مدرسة "شكري سرحان ونور الشريف".. "من جاور السفارة سلم من الشغب"
المدرسة الإبراهيمية
بمنتصف شارع هادئ يجاور السفارة السعودية بحي جاردن سيتي، تستقر مدرسة الإبراهيمية بتاريخها الذي يعرفه الأهالي في المنطقة، مبنى على الطراز القديم، تتقدمه بوابة حديدية صغيرة، يحرسها فردان من موظفي المدرسة، يتابعان الداخل والخارج إليها لمنع محاولات الطلاب من "التزويغ".
أكثر من 90 عامًا، هو عمر المدرسة التي سميت نسبة إلى أول ناظر لها، إبراهيم تكلا باشا، عام 1926، خرجت رموزًا للمجتمع المصري، منهم من أضاف رصيدا للسينما المصرية منهم الفنان شكري سرحان، ومحسن سرحان، وصلاح قابيل، ونور الشريف، ومحمد صبحي، ومنهم من تولى منصبا مهما في مجالات التعليم والطب أبرزهم حسين كامل بهاء الدين، وزير التربية والتعليم الأسبق، وجواد حسني، وعلي توفيق الطبيب المصري الشهير، كما تخرج فيها من الرياضيين حمادة إمام وحسن حمدي وفاروق جعفر، حتى أضحت سجلات خريجيها تضم بين سطورها أسماء أعلام وقامات مهمة.
أمام بوابة المدرسة، يجلس سيد إبراهيم، الذي يعمل في الجراج المقابل للمدرسة منذ ما يقرب من 40 عامًا، شهد خلالها تخريج أجيال عديدة، يسكت قليلا وبصوت يعكس اعتزازه بمجاورة هذا الصرح العلمي: "زي ما فيه طلبة بتزوغ وبتنط من فوق السور.. فيه طلبة من المدرسة دي بيطلعوا من الأوائل كل سنة".
الوصف المناسب للمدرسة وفق "إبراهيم" أنها مشهورة بتخريج المتفوقين وأوائل الثانوية في كل عام، "مشكلتها الوحيدة إن بعض الطلاب شقية شوية"، يتعمدون إثارة الشغب والمشاجرات، التي قد تطور إلى حد الاشتباك مع رجال الأمن الذين يحرسون السفارة المجاورة لمدرستهم في بعض الأحيان.
على يمين البوابة الرئيسية للمدرسة من الداخل، علقت الإدارة لوحة كبيرة ترصد تاريخ نظار المدرسة منذ عهد إبراهيم باشا، وحتى المدير الحالي، يجاورها لوحة أخرى مدون عليها لائحة الانضباط المدرسي، والتي تُلزم المدرسة بها طلابها، وفق حديث أحد المدرسين.
تقل نسبة الحضور بين طلاب الصف الثالث الثانوي عن الصفين الأول والثاني، وهو أمر طبيعي وفق حديث أحد المدرسين، الذي رفض ذكر اسمه، لأن أغلب الطلاب تعتمد على الدروس الخصوصية، وتعتبر المدرسة "تضييع للوقت".
المدرسة التاريخية لم تختلف من الداخل كثيرا، رغم تجديد المبنى في وقت سابق، ولم يتخيل القائمون على إدارتها عن أهدافها ورسالتها المحددة، وبشهادة مدرس آخر، فإن الطلاب ملزمون بالحضور في الموعد المحدد للطابور الصباحي بالزي المخصص لهم، ولا حضور لمن يأتِ متأخرا على موعده كثيرا.
على بعد خطوات قليلة بمحازاة سور المدرسة، يجلس علي الجندي أمام الكشك الخاص به، يشيد بالمدرسة العريقة، ويرى أنه من حسن حظ إدارة "الإبراهيمية"، مجاورتها للسفارة السعودية.. "بسبب السفارة دي الأمن دايما موجود ومافيش قهاوي قريبة من المدرسة وده ساعد الإدارة على انضباط الطلاب شوية".
بالرغم من الانضباط النسبي وفق وصف "الجندي" إلا أنه لم يمنع بعض الطلاب المشاغبين من "التزويغ" أحيانا، مستغلين قصر طول السور المحاط به المدرسة.. "على الساعة 11 بتبدأ محاولات الهروب من المدرسة ومحدش بيقولهم إنتو بتعملوا إيه".