المركز الثقافى الفرنسى يحول محيطه إلى «غرفة تفتيش» والجيران: «دى السفارة مش كده»
المركز الثقافى الفرنسى
4 أبواب على مدخل الشارع، اثنان منها للعربات واثنان للمارة، واحد للدخول والآخر للخروج. وما بين الـ4 أبواب سكان الشارع الذين يتعرضون للتفتيش فى كل لحظة، والتوقيف من قِبَل الأمن لفحصهم وفحص متعلقاتهم، ولا يسمح لأى منهم بالدخول بتاكسى، بحجة أن العربات الغريبة غير مسموح لها بالدخول، إلى شارع مدرسة الحقوق الفرنسية، بعدما احتل المركز الثقافى الفرنسى الشارع.
يسكن محمد محمود فى الشارع، الذى له اتجاه واحد، ويضطر فى كل مرة، سواء فى دخوله أو خروجه، للتفتيش، رغم حديث أفراد التأمين عن أن السكان وزائريهم لا يخضعون له، لكن الكلمات اختفت خلف الواقع الذى يشهده الرجل، وتطور الأمر إلى إنشاء غرفة للقمامة فى الشارع وثلاجة أمام منزله: «ما بقاش مشهد محترم والله، مفروض ده مركز ثقافى يعنى كل التأمين ده مالوش قيمة» يحكى الرجل الذى ضرب أمثلة بعدد من المراكز الثقافية التابعة لعدد من الدول، ولا تخضع لمثل ذلك التأمين ولا تلك الكيفية: «كان الكلام إن ده كله هيتلغى مع أول السنة، لكن اللى حصل إن الإجراءات زادت والتفتيش بقى أرخم، ولا كأننا ساكنين فى ثكنة عسكرية».
«محمد»: «تفتيش فى الدخول والخروج واستغلال للشارع»
فى 2008 كان كشك صغير لفرد أمن فى الشارع يهتم لأمن المركز الثقافى، شيئاً فشيئاً تطور الأمر وبدأت البوابات فى الدخول، ثم أجهزة الفحص والتفتيش للمارة وسكان الشارع: «عملنا محضر ببناء مخالف، واشتكينا فى البيئة عشان خاطر غرفة القمامة دى، لكن مفيش أى استجابة»، قالتها فاطمة حمزة، التى تسكن بالشارع، وتتمنى أن تكون بداية يومها طبيعية كأى مواطن يدخل ويخرج إلى الشارع الذى يسكن به: «ليه كل الإجراءات والتعقيد، المكان أصلاً مش مستاهل كل ده؟» ورغم الشكاوى التى قُدمت للحى منذ سنوات، فإن الوضع لم يتغير، بحسب «فاطمة».
مصطفى كامل، أحد سكان الشارع منذ 38 عاماً، يعتبر أن الشارع تحول إلى «سجن» ويتمنى أن يكون هناك تحرّك من الدولة تجاه ذلك الشارع: «ده كده اعتداء كامل على مصر، وعندهم مركز فى مصر الجديدة، ومش مقفول زى عندنا كده»، ويتعجب الرجل من أن السفارة الفرنسية نفسها لا تخضع لمثل هذا النوع من التأمين: «محدش فاهم حاجة».