لقاءات «المرشد» بسفراء ومسئولين أجانب.. دبلوماسية موازية لدبلوماسية الدولة
أوضح السفير ناجى الغطريفى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنه على الرغم من عدم تمتع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بمنصب رسمى فى الدولة، فإن الدكتور محمد بديع يلتقى سفراء من دول مختلفة ويتلقى منهم رسائل سياسية، ويحرص بعضهم على زيارته، الأمر الذى يثير تساؤلات بشأن وجود دبلوماسية موازية لجماعة الإخوان، ويفتح المجال لنقاش الدلالات السياسية لمثل هذه الممارسات، وإمكانية تعارضها أو تكاملها مع الدبلوماسية الرسمية للدولة.
وفسر «الغطريفى» تلك الممارسات من جانب السفراء بأنها فى سياق التداخل بين «الإخوان» وحزبها ومؤسسة الرئاسة، وقال: «طبيعى أن يناقش الرئيس قراراته وتصريحاته مع المرشد العام، والجماعة صار لها ثقل سياسى أكبر بعد انتخاب مرسى، ومن ثم يريد السفير أو الدبلوماسى الأجنبى الحصول على المعلومة من منبعها ومعرفة الموقف من الجهة التى تقف خلفه وتدعمه»، وشدد السفير على أن «وجود التنظيم العالمى للجماعة يطعن فى وطنيتها، لأن هذا التنظيم العالمى من ضمن واجباته الحصول على تمويل للجماعة تستخدمه لممارسة نشاط سياسى فى الشارع، ولا تعلم الدولة المصرية عنه شيئا».
وتابع الغطريفى أنه «من الناحية الدبلوماسية لا توجد مشكلة لدى أى سفير فى لقاء شخصية سياسية مؤثرة، لكن رغم ذلك تظل تلك المقابلات موضع تساؤل لأنها تظهر الجماعة وحزبها والرئاسة كمؤسسة واحدة، فضلا عن الوضع الاستثنائى لجماعة الإخوان بين الجمعيات والمنظمات الأخرى التى تعمل فى إطار قانونى».
واعتبر الدكتور محمد سالمان، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أنه «من الحماقة والسذاجة التى لا تليق بدبلوماسى مبتدئ فضلا عن سفير دولة، أن يقوم بمراسلة أو مقابلة مرشد الجماعة، لتهنئته بفوز مرسى بالرئاسة، قبل تهنئة الشعب أو الرئيس المنتخب نفسه، أو مقابلته، كما فعل سفراء بعض الدول مؤخرا».
وأكد سالمان أنه «على الرغم من أن تلك الممارسات ربما تخلق سياسة خارجية وعلاقات دبلوماسية موازية للدبلوماسية الرسمية للدولة، فإنه يمكن استثمار هذا التباين للمناورة، أثناء التفاوض مع دول أخرى، ويمكن فى نفس الوقت، بسبب عدم توافر الذكاء السياسى اللازم، استغلال هذا الازدواج والتناقض ضد مصر من قبل دول العالم».