لميس جابر: أرفض تسمية ثورة يناير بـ"المجيدة".. والإعلام ينشر الشائعات
د لميس جابر
قالت الكاتبة والأديبة لميس جابر، إن موشى ديان وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق صدر للشعب المصري أن خط "بارليف" كان من المستحيل عبوره، في محاولة منه لزرع الإحباط داخل قلوبنا، موضحة أن المصريون عاشوا وقتها حالة من التذمر وعلت الأصوات بأننا لسنا جاهزين لخوض حرب 73.
وأوضحت "جابر"، أن التذمر بدأ يصل إلى أوساط الطلاب حينها، وخرجت مظاهرات في عامي 72و73، وتعالت أصوات الاتهامات بالخيانة بدعوى أن الدولة لا تريد الحرب، مشيرة إلى أنه في نفس الوقت كان الكاتب الكبير محمد حسانين هيكل يكتب مقالات محبطة جدا على صفحات الصحف القومية، تؤكد على ضعف التسليح والمواجهة مع إسرائيل.
وتابعت: "خرجنا ونحن طلاب لنهتف يسقط الإنهزاميون"، لنكتشف بعدها جسارة الجيش المصري العظيم، وأن كل ما تم تصديره هو خداع استيراتيجي ضمن خطة الحرب، وأن المقالات التي كان يكتبها "هيكل" جاءت ضمن أكبر مخطط لخديعة حرب أكتوبر المجيدة، لتعبر قواتنا المسلحة خط بارليف الحصن الحصين، وينهار خلال 4 ساعات فقط.
وتابعت "جابر": "خضنا حرب أكتوبر 73 بإمكانيات مادية ضعيفة جدا، حتى مواتير المياه جاءت لنا عن طريق ليبيا، لكن الرهان كان على أقوى عنصر وهو الإنسان المصري الذي يمتاز بالقوة والمواجهة، وإن كانت هذه العظمة لا تأتي سوى في التحديات"، مضيفة: "إذا وضعنا على المحك تلاقي العفريت طلع من تحت الأرض، أما في حالة الاستقرار نخضع للإشاعات، ونصدق (فيس بوك)، لذا أؤكد على الشباب ضرورة الحرص في التعامل مع (فيس بوك)".
وأشارت إلى أنه إذا حدثت حرب أكتوبر في زمن الـ"فيس بوك" لقال رواده: "إنت مصدق إن المصريين عبروا القناة، ده اليهود جم ورجعوا"، ليصبح النضال على الـ"سوشيال ميديا" باسم الوطن وسط أخبار معكوسة ومغلوطة.
وأكدت الكاتبة، أن الإعلام يلعب دورا مأساويا خلال تلك المرحلة في نشر المغالطات التاريخية، وترويجها، مستشهدة بالحالة الجدلية التي خلقها الدكتور يوسف زيدان بعدما "خبط في المسلمات التاريخية"، لافتة إلى أنه لا ينبغي تقييم الشخصيات التاريخية عبر مشاعر الحب والكراهية.
ونوهت إلى افتقاد الشباب للمرجعية التاريخية الحقيقية المحايدة والمنصفة في صياغة التاريخ، لذا نجد أن بعض الشباب يفصح عن حبه لـ"عبدالناصر" وكرهه لـ"السادات"، موضحة أنه لا ينبغي تقييم الحكام والرؤساء والقادةعلى هذا النحو.
وعن ثورة 25 يناير، قالت إنها لا زالت ترفض وصفها بـ"المجيدة" لأنها ثورة الخسائر والانقضاض على الوطن، وفعل بها الإخوان كل شيء من أجل الوصول إلى الحكم خلال "سنة سوداء"، لفظهم بعدها الشعب المصري وقلعوا عنهم ردائهم بإرادته وتوجهه ورغبته الكاملة.
واستطردت: "من المضحك أيضا أن الإخوان أعلنوا أن عبور كوبري قصر النيل أعظم من عبور قناة السويس في حرب أكتوبر المجيدة، وهذا ليس غريبا على من خرجوا عقب توليهم الحكم للاحتفال بانتصارات أكتوبر، ليستقل (مرسي) سيارة (السادات) وجواره من قتلوه من الجماعات الإرهابية".
وطالبت "جابر" جموع الشباب، بالتأمل في الواقع وقراءة التاريخ جيدا وعدم ترديد أي معلومة إلا بعد تمريرها على العقل، مؤكدة أن روح الوطنية والفداء الحقيقي بدأت مع الجيش المصري ولا توجد هذه الروح إلا داخل صفوفه فقط.