«خليل»: جامعات الحكومة «مترهلة».. ولن ندخل قائمة أفضل 100 جامعة حالياً
خليل
أرجع الدكتور طارق خليل، رئيس جامعة النيل الأهلية، التى تُعد الأولى من نوعها فى مصر، سبب تراجع تصنيف الجامعات الحكومية بين نظيراتها العالمية، إلى «الترهل» الموجود فى أعداد الطلاب، وغياب تطوير المناهج وطرق التدريس، وافتقادها الاهتمام بالبحث العلمى... وإلى نص الحوار:
بداية.. ما تعليقك على استمرار تأخر ترتيب الجامعات الحكومية فى التصنيفات العالمية؟
- هناك عدد من الأسباب، أبرزها «الترهل» الموجود فى أعداد الطلاب، وغياب تطوير المناهج وطرق التدريس، وفقاً للاتجاهات العالمية بالتخصّصات العلمية المختلفة، وللأسف فقدت تلك الجامعات الاهتمام بالبحث العلمى، والابتكار، مقارنة بالجامعات العالمية المتقدّمة فى التصنيفات المختلفة، التى يعد الكثير منها جامعات بحثية فى الأساس، أى تهتم بالبحث العلمى فى المقام الأول، خصوصاً أن التصنيفات تهتم بشكل رئيسى بمدى تطور العملية التعليمية، وحصول أعضاء هيئة التدريس على الجوائز العالمية، فمثلاً حصول عدد من أساتذة جامعة القاهرة، على جائزة نوبل يجعلها متقدمة على باقى الجامعات الحكومية فى التصنيفات، حتى إن بقت فى أول 500 جامعة على مستوى العالم.
رئيس أول جامعة أهلية: الجامعات لا تهتم بربط البحث العلمى باحتياجات المجتمع رغم تقدّمنا عالمياً فى النشر الدولى للمرتبة الـ34
من أين نبدأ لإصلاح المنظومة التعليمية بالجامعات الحكومية؟
- علينا أن نهتم أولاً بالتشريعات الجامعية، التى تعود إلى فترة السبعينات، مما جعل من المألوف أن تجد أستاذاً جامعياً ما زال يدرس مناهج دراسية منذ أربعين عاماً، فى حين أن المجتمع يتغيّر من حولنا، لكن بتغيّر التشريعات يلتزم الأستاذ الجامعى بتطوير وتحديث المناهج بشكل مستمر، مما يعود بالنفع على العملية التعليمية بالجامعات، ولا أتصور أن تستطيع أى جامعة حكومية أن تحصل على ترتيب بين أول 100 جامعة على مستوى العالم خلال فترة حياتنا، فى ظل استمرار الأوضاع الحالية، وحصول الجامعة على ترتيب متقدّم عالمياً يعطى لها سمعة طيبة، ويعكس مناخ التعليم داخل هذه البلاد، ويجعل لدى خريجيها مصداقية فى سوق العمل.
علينا الاهتمام بتفعيل دور الأبحاث فى حل مشكلاتنا بما ينعكس على تحسين الاقتصاد القومى
كيف تستفيد الجامعات الحكومية من تجربة جامعة النيل الأهلية بربط الأبحاث باحتياجات المجتمع؟
- للأسف الجامعات المصرية الحكومية لا تهتم بربط البحث العلمى باحتياجات المجتمع، رغم تقدم ترتيب مصر عالمياً فى النشر الدولى فى المرتبة الـ34، إلا أن المردود المجتمعى للأبحاث المنشورة عالمياً ضعيف جداً، ويفتقر إلى الابتكار، سواء من الجامعات أو المراكز البحثية، مما يجعل قيمة البحث لا تتعدى قيمة الأوراق المطبوعة عليه، لذا علينا الاهتمام بتفعيل دور الأبحاث فى حل مشكلات المجتمع، بما ينعكس على تحسين الاقتصاد القومى، وفى جامعة النيل نعمل دوماً على ربط البحث العلمى ومخرجاته باحتياجات البيئة المحيطة، مثل المنطقة الصناعية فى 6 أكتوبر، وغيرها من الاحتياجات لسوق العمل، وبدأت فكرة الجامعة بمبادرة من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بهدف إنشاء جامعة بحثية متخصّصة تسهم فى وضع مصر على الخريطة العالمية للبحث العلمى، ولإنتاج التكنولوجيا المتطورة التى تمكن قطاع الاتصالات والمعلومات من المنافسة العالمية.