القوى السياسية: رحيلها انتصار للإرادة الشعبية الرافضة لدعمها لـ«الإخوان»
أبدت العديد من القوى السياسية والثورية ترحيبها بقرار الإدارة الأمريكية بإنهاء خدمة آن باترسون، سفيرتها فى القاهرة، وتعيين قائم بالأعمال لحين اختيار سفير جديد، واعتبرت ذلك انتصارا للإرادة الشعبية المصرية، ولرفضها تدخلات «باترسون» فى الشأن المصرى ودعمها لتنظيم الإخوان.
وقال الدكتور عماد جاد، الخبير فى العلاقات الدولية نائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، لـ«الوطن»: إن رحيل «باترسون» بهذا الشكل غير طبيعى، وينطوى على دلالات سياسية، وربما تكون الإدارة الأمريكية قد قررت سحبها بعد أن فشلت فى مهمتها، لافتاً إلى أنها غادرت بشكل غير طبيعى، فى حين لم تنتهِ مدتها بعدُ، والمعتاد أن تبلغ الإدارة الأمريكية «الخارجية» المصرية بتسمية سفير جديد للموافقة عليه، بعد انتهاء مدة السفير الحالى، ليوافق عليه مجلس الشيوخ الأمريكى، وتحدث علمية تسليم وتسلم، لكن ما فعلته «الخارجية» أنها استدعت «باترسون» بشكل عاجل، وعينت ديفيد ساترفيلد، مدير القوة متعددة الجنسيات فى سيناء، قائما بالأعمال، بدلاً منها لحين تعيين سفير جديد.
وأضاف «جاد»: «هذه الآلية غير الطبيعية تشير إلى أن هناك مشكلة مع هذه السفيرة التى كانت تخدعهم فى تقاريرها وكانت منحازة بشكل كامل لتنظيم الإخوان، وأصبحت الآن مكروهة من جانب الحكومة المصرية وكل القوى المدنية، وبالتالى آثروا السلامة وسحبوها بعد أن فشلت مهامها».
وعن ديفيد ساترفيلد، أوضح «جاد» أنه رجل عادى لا يحمل توجهات معادية لمصر، وهو سفير فى «الخارجية» الأمريكية، ومن الممكن أن يجرى تعيينه بعد ذلك بشكل رسمى سفيراً لأمريكا فى القاهرة، خصوصاً بعدما نفت الإدارة الأمريكية نيتها تعيين سفيرها السابق فى سوريا فى القاهرة، فى ظل الاعتراضات الشعبية المصرية عليه.
من جانبه، قال السفير معصوم مرزوق، منسق العلاقات الخارجية فى التيار الشعبى: إن «باترسون» غير مأسوف عليها، ورحيلها جاء متأخراً، وهذا يؤكد كل ما ذهبت إليه قوى المعارضة، من إساءة استخدامها لكل المبادئ الدبلوماسية المتعارف عليها، واتصالاتها المستمرة بقيادات الإخوان، وحضهم على التمسك بمواقفهم، ما كان سبباً رئيسياً فى عدم التوصل إلى أى توافق وطنى، خصوصاً أن قادة التنظيم اعتبروا دعم السفيرة الأمريكية لهم يعنى دعم أكبر دولة فى العالم، وبالتالى لا حاجة لهم كى ينصتوا لصوت العقل، أو للقبول بحلول وسط اقترحتها قوى المعارضة وبعض الوسطاء مثل الاتحاد الأوروبى.
وأضاف «مرزوق» أنه بالنظر لما هو متعارف عليه عن مدة عمل السفراء الأمريكيين السابقين، يتضح أن الإدارة الأمريكية أدركت أخيراً أن سفيرتهم فى القاهرة لم يعد فى مقدورها تمثيل الولايات المتحدة، وأن وجودها يعد تحديا لإرادة المصريين. متابعاً: «لا أظن الإدارة الأمريكية ستكرر نفس الأخطاء التى ارتكبتها بتعيين سفيرة أو سفير ليعبث فى الشأن الداخلى مرة أخرى، بعد أن لقنهم الشعب درساً فى الاستقلال الوطنى والإرادة الشعبية».