إيران وتركيا تصعدان عسكرياً بقصف شمال العراق بدعوى استهداف قوات البشمركة
القوات التركية والإيرانية تقصف مواقع فى شمال العراق قبل الاستفتاء
قصفت وحدات من المدفعية الإيرانية، أمس، مناطق الغابات الحدودية التابعة للإقليم الكردى شمالى العراق. وبحسب بيان نُشِر على موقع حزب الاتحاد الوطنى الكردستانى فإن «القصف الإيرانى تركز على عدة قرى تابعة لمنطقتى باليكايتى وحاجى عميران الحدوديتين». ولم يذكر البيان ما إذا كان القصف قد تسبب فى خسائر فى الأرواح والممتلكات أم لا. وأتى هذا القصف قبيل الاستفتاء الذى تنوى حكومة الإقليم الكردى إجراءه اليوم. وغالباً ما تقصف المدفعية الإيرانية مناطق حدودية فى الإقليم بدعوى استهداف مسلحى «البشمركة» التابعة لـ«الحزب الديمقراطى الكردستانى الإيرانى» فى المنطقة الحدودية. وذكرت قناة «روسيا اليوم»، أمس، أن قوات «الحرس الثورى الإيرانى» أطلقت مناورات برية قرب الحدود مع كردستان العراق. وكانت إيران حذرت مراراً السلطات فى كردستان العراق من إجراء استفتاء اليوم.
فى السياق ذاته، نفذت مقاتلات تركية، مساء أمس الأول، غارات على مواقع لحزب العمال الكردستانى، المحظور فى تركيا، فى منطقة «غارا»، شمال العراق. ودمرت مقاتلات تابعة لسلاح الجو التركى مستودعات أسلحة وذخيرة ومخابئ لمنظمة «بى كا كا» الإرهابية شمالى العراق. وبحسب بيان صادر عن رئاسة الأركان التركية، أمس، فإن «الغارات جاءت عقب رصد تحركات لعناصر بى كا كا، كانوا يستعدون لشن هجوم ضد القوات التركية». فى المقابل، أعلن حزب العمال الكردستانى، أمس، مسئوليته عن مقتل 13 جندياً تركياً قرب الحدود العراقية، موضحاً أن العملية جاءت ثأراً لمقتل 7 مدنيين من إقليم كردستان جراء قصف لطائرات تركية، وفق بيان صادر عنه نقله موقع «السومرية نيوز» الإخبارى العراقى. وأوضح الحزب أن قواته نفذت عملية ضد الجيش التركى فى منطقة «جولميرك» الواقعة على الحدود العراقية؛ أسفرت عن مقتل 13 جندياً تركياً وإصابة عدد آخر».
وذكر مصدر أمنى فى محافظة «كركوك»، أمس، أن 7 من عناصر «البشمركة» التابعين لـ«الاتحاد الوطنى الكردستانى» سقطوا بين قتيل وجريح فى انفجار عبوة ناسفة جنوب المحافظة. ونقلت وكالة الأنباء العراقية «واع»، عن المصدر قوله، إن «عبوة ناسفة انفجرت مستهدفة دورية تابعة لقوات البشمركة فى قضاء داقوق، ما أدى إلى مقتل أربعة من أفراد الدورية وإصابة ثلاثة آخرين». وأضاف المصدر أن قوة أمنية طوقت مكان الحادث، ونقلت المصابين إلى المستشفى، والجثث إلى الطب الشرعى.
«الدفاع» الروسية: آليات أمريكية تستخدم ممرات يحميها التنظيم بـ«دير الزور»
من جهته، قال المحلل السياسى العراقى حازم العبيدى، فى اتصال لـ«الوطن»، إن فرضية أن يكون هناك تدخل عسكرى تركى إيرانى شمال العراق على صلة بالاستفتاء لا يمكن حدوثها. وأضاف: «لا أتصور أن طهران وأنقرة ستتورطان فى هذه الخطوة، أو أن يلجآ للخيار العسكرى لمواجهة توجه الأكراد فى شمال العراق إلى الاستفتاء».
وفى سوريا، نشرت وزارة الدفاع الروسية صوراً تدل على انتشار آليات تابعة للقوات الأمريكية الخاصة فى المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» الإرهابى فى ريف «دير الزور» الشمالى. وأعلنت الوزارة فى بيان نشرته، أمس، على حسابها الرسمى فى «فيس بوك» أن القوات الأمريكية تضمن لعناصر «قوات سوريا الديمقراطية» المرور دون أى عوائق عبر مواقع لـ«داعش» على طول الضفة اليسرى لـ«نهر الفرات». وأوضحت الوزارة أن الصور التى تم نشرها التقطت من الجو فى مناطق انتشار «داعش» خلال فترة ما بين 8 و12 سبتمبر الحالى، وتظهر العديد من عربات «همر» الأمريكية عند النقاط المحصنة التى أقامها التنظيم. وأشارت الوزارة إلى غياب أى آثار لاقتحام القوات الأمريكية هذه المواقع أو قصف طيران «التحالف الدولى» بقيادة «واشنطن» لها، أو حتى اتخاذ عناصر الجيش الأمريكى أى إجراءات وقائية لحماية مواقعهم، مضيفة أنه «لا يمكن لذلك أن يدل إلا على أن العسكريين الأمريكيين يشعرون بالأمان فى المناطق الخاضعة للإرهابيين»، حسب البيان.
وقال وزير الخارجية السورى وليد المعلم، مساء أمس الأول، إن «النصر بات قريباً فى سوريا وإن دمشق تأمل فى أن تساعد مناطق تخفيف التوتر فى وقف الأعمال القتالية فى سوريا»، على حد قوله. وأضاف «المعلم»: «ما تحرير حلب وتدمر وفك الحصار عن دير الزور ودحر الإرهاب من الكثير من المناطق الأخرى إلا دليل على أن بشائر النصر قد أضحت قريبة».