الإنذار الأخير من عمال غزل المحلة للرئيس والحكومة: «بركان الغضب لن يُبقى ولن يذر»
واصل عمال غزل المحلة إضرابهم واعتصامهم فى مقر الشركة للمطالبة بصرف الأرباح ورفع مكافأة نهاية الخدمة وعزل فؤاد عبدالعليم رئيس الشركة القابضة، وهددوا الرئيس محمد مرسى، والحكومة، بأن «بركان الغضب لن يبقى ولن يذر»، إذا استمرت السياسات التى بدأت فى تجويع العمال وعقابهم هم وأسرهم وأهالى المحلة، نتيجة دورهم فى ثورة 25 يناير، فى الوقت الذى بدأ فيه وزراء الصناعة والقوى العاملة ومحافظ الغربية التفاوض معهم لإقناعهم بإنهاء الإضراب، بينما تبلغ خسائر الشركة 3 ملايين جنيه يومياً بسبب الإضراب.[Image_2]
وكشف محمود عبدالجليل، أحد قادة العمال الذين يتفاوضون مع الحكومة وقيادات الشركة، عن أن قيادات اللجنة النقابية بالشركة تركوا 26 ألف عامل هم إجمالى العاملين بالشركة وذهبوا للمصيف، وأشار إلى أن العمال قدموا عدة طلبات للجهات المسئولة، لسحب الثقة من نقابة غزل المحلة.
وأوضح لـ«الوطن» أن اللجنة النقابية الحالية جاءت عن طريق الضغط والإرهاب الذى مارسه جهاز أمن الدولة المنحل، ووصف أعضاءها بأنهم «فلول وأتباع نظام مبارك، ولا يعبرون بأى شكل من الأشكال عن عمال غزل المحلة».
ووجه تحذيراً شديد اللهجة للدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، والحكومة، وجميع أجهزة الدولة قائلا: «أحذركم من الاستمرار فى استفزاز عمال المحلة وعدم الاستجابة لمطالبهم، وإذا استمرت السياسات التى بدأت فى تجويع العمال وعقابهم هم وأسرهم وأهالى المحلة، فإن المدينة ستشتعل، ولن تستطيع أى قوة أن تسيطر عليهم، خصوصاً أن العمال لم يتقاضوا مرتباتهم التى يصرفونها يوم 17 فى الشهر، ما يعنى استمرار سياسة التجويع، التى إن استمرت فإن المحلة ستتعرض للدمار والضياع، لأن عدم صرف المستحقات أدى إلى توقف الحياة وأصابها بالشلل، كما توقفت الحركة التجارية، بسبب عجز الناس عن دفع الأقساط الشهرية للتجار، هذا غير عجزهم عن شراء احتياجاتهم بمناسبة دخول شهر رمضان».
وكرر عبدالجليل نداءه لرئيس الجمهورية والحكومة وجميع أجهزة الدولة، وقال: «نحن ملتزمون بضبط النفس حتى هذه اللحظة، ونحذركم من بركان الغضب الذى لن يبقى ولن يذر أحدا أمامه».
وأكد أن العمال ليس لهم علاقة بالمعارك السياسية، وأنهم يطالبون بحقوقهم فقط، ويرحبون بأى جهد من جانب القوى السياسية لحل مشكلتهم سواء من الإخوان أو الناصريين، أو الاشتراكيين الثوريين، وشدد على أن مطالبهم تتمثل فى «رغيف العيش وتحقيق شعار الثورة (عيش- حرية- عدالة اجتماعية)»، وأكد أن عمال غزل المحلة وجميع عمال مصر يعاقَبون منذ ثورة يناير، وبأشد صنوف العقاب والتنكيل، نتيجة دورهم فى هذه الثورة.
من جانبه ندد الدكتور أحمد عبدالظاهر، رئيس اتحاد العمال، بإضراب عمال غزل المحلة، وقال لـ«الوطن» إنه يرفض تصرفاتهم التى وصفها بأنها غير منطقية، وأكد أن التصعيد الذى يلوحون به أمر مرفوض تماماً.
وقال إن اتحاد العمال سبق أن حصل لهؤلاء العمال على زيادات بقيمة مرتب شهرين بما يعادل 90 جنيها، كما حصل على موافقة بزيادة فى بدل الوجبة بالإضافة إلى صرف 220 جنيها حوافز كل شهر، وأضاف: «أرى أن هناك قوى تحركهم لأهداف سياسية»، إلا أنه رفض أن يوضح هذه الجهات، واكتفى بالقول إن هذه الإضرابات تكبد الدولة واقتصادها المنهار خسائر بالمليارات.
وأشار رئيس اتحاد العمال إلى أنه قرر بالاتفاق مع عبدالفتاح إبراهيم رئيس النقابة العامة للغزل والنسيج على إرسال وفد إلى محافظة الغربية لعقد اجتماع مع وكيل وزارة القوى العاملة بالمحافظة لبحث مطالب العمال.
واختلفت معه فاطمة رمضان، ممثلة لجنة التضامن مع الإضرابات العمالية بالنقابة المستقلة، وأكدت أن مطالب العمال مشروعة، ولا بد من تحقيقها، وأشارت إلى أن العمال يطالبون بتطهير الفساد وضخ أموال لزيادة الإنتاج، وأوضحت أن وفدا من النقابات المستقلة توجه إلى المحلة أمس لبحث مطالب العمال المشروعة، وأرسل بيانا إلى وزارة القوى العاملة أكد فيه تضامنه معهم.
يأتى هذا فى الوقت الذى توجه فيه المهندس محمود عيسى وزير الصناعة ووزير القوى العاملة ووفد من النقابة العامة للغزل والنسيج إلى المحلة للتفاوض مع العمال، ومحاولة إقناعهم بإنهاء الإضراب.
أما على صعيد التحرك الإخوانى فيقود المهندس سعد الحسينى تحركات مكثفة فى هذا الصدد، خصوصاً أنه من أبناء المحلة وكان عضواً فى مجلس الشعب «المنحل» عن دائرة المحلة الكبرى، ووجه دعوة لممثلى العمال للقاء وزير الصناعة ومحافظ الغربية وقيادات النقابة العامة للغزل والنسيج.
وكان العمال التقوا الحسينى وعرضوا عليه مطالبهم وهى تحسين أوضاعهم المالية والوظيفية وإقالة القيادات الفاسدة بالشركة، وقال فيصل لاقوشة، القيادى العمالى، إن اجتماعهم مع وزير الصناعة يهدف لبحث سبل الخروج من الأزمة وعودة العمل مرة أخرى وإنهاء الإضراب، وأكد أن العمال لن يفضوا الإضراب والاعتصام قبل الاستجابة لجميع مطالبهم.
وهدد بأن العمال سيخرجون إلى الشوارع غداً الجمعة فى مشهد متكرر لما حدث يوم 6 أبريل 2008 إذا لم تحل مشكلتهم، وأوضح أن أبرز مطالبهم هى إقالة فؤاد عبدالعليم حسان رئيس الشركة القابضة الذى عُين حديثاً بديلا لمحسن الجيلانى بعد أن كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة غزل المحلة وتسبب فى خسائر للشركة تقدر بحوالى 144 مليون جنيه، كما يطالب العمال بصرف الأرباح السنوية كاملة، وإجراء انتخابات لمجلس الإدارة واللجنة النقابية، وإعادة هيكلة الشركة إدارياً واستبعاد جميع القيادات الفاسدة من مواقعها، وصرف 12 شهرا أرباحا سنوية أسوة بالعاملين بالشركة القابضة، ورفع مكافأة نهاية الخدمة إلى 3 شهور عن كل سنة خدمة دون حد أقصى.
أخبار متعلقة:
عمال «المحلة» يطالبون «مرسى» بالقدوم إلى المحلة.. ويحددون 11 مطلباً لفض الإضراب
أحزاب وقوى اليسار على خط الأزمة.. وتهاجم «الإخوان»
العمال يستعدون لاعتصام رمضان بعرقسوس وتمر هندى .. وإحدى العاملات لطفلتها «ماتخافيش هاجيبلك فانوس»