتفكك.
وقال نلسون شاميسا أحد ثلاثة نواب لرئيس الحزب أن "الموت المفجع للرئيس "مورغان تشانغيراي" يشكل ضربة كبيرة للحزب والأمة.
وأضاف على حسابه بموقع التدوينات القصيرة "تويتر": "بصفتنا حزبًا بامتياز سنتحد ونكون منضبطين ونكرم ذكرى بطلنا".
ويشهد الحزب انقسامات منذ أشهر في إطار صراع على قيادته.
وكتبت عضو مجلس الشيوخ عن الحزب ليليان تيمفيوس، "خسرنا ابانا"، مضيفة أنه "كان صاحب رؤية، وإرثه سيبقى هنا إلى الأبد، قلبي ممزق وآمل بأن تتحد قيادة الحزب لإلحاق الهزيمة بالحزب الحاكم منذ استقلال زيمبابوي في 1980".
ومن المقرر إجراء انتخابات عامة خلال العام الجاري.
- "بطل" -
أشادت الأسرة الدولية أيضا بشجاعة تشانغيراي.
وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه "رجل شجاع" كافح من أجل الديمقراطية التعددية والعدالة، بينما رأى وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إنه كان "يمثل الشجاعة والتصميم في مواجهة القمع ومنح شعب زيمبابوي القدرة على الإيمان بالمستقبل، وكان أحد أشجع رجال السياسة في زمنه".
في 2007، ظهر تشانغيراي أمام وسائل الإعلام وقد انتفخ وجهه وعينه مصابًا بجروح وقميصه مفتوح وحليق الرأس جزئيًا بعدما تعرض للضرب من قبل قوات الأمن بسبب مشاركته في تظاهرة للمعارضة.
في السنة التالية وصل إلى عتبة السلطة بفوزه في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، لكن بعد أعمال عنف التي استهدفت أنصاره، وقال إنها أودت بـ 200 شخص، تخلى عن المشاركة في الدورة الثانية ما سمح لموغابي بالبقاء في السلطة.
وفي 2009 أصبح رئيس حكومة وحدة وطنية حتى انتخابات 2013.
وقال ثاندي مويانا، 25 عامًا، وهو محاسب من بولاوايو "جنوب غرب" إن تشانغيراي "علمنا أن نكافح".
من جهته، صرح باتسيراي تامباوغا الذي يملك محلا لتصفيف الشعر في هراري "سيكون من الصعب ان يحل محله أحد، قام بعمل شاق ويستحق صفة البطل".
وبوفاة تشانغيراي أصبح الرئيس منانغاغوا المساعد السابق لموغابي، في موقع قوة للانتخابات العامة المقررة العام المقبل.