قيادات «العربية للتصنيع»: إنتاجنا العسكرى يمنح مصر استقلال القرار ويضمن عدم لىِّ ذراعها.. ونستغل فائض إمكاناتنا فى مشروعات التنمية
تصوير:
محمود صبرى
10:07 ص | السبت 09 سبتمبر 2017
قيادات «العربية للتصنيع»
- «زين»: 285 طائرة مصرية الصُنع تخدم فى قواتنا الجوية.. ومستعدون للتواصل مع الشركات المنتجة لـ«الرافال» و«ميج» لإجراء عمرات طائراتها فى مصر.. ولدينا سابقة تعاون معهم.. و«الهيئة» تجرى عمرة طائرات «مى 8» و«مى 17» الروسيتين
- «زغلول»: ندرس طرح سيارة بـ«سعر اقتصادى» قريباً ولدينا قوائم انتظار لسيارات «جيب» و«تويوتا».. ونفذنا نماذج لسيارات المشروعات الصغيرة المتنقلة
- نعمل فى مشروعات البنية التحتية فى «العاصمة الجديدة».. ونسهم فى استراتيجية ترشيد استهلاك المياه بإنتاج صوب زراعية حديثة وصنبور موفر للمياه
- رئيس «سيماف»: ننتج 30 عربة قطار أو سكة حديد أو مترو عند الطلب ونتجه للتصدير لعدم وجود تعاقدات محلية مع «النقل» حالياً
- «عبدالرحمن»: إنتاجنا من قطارات «الغلابة» ما زال فى الخدمة بـ«السكة الحديد» منذ 46 عاماً حتى اليوم.. ومصنع بجنوب أفريقيا هو منافسنا الوحيد بالشرق الأوسط.. ومشروع إنتاج 900 عربة لا يزال تحت الدراسة.. ومشكلة حكومتنا «التمويل»
- «وليد»: بابنا مفتوح لأصحاب الابتكارات.. والفريق عبدالعزيز يتابع مع رؤساء المصانع تنفيذها باهتمام بالغ.. وتبنينا مؤخراً فكرتى الكرسى المتحرك لمرضى ضمور العضلات والصنبور الموفر للمياه.. وننفذ مبادرات لتعليم الحرف وتأهيل العمال الفنيين
فى الحلقة الثانية من الندوة التى استضافت فيها «الوطن» قيادات الهيئة العربية للتصنيع، يتواصل الحديث عن معارك التحدى التى تخوضها الهيئة فى مجال الصناعات العسكرية، ومساهمتها فى عملية التنمية الشاملة التى تخوضها مؤسسات الدولة المصرية. وواصل اللواء مهندس محمود زغلول، مدير عام «العربية للتصنيع»، استعراض القدرات المصرية فى مجال الإنتاج العسكرى والمدنى أيضاً بما يحقق لمصر استقلال قرارها السياسى، وتحصينها من الضغوط الدولية.
وتحدث المهندس عبدالصادق عبدالرحيم، رئيس مجلس إدارة مصنع قادر للصناعات المتطورة، العامل على صناعة المدرعات، عن أوجه التعاون الدولى لترويج منتجات المصنع بالخارج، فضلاً عن تطوير قدرات المصنع وتدريب العاملين به وفق سياسات تدريب وتنمية القدرات البشرية الحديثة. أما اللواء مهندس محمد زين العابدين، رئيس مجلس إدارة مصنع الطائرات، فأكد أن هناك 285 طائرة «ألفاجيت وتوكانو وجازيل وk8e» مصرية الصنع من إنتاج «الهيئة»، وتخدم فى صفوف قواتنا المسلحة، موضحاً أن مصنعه صمم أجزاء من طائرات «ميراج 2000» أيضاً لصالح القوات المسلحة المصرية، والجيش الفرنسى، وصنع أجزاء من طائرات «إف 16» لصالح الشركة المصنعة لها فى أمريكا، إضافة إلى استعداد المصنع للتعاون مع الشركات المصنعة لطائرات «الرافال» و«ميج»، وغيرهما من الطائرات الحديثة لقواتنا المسلحة. وقال المهندس عبدالرحمن حسين، رئيس مجلس إدارة مصنع مهمات السكك الحديدية «سيماف»، إن المصنع لديه القدرة على إنتاج عربة قطار يومياً سواء لقطار سكة حديد أو مترو أنفاق أو ترام، ويمكن التعاون مع شركات ومصانع الهيئة، حال وجود طلب مكثف عليها، مشيراً إلى عدم وجود تعاقدات مع وزارة النقل لتوريد قطارات لها حالياً بسبب أزمة سيولة لديها، وأنهم يتجهون للتصدير لمواجهة تلك المشكلة.
«الوطن»: ننتقل للحديث عن صناعة المدرعات.. ماذا عن القدرات الإنتاجية للهيئة فى هذا المجال؟
- «عبدالصادق»: نمتلك قدرات إنتاجية توازى 20 مركبة مدرعة فى الشهر لخط الإنتاج الواحد، ويمكن زيادة وفتح أكثر من خط للإنتاج حسب الطلب، وعملاؤنا الرئيسيون قواتنا المسلحة، والشرطة المدنية، لكن لو توافر عقد لتصدير المدرعات يمكننا مضاعفة قدراتنا الإنتاجية لتلبية احتياجاتنا.
«الوطن»: أعلنت «الهيئة» منذ عام عن تطوير المدرعة «فهد 280» إلى «فهد 300».. هل تدرسون تطويرها أو تعديلها خلال المرحلة المقبلة؟
- «عبدالصادق»: التطوير مستمر، وهناك تعاون بين مصنعنا، والكلية الفنية العسكرية فى مجال تطوير العربات المدرعة، والمستهدف من هذا التطوير هو وجود مستويات حماية أعلى للجنود من المستوى الراهن، ومجابهة التحديات الأمنية الموجودة بأفكار جديدة، وكل هذا الحديث فى إطار البحث حالياً.
«الوطن»: هل من الوارد تطبيق هذا التطوير خلال المرحلة المقبلة؟
- «عبدالصادق»: نجرى تطبيقه حالياً، وسيجرى اختباره، لتطبيقه فى تصنيعنا الكمى المقبل للمدرعة «فهد».
«الوطن»: هناك استهداف لمدرعات الأجهزة الأمنية كل فترة فى الحملات ضد الإرهاب وأوكار الجريمة.. هل هناك عمل لإصلاح تلك المدرعات وإعادتها للعمل مرة أخرى؟
- «عبدالصادق»: موجودون بصفة دائمة لتقديم خدمات ما بعد البيع، وهى إحدى المميزات التى نقدمها للعميل الخاص بنا، فموجودون فى شمال وجنوب سيناء، وشمال وجنوب الصعيد، وغيرها من الأماكن، فلدينا فرق صيانة عاجلة للمدرعة التى قد تواجه أعطالاً أو مشاكل فنية لدى الأجهزة الأمنية المعنية، ولو كان بها استهداف أو أعطال كبيرة تُحمل لمصنعنا، ونعالجها لتعود مثل المدرعات الجديدة.
«الوطن»: وماذا عن أجيال المدرعة «فهد» التى جرى تطويرها؟
- «عبدالصادق»: بدأنا إنتاج المدرعة «فهد» منذ عام 1982، وتم تطوير 4 أجيال منها، بداية من «167 حصان، و240 حصان، و280 حصان، و300 حصان». وننتج مدرعات نقل جند، وقتالية، وذات برج محلى، وطرازين من «الإسعاف»، ومدرعات للقيادة والأمن ومقاومة الشغب، ووضع ونثر الألغام.
«الوطن»: تابعت بالتأكيد حديث الرئيس السودانى عمر البشير عن وجود مدرعات مصرية تدعم المتمردين هناك، وبحكم أنك المسئول عن صناعة المدرعات.. هل هى من إنتاج مصرى بالفعل؟
- «عبدالصادق»: لدينا 8 مدرعات موجودة فى السودان، وهى تعمل مع قوات حفظ السلام المصرية الموجودة فى دارفور ضمن قوات حفظ السلام الأممية هناك، وسياستنا فى ذلك واضحة، وملتزمون بأننا لا نصدر سلاحاً لـ«مناطق النزاعات».
«الوطن»: وما قصة الحل الذى توصل له شباب مصنعكم لإحدى المشكلات المستعصية فى تصنيع المدرعات بعد توقف توريد مكونها الأجنبى؟
- «عبدالصادق»: القصة تعود لمرحلة توقف فيها توريد المكون الأجنبى لنا وكنا فى مأزق، لأنه تم توفير خامات، ومواد لإنتاج 88 عربة مدرعة، وكان عدم التصنيع والتوريد سيمثل خسائر فادحة بالنسبة لنا، خاصةً أن أهم جزء توقف توريده هو «البروفيل»، ويعد مكوناً رئيسياً لربط أجزاء العربة المدرعة ببعضها، واتصلنا بشركات فى عدة دول منها روسيا، والتشيك، وغيرهما، ولم نجد من يصنعه، وحينما علم شباب من المهندسين والفنيين فى المصنع بذلك، فكروا، ثم صمموا جزءاً من «الصلب المدرع»، بطريقة معينة، وحينما نجحوا فى إنتاج «البروفيل» أبلغونى بالأمر.
«الوطن»: تتحدث كأنك لم تكن تعلم شيئاً عن قصة إنتاج «البروفيل»؟
- «عبدالصادق»: بالفعل، فهم عملوا بالورش، وقالوا لى: «يافندم عايزينك تشوف حاجة»، وحينما نزلت، وجدت «البروفيل» موجوداً، فقلت لهم: «لقيتوها فى المخازن ولا إيه؟!»، فردوا: «لا يافندم صنعناها»، وهنا لا يمكنكم أن تتخيلوا مدى فرحتنا، واتصلت بشكل فورى بالفريق عبدالعزيز سيف الدين، فقال لى: «أنا جايلك»، وجاء بنفسه، وتم إقرار ترقية استثنائية، ومكافآت مادية عالية للشباب العاملين، وصنعنا الـ88 جسماً كاملاً.
«الوطن»: وهل التطوير الذى حدث على المدرعة «فهد 280» تم بفكر وأيدى عاملى مصنعكم أيضاً؟
- «عبدالصادق»: نعم، لدينا مهندسة شابة لا يتجاوز عمرها 40 عاماً، أجرت هذا التطوير، وحينما وضعت نموذجاً لها، أخذتها للقاء الفريق عبدالعزيز سيف الدين فى مكتبه، وقلت له: «المهندسة هالة أجرت تعديلاً لتطوير المدرعة ومواصفاته كذا»، وأوصى «الفريق» بترقيتها، وأصبحت حالياً مدير عام البحوث فى «المصنع».
«الوطن»: ماذا عن المدرعة الجديدة التى تريدون إنتاجها داخل مصنعكم؟
- «عبدالصادق»: ندرس دائماً احتياجات العميل الخاص بنا، والقيادات المسئولة فى الشرطة اتصلوا بنا، وقالوا نريد عربة لا يزيد عرضها عن قياس معين، للدخول بها فى الأماكن الضيقة، وحينها اتجهنا للعربة جيب j8، التى تنتجها الشركة العربية الأمريكية للسيارات، التابعة لـ«العربية للتصنيع» أيضاً، وحينها قالت قيادات الوزارة إنهم يريدون السيارة تنطلق فى المساحات الشاسعة والواسعة.
«الوطن»: وما كان الحل إذاً؟
- «عبدالصادق»: تواصلنا مع شركتين؛ إحداهما فى جنوب أفريقيا، والأخرى فى أستونيا، وكنا نطلب دائماً حق التصنيع، وليس الاستيراد والتوريد للعميل، وتجاوبت معنا الشركة الأستونية بأن أى طلبات للمدرعات تُصنع فى «قادر»، ووردوا لنا عربة، وعرضناها على القوات المسلحة، والشرطة المدنية، وكان للمسئولين طلبات معينة يجرى تلبيتها حالياً، وستخضع المدرعة «كومبات تى 98» للاختبار بعد تلبية الطلبات، وهى عربة سريعة جداً، فسرعتها من 80 إلى 100 كيلومتر على الطرق غير الممهدة، مقارنة بسرعة من 60 إلى 80 كيلومتراً للمدرعة «فهد»، وفى غير الممهدة من 120 إلى 140 كيلومتراً، مقارنة بـ80 إلى 100 كيلو للمدرعة «فهد». ونتوقع أن يكون هناك طلب عليها لنبدأ فى تصنيعها.
«الوطن»: وهل ستكون تلك المدرعة بديلاً عن «فهد»؟
- «عبدالصادق»: تلك المدرعة من الفئة المتوسطة، والمدرعة «فهد 300» من الفئة الثقيلة، كما تنتج الهيئة عربة خفيفة أيضاً.
«الوطن»: علمنا أن وفداً من الهيئة زار دولة كوريا الجنوبية مؤخراً.. ما تفاصيل تلك الزيارة؟
- «عبدالصادق»: شرفت بأن مثلت «الهيئة» فى هذه الزيارة، والذى ضم ممثلين للقوات المسلحة، ووزارة الدولة للإنتاج الحربى، وكنا مدعوين من قبَلها، لنرى منتجاتهم، وهناك كنت حريصاً على أنهم دولة متقدمة تكنولوجياً، ولكن لدينا من الخبرات والإمكانيات ما يؤهلنا للتصنيع المشترك على أراضينا، ولن تقل جودته عما ينتجونه.
«الوطن»: ولماذا يصنعون بشكل مشترك معكم بدلاً من تصنيعه منفردين وإرساله للمنطقة؟
- «عبدالصادق»: قلت لمسئوليهم، أثناء الزيارة، إن التصنيع وإرسال المنتج للشرق الأوسط، وأفريقيا سيكلفهم بشكل كبير، ولكن لو جرى التعاون بين الجانبين سيتم الإنتاج بنفس الكفاءة، مع اعتبارنا بوابة لهم فى الشرق الأوسط وأفريقيا.
«الوطن»: وماذا كان رد فعلهم؟
- «عبدالصادق»: رحبوا بنا، وهناك وفود منهم زارونا لبحث التصنيع المشترك، وفى شهر سبتمبر الحالى ستزورنا شركة تقوم بإنتاج «السترات الواقية» بتكنولوجيا متطورة. وكنت مهتماً، خلال الزيارة، بالتواصل مع المسئول عن صناعة المدرعات، وأخذنا وسائل التواصل مع المسئول عن صناعة الطائرات لبحث مصنع الطائرات، التابع لنا، وإمكانية التعاون المستقبلى معهم.
«الوطن»: وما أبرز المجالات التى يعمل عليها مصنعكم بخلاف صناعة المدرعات؟
- «عبدالصادق»: فى مجال الصناعات الحربية، نعمل فى مجال العربات المدرعة، والمصفحة، والتدريع الإضافى للمركبات المختلفة، وتجهيز العربات العسكرية، بالإضافة لأننا أجرينا دراسة لإمكانية تصنيع «كبائن حراسة مدرعة»، وفى المجالات المدنية نتحدث عن عربات الإطفاء، والإنقاذ، وسلالم الإنقاذ، وتجهيزات السيارات، والسكك الحديدية، والمعدات الزراعية، ومنتجات خشبية.
«الوطن»: ماذا عن «كبائن الحراسة المدرعة»؟
- «عبدالصادق»: هو مشروع بحثى أجريناه بالتعاون مع إحدى الدول العربية، ويتضمن غرفة بمستوى حماية يصل للتصنيف «B7»، وهو مستوى حماية متقدم، وتوجد بها 5 نوافذ رؤية بزجاج مدرع، إضافة لمزاغل لضرب النيران على أى هدف، مع وجود كشاف باحث للإنارة ليلاً موزع فى جميع الاتجاهات، وميكروفون للتحدث عن بعد، فضلاً عن نظام إغلاق خاص لها، ونظام تكييف هواء لمراعاة العمل فى الأماكن شديدة الحرارة.
«الوطن»: وما أبعاد تلك الغرف؟
- «عبدالصادق»: أبعادها هى 2 فى 2 فى 2.1 متر.
«الوطن»: وكم عدد العاملين بالهيئة العربية للتصنيع؟
- «عبدالصادق»: العاملون ككل نحو 15 ألف عامل، وفى كل مصنع يختلف من الآخر؛ فلدى مصنع قادر عدد العاملين 1850 عاملاً.
«الوطن»: تتحدثون عن حجم أعمال كبيرة للغاية.. ومعروف أن لدينا فى مصر مشكلة فى عاملى المصانع وغيرها بوجود إداريين أكبر من المهندسين والفنيين.. هل تعانون من تلك المشكلة؟
- «عبدالصادق»: لدينا نحو 65% من عاملى «الهيئة» كعمالة مباشرة، والـ35% الباقية عمالة غير مباشرة.
- «زغلول»: الحقيقة أننا التفتنا لتلك المشكلة منذ فترة طويلة، ولو عدنا للوراء 5 سنوات فقط، وكنا 17 ألف موظف وعامل حينها، ولكننا أصبحنا نرشد أعداد العاملين، فهناك تعيينات تتم بشكل سنوى، ولكن يخرج 300 منهم 200 إدارى مثلاً لم أكن أريدهم، وأنا أعين 100 فرد فقط من يحتاجهم العمل، ونحن نتمنى أن يزيد عدد أعمالنا حتى يتم ضبط هيكل عملنا، فهناك أماكن يكون فيها 5 موظفين أو عاملين، ولا أحتاج للعمل سوى فرد واحد فقط، وهو ما يتم ضبطه.
«الوطن»: تعملون فى صناعات بالغة الدقة والحساسية.. كيف تهتمون بالكوادر البشرية لديكم؟
- «عبدالصادق»: لدينا فى كل مصنع قطاع كامل متخصص للموارد البشرية، فالوظائف إما إدارة عامة أو قطاع.
«الوطن»: وماذا عن البرامج التدريبية لعاملى «الهيئة»؟!
- «عبدالصادق»: هناك تدريبات تنشيطية، وتدريب ترقٍ، وتدريب تحويلى، لتصبح العمالة غير المباشرة عمالة مباشرة.
فى مشروع السكك الحديدية كان لدينا تحدٍ كبير، فكان يجب إنجاز الـ212 عربة للسكك الحديد فى توقيت معين بجودة عالية، والشركة الإيطالية التى كانت تعمل بالمشروع «أفلست»، استبدلناها بشركة صينية، واستغرقت المفاوضات فترة طويلة، ولكننا عوضناها بالعمل، وضغط فترة العمل بـ«سيماف»، لتعويض الوقت، وهنا توجيهات قيادة الهيئة كانت عمل 6 مصانع فى القطارات، بعد إجراء تدريب تحويلى لهم.
وكذلك مشروع الصوب الزراعية، فالتحدى كان الانتهاء من صوب إسبانية، وهولندية، ونموذج مصرى، وكان هناك تدريب تحويلى للعمالة غير المباشرة غير المؤثرة فى مصانعنا، فلدينا تميز فى نوعية العمالة، وجودة المنتج، فصناعتنا المدنية متميزة جداً فى الجودة.
«الوطن»: ولكن هل كان هناك فارق فى الجودة؟
- «عبدالصادق»: أخذنا من شركة إسبانية تصميمات التجهيزات الخاصة بقطارات السكك الحديدية، وكانت تجرى رقابة فيما يتعلق بجودة الأعمال، وقال مسئولوها إن مستويات منتجنا يساوى ما يخرج من أوروبا، وبعدها صدرنا 6 تعاقدات إلى مترو مدريد لإجراء تجهيزات داخلية له، ولشركة فرنسية، وشركة أخرى أجنبية.
- «زغلول»: أحد توجيهات الفريق «عبدالعزيز» لقيادات الهيئة دائماً هو الاهتمام بالتدريب، وأصدر رئيس الهيئة تعليمات للقيادات بوقف العمل فى المصانع يوماً كاملاً، وإجراء تدريب للعاملين خلاله لرفع مستوى جودة العمل لأقصى حد ممكن، رغم أن جودة إنتاجنا مميزة، ولكن نسعى للحفاظ على مستوى العاملين، وتطويره مع كل جديد يظهر على الساحة العالمية.
«الوطن»: ننتقل لرئيس «سيماف».. ما إمكانيات المصنع المخصص لصناعة عربات القطارات؟
- «عبدالرحمن»: صناعة القطارات إحدى الصناعات الثقيلة التى لا يعمل فيها مصنع واحد فقط، فالمساهمة فى الصناعة تكون عبر شركاء محليين أو أجانب، ومصنعنا هو الوحيد فى الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا الذى يصنع عربات السكة الحديد، والوحيد الذى ينافسنا موجود فى جنوب أفريقيا، ويعود تاريخ إنشاء المصنع لعام 1955، وبدأ نشاطه بإنتاج عربات البضائع، ثم أنتج عربات الركاب عام 1971، وبعضها يعمل «على السكة» حتى الآن، ويُسمى «قطار الغلابة»، وذلك رغم تصنيعها قبل 46 عاماً، كما أننا عملنا فى خطوط المترو الأول والثانى والثالث، وكذلك «الترام».
«الوطن»: ماذا عن المنتجات الحديثة؟
- «عبدالرحمن»: فى مجال المترو، فى الخط الثالث المرحلة الثانية «العباسية - هليوبوليس»، انتهينا من التصنيع الكامل لـ7 قطارات من الخامات للاختبارات كاملة، أى 56 عربة مكيفة، كما كان هناك 9 قطارات جاءت من اليابان للخدمة مباشرة، وحديثاً الخط الأول 20 قطاراً مكيفاً، وباقى الأسطول، فنحن أنتجنا 9 قطارات كاملة.
«الوطن»: ولماذا لا نصنع الـ20 قطاراً كلها؟
- «عبدالرحمن»: لأن عميلنا يشترى القطارات عبر قروض، والمقرض له شروط، بحد أقصى تصنيع يقترب من 50%، وهو إنجاز كبير، كما أنتجنا قطارات الـVIP، وعربات البوفيه للوجبات السريعة، كما أنتجنا قطارات كبائنها مثل «كبائن الطائرة»، وهى 5 عربات بتجهيزات خاصة.
«الوطن»: وكم عدد القطارات التى يمكن إنتاجها شهرياً؟
- «عبدالرحمن»: وصلنا لمعدل 30 عربة فى الشهر، سواء مترو أو ترام أو سكة حديد، وممكن نزيد عن هذا المعدل، وفق التوجيهات السياسية، ويعمل معنا نحو 100 مصنع فى تصنيع القطارات، إضافة لـ4 مصانع من الهيئة.
«الوطن»: وكم عدد خطوط الإنتاج داخل مصنعكم؟
- «عبدالرحمن»: لدينا 5 خطوط إنتاج، ولدينا بداخل الهيئة 8 كيلومترات سكة حديد لانتقال القطارات عليها بين الورش المختلفة. وننتج ما يطلب منا، وليس لدينا إنتاج تحت التخزين، وسابقة أعمالنا إنتاج 2700 عربة سكة حديد «مكيفة، وعادية، وبوفيه، وتوليد قوى»، وهى عربات تعطى الكهرباء للتكييف الموجود فى القطارات، وبها مولدان، أحدهما يعمل، وحين يتوقف يعمل الآخر، وكان هناك حديث عن التكييفات، فهى تضبط نفسها بنفسها ما لم تثبتها على درجة حرارة معينة، فالضبط الذاتى يكون حسب درجة الحرارة، ودرجة إشغال القطارات.
«الوطن»: وما الذى تعملون عليه حالياً؟
- «عبدالرحمن»: كنا نعمل على 20 عربة توليد قوى، وانتهت قبل ميعادها، ولا توجد عقود فعلية داخل المصنع حالياً، ولكن حينما كانت هناك عقود كنا ننتج عربة كل يوم عمل.
«الوطن»: وكيف يسير العمل فى المصنع حال عدم وجود عقود محلية؟
- «عبدالرحمن»: نتجه للتصدير، فـ«سيماف» معروف فى الخارج أكثر من الداخل. فالتصدير أصبح حتمياً لأن «الزبون المصرى»، ممثلاً فى السكة الحديد ومترو الأنفاق، لا يوجد لديهما ميزانية للشراء منا، وبالتالى يعتمدون على القروض الأجنبية لتمويل شراكة فى الشراء.
«الوطن»: وما الحل فى رأيكم؟
- «عبدالرحمن»: عرضنا مناقشة الحصول على قرض محلى لتصنيع القطارات محلياً، ما يعنى أنها ستصل بسرعة أكثر مما سيأتى من الخارج، بسعر أرخص، وبأعلى جودة ممكنة.
- «زغلول»: الحق يقال أن وزارة النقل لديها أزمة سيولة لتمويل القطارات الجديدة، وبالتالى تلجأ للقروض، وحين تطلب الوزارة من الدولة مبالغ معينة تأتى أقل منها، وبالتالى البديل هو توفير قروض محلية ميسرة، بدلاً من قرض بفائدة 20 أو 25% عليه.
«الوطن»: لكن نشر حديث عن تصنيعكم 900 قطار بالتعاون مع إيطاليا لصالح السكك الحديدية؟!
- «عبدالرحمن»: هذا عرض قدمته شركة إيطالية لوزارة النقل منذ عام، والعرض كان 700 عربة، ثم تطور لألف عربة، وهى أسعار منافسة بالنسبة للسكك الحديدية، لكننا كمصنع وقعنا اتفاقية مع الشركة لتصنيع 900 عربة بعد توريد المكونات والخامات كاملة من إيطاليا، حسب شروط التعاقد، مع توريدهم 100 عربة كاملة.
«الوطن»: وهل سينفذ هذا الأمر بالفعل؟
- «عبدالرحمن»: الموضوع لا يزال قيد الدراسة حتى الآن لدى وزارة النقل.
«الوطن»: ومن بيده حسم هذا الموضوع؟
- «عبدالرحمن»: وزارة النقل وهيئة السكك الحديدية يكون لهما التقييم الفنى أو القيمة السعرية، ولكن القرض نفسه يكون بناءً على رأى وزارة التعاون الدولى، والبنك المركزى، ووزارتى المالية والتخطيط، وجهات أخرى مسئولة بالدولة.
«الوطن»: ننتقل للحديث عن صناعة الطائرات فى «العربية للتصنيع».. كثيرون لا يعرفون أننا أنتجنا طائرات بمصر.. حدثنا عن تلك الصناعة؟
- «زين»: تاريخ مصنعنا عظيم، وكبير؛ فمصر بدأت التفكير فى صناعة الطائرات منذ عام 1950، والمسئولون فى هذا الوقت فكروا فى إنشاء مصنعين للطائرات، منهما مصنع لطائرات التدريب الخفيفة، وهو مكان مصنع «قادر» حالياً، وهو ما أنتج طائرة التدريب من طراز «جمهورية»، وهو ما أنتج نحو 300 طائرة، وجرى تدريب طلاب الكلية الجوية حتى عام 2000 حين تم استبدالها بطائرة تدريب ألمانية أخرى، وفى منطقة حلوان تم إنشاء مصنع الطائرات، وكان مصنع المحركات موجوداً فى هذا الوقت، وكان مصنعنا لإنتاج الطائرات النفاثة.
«الوطن»: وهل أنتجنا طائرة نفاثة بالفعل؟
- «زين»: جرى التفكير فى هذا الوقت لإنتاج طائرتين؛ الأولى هى طائرة تدريب متقدم، وهى «القاهرة 200»، ونجح المهندسون والفنيون فى تصميمها، وعليها محركان، وإنتاج كامل داخل مصنعنا، ومصنع المحركات، بالتعاون مع شركة إسبانية، أما المشروع الآخر فهو كان تصنيع طائرة قتال أسرع من الصوت، وهى «القاهرة 300»، وكان من المقرر تصنيع 5 نماذج منها، وجرى تصنيع وإنتاج 3 نماذج، منها نموذج أجرى اختبارات داخل مصر، والآخر فى ألمانيا، وللأسف توقف المشروع عقب «النكسة»، بسبب التوجهات السياسية بتوجيه الموازنة بالكامل للمجهود الحربى، وإعادة بناء الجيش.
«الوطن»: وما طبيعة عملكم بعد هذه المرحلة؟
- «زين»: نخدم قواتنا الجوية عبر صناعة بعض قطع الغيار للطائرات، والأجزاء المعلقة تحت جسم الطائرة لزيادة مداها أثناء حروب الاستنزاف، وخزانات وقود للطائرات «ميج 17»، و«ميج 21»، وبعد السبعينات، بدأ يكون هناك تفكير آخر فى صناعة الطائرات، وفى بداية الثمانينات كان هناك 3 مشروعات كبرى، أولها هو اشتراك 4 مصانع معنا، فى تصنيع مكونات طائرة «ألفا جيت» محلياً، ووصلت نسبة التصنيع المحلى 25%، وذلك لـ45 طائرة جرى إنتاجها، وما زالت تعمل فى قواتنا الجوية حتى الآن بكل كفاءة، وفى نفس هذا التوقيت جرى التعاون مع شركة برازيلية لإنتاج طائرة «توكانو»، وأنتجنا 134 طائرة، وبينها 80 طائرة جرى تصديرها لدولة العراق، وما زالت تلك الطائرة بالخدمة حتى الآن فى قواتنا الجوية، وجرى استخدامها لتدريب الطلبة، ولها مهام متعددة، كما فتحنا مجالات تعاون مع شركة «داسو» الفرنسية، بالتعاون معها فى الطائرات «ميراج 2000»، هذا بالإضافة للتعاون فى «ألفا جيت»، حيث صنعنا بعض أجزاء الطائرة، والخزان المعلق لها بسعة 1700 لتر، وصنعنا بعضها لصالح القوات الجوية الفرنسية لتسديد أجزاء من قيمة العقد الذى تم تصنيعه لـ«الميراج 2000»، وكانت طفرة غير مسبوقة فى تاريخ المصنع.
«الوطن»: وماذا حدث بعد ذلك؟
- «زين»: لكى نحافظ على الكفاءات، والخبرات الموجودة داخل مصنعنا، عملنا مشروعاً بحثياً عبارة عن طائرة خفيفة «حلوان»، وهى ما أجرت نحو 650 ساعة طيران، وهى ما قد تستخدم فى مراقبة مرور، أو تحركات، وأجرت مسافات من مطار حلوان للإسكندرية، والإسماعيلية، سابقاً، كما كان هناك تعاقد مع شركة «لوكيد مارتن» الأمريكية، لتصنيع بعض أجزاء الطائرة «إف 16»، مثل الجزء الذى يحمل الثقل الرئيسى للطائرة خلال الطيران، وربط أجزاء الطائرة معاً، وهو «الدعامات الرئيسية» للطائرة، ومع نهاية التسعينات فكرت القوات الجوية فى تغيير الطائرة «29» الروسية بطائرة أخرى، وتم التعاقد بعد عدة دراسات مع الطائرة «k8»، حيث تمت صناعتها بالتعاون مع شركة «كاتك»، بالإضافة لعمل مركز لبحوث الطيران، وزودته بالأجهزة اللازمة، ومن ضمنه التسويق داخل الوطن العربى، وأفريقيا.
«الوطن»: وكم عدد الطائرات التى صنعناها من هذا الطراز ونسبة التصنيع المحلى بها؟
- «زين»: 120 طائرة ما زالت تخدم فى قواتنا الجوية حتى الآن، وهى نفس الطائرة التى ترونها خلال المناسبات القومية المختلفة، ونسبة التصنيع المحلى لأجزاء هيكل الطائرة، وصلت لـ95% مع تطور مراحل الإنتاج.
- «زغلول»: ونوضح أن الضفائر الإلكترونية للطائرة يتم إنتاجها داخل مصنع الإلكترونيات التابع لنا أيضاً، وما زلنا نقدم خدماتنا لقواتنا الجوية بخصوص تلك الطائرة، وتتمثل فى خدمات ما بعد البيع، ولو أن هناك أى أعطاب رئيسية، أو حوادث طيران نتولى عملية الإصلاح لتلك الطائرات، بالإضافة لوجود عقد مع القوات الجوية لإجراء عمرات لها داخل مصنعنا، وذلك لأننا أنتجناها وسلمناها بداية من عام 2001.
«الوطن»: وهل هناك نية لتصنيع طائرات أخرى داخل مصنعكم؟
- «زين»: صناعة الطائرات لا يجريها مصنع واحد.
- «زغلول»: صفقة الطائرات تكون لـ10 سنوات مثلاً؛ فمعنى ذلك أننا سننفق مبالغ كبيرة لأجل صفقة واحدة مثلاً.
«الوطن»: عملتم مع الشركات المصنعة للرافال وإف 16 وميج من قبل.. هل هناك تعاون معهم فى هذه المرحلة؟
- «زين»: نتيجة احتياج البلاد للمنتج جاهزاً؛ تأتى الطائرات جاهزة، لكن لا مانع للتواصل معهم للتفاوض على عمرة تلك الطائرات فيما بعد.
- «زغلول»: لما أنتجنا لتلك الشركات أثبتنا أننا قادرون كمصنع أن ننتج، ويركب منتجنا فى الطائرات؛ فالإنتاج كان بالتعاون معها طبقاً لشروط التعاقد معهم.
«الوطن»: عملت الهيئة العربية للتصنيع أيضاً فى مجال الطائرات الهليكوبتر.. ما قصة هذه الأعمال؟
- «زين»: منذ 1988 بدأ مصنع حلوان، التابع لـ«الهيئة»، فى تصنيع، وتجميع للطائرات «الجازيل»، بواقع 66 طائرة، كما يجرى تفتيش موسع لها، كما يعمل على العمرة للطائرات «مى 8»، و«مى 17»، وإجراء تطوير لها.
«الوطن»: توقفت روسيا عن إجراء عمرات لطائرات «مى 8».. معنى ذلك أننا كنا سنكهن تلك الطائرات ما لم يكن هناك هذا المصنع؟
- «زين»: نحن نحافظ على كل شىء فى المنتج لآخر وقت ممكن.
- «زغلول»: العمق الصناعى يعطى تأميناً فنياً للمعدة الموجودة لدينا؛ لمواجهة المشكلات التى تطرأ على المعدات العسكرية، والقطارات؛ بعد استعمالها لسنوات طويلة، خاصة أننا لسنا دولة غنية، يمكنها شراء طرازات حديثة والاستغناء عن القديمة باستمرار، والمعدة تعمل فى مصر لسنوات طويلة، مثل السيارة «128»؛ يستخدمها صاحبها 30 سنة دون كلل، فى حين أنها فى الخارج تُستخدم 4 سنوات فقط ثم يجرى تغييرها؛ ولدينا طائرات فى الخدمة عمرها تجاوز 45 سنة؛ وهنا نواجه مشكلتين، وهى إغلاق إنتاج قطع غيار الطائرات بالخارج، لأنك مضطر هنا إما للاستغناء عن الطائرة أو التعامل معها»؛ فضلاً عن التأمين الفنى للطائرة، والحفاظ على كفاءة المعدة القديمة، بالتعاون مع الجهات المعنية، وهو ما نواجهه فى ورش مصانعنا بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربى والقوات المسلحة، ونواجه أحياناً حالات حظر، ومنع إمداد؛ فبعد ثورة 1952 قطع الأمريكان علاقتهم مع مصر، وبعد حرب أكتوبر 1973، قطع الروس علاقاتهم مع مصر، ولديك طائرات روسية؛ فمن أين ستجرى لها صيانة، أو قطع غيار؟! ولا يوجد طائرة واحدة وقفت، وبعد ثورة 25 يناير قطع الأمريكان بعض المعونات الفنية لمصر، ولكن لا تجد طائرة واحدة وقفت بسبب القدرات الصناعية المصرية، وأحد عناصرها هو الهيئة العربية للتصنيع، ووزارة الإنتاج الحربى، والقدرات الفنية للقوات المسلحة.
«الوطن»: وهل لتلك القدرات شق «سياسى»؟
- «زغلول»: مصر منذ اليوم الأول لبناء تلك القدرات الصناعية العسكرية، استهدفت أن تكون لديها «حرية واستقلال القرار»، وأنها «مش هيتلوى دراعها»؛ فلو خفضت المعونة، سأعتمد على نفسى، وحين منعت عنى «بروفيل المدرعات» صنعته محلياً، ولو لم يكن لدىّ قاعدة صناعية، لوقفنا عاجزين أمام هذه الضغوط.
«الوطن»: أحد المجالات التى يعمل بها مصنع الطائرات جنباً إلى جنب مع عمله العسكرى.. هو العمل بالمشروعات القومية، هل يمكن أن تحدثنا عنها؟
- «زين»: نستغل فائض قدراتنا الإنتاجية فى العمل المدنى؛ ونتجه إلى المساهمة فى المشروعات المدنية مثل المشروعات القومية الاستراتيجية، مثل معالجة مياه الصرف الصحى لمدينتى الضبعة سواء الجديدة أو القديمة؛ فالجديدة لخدمة المحطة النووية، والإنشاءات التى ستكون بجوارها، والضبعة القديمة هى المدينة القائمة بالفعل حالياً، وهى محطة سعة 14 ألف متر مكعب فى اليوم، بالإضافة لخطوط طرد بطول 20 كيلومتراً، ومحطتى رفع، بالإضافة للدفع النفقى أسفل الطريق الصحراوى حتى لا نقطع الطريق، بالإضافة لخطوط شبكات ورفع 173 كيلومتراً، وخزانات رى للغابات الشجرية، ومحطات رفع، ومحطة المعالجة فى هذا المشروع «ثلاثية»، كما نفذنا مشروع المعالجة فى مدينة الإسماعيلية الجديدة، بحجم أكبر من «الضبعة».
«الوطن»: ماذا عن مشروع «صوامع الغلال»؟
- «زين»: نفذنا أكبر صومعتين ضمن المشروع، الأولى فى العامرية، وتم افتتاحها من الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ شهر أبريل الماضى، وتعمل الصومعة حالياً، واستقبلت 54 ألف طن، ويتم تدويره، وتبخيره، والصومعة الأخرى فى مدينة دمياط، وهى 70 ألف طن، وتم تخزين 260 ألف طن بها، وتم صرفها 3 مرات ونصف.
«الوطن»: هناك مجال آخر دخلتموه مؤخراً.. وهو إنتاج الجيل الجديد من السيارة «تويوتا فورنتشر».. ولكن اصطدم المصريون بأن سعرها «غالٍ»؛ فهل يمكن إنتاج سيارة بسعر أرخص منها؟
- «زغلول»: ما يحركنا فى هذا الموضوع هو «آليات السوق»، فنحن شركاء مع شركة «فيات كرايسلر» العالمية، وندرس معهم وجود عربة اقتصادية أكثر للمواطن، وفى القريب العاجل سنطرحها بإذن الله.
«الوطن»: ماذا عن سعر تلك السيارة؟
- «زغلول»: ستحكمه آليات السوق، وعن أنفسنا «عايزين ننزلها ببلاش»؛ فشركة فيات لديها متوسط واسع فى أسعارها.
«الوطن»: تنتجون سيارات «جيب»، وعربة «فورنتشر»، والمعروفة بسعرها الغالى.. ما موقفها لديكم؟
- «زغلول»: لدينا «قائمة انتظار»، لأنه مدروس بشكل جيد جداً حجم احتياجات السوق المصرية؛ فأنا لن أنتج منتجاً وأخزنه؛ فأنتجنا سيارات لـ«بيجو»، وغيرها، ولدينا قوائم انتظار لأشهر كثيرة.
- «وليد»: حينما شاهدت ثالث أكبر مسئول فى أكبر شركة سيارات عالمية يتحدث، أدركت لحظتها أن دم زملائى فى الجيش والشرطة لم يذهب هباء، وأن الفرج لبلادى مقبل أسرع مما نتخيل.
«الوطن»: قلتم إنكم ستصنعون أجهزة رى محورى حديثة.. ما الذى وصلتم إليه فى هذا الأمر؟
- «عبدالصادق»: وردنا 128 جهازاً لإدارة المياه بالقوات المسلحة، بالتصنيع المشترك مع شركة الخريف السعودية، وتوريد كمية منها.
«الوطن»: كهيئة ذات طابع اقتصادى وإنتاجى، كيف تغلبتم على الآثار السلبية لسياسات «تعويم الجنيه»؟
- «زغلول»: التعويم من وجهة نظرى كمواطن مصرى قرار سليم 100%، لأنه لو لم تتخذه مصر فى الآونة الأخيرة لتعرضنا لعواقب صعبة، وهو قرار تأخر كثيراً، وكان يجب أن يتخذ بشجاعة مثلما حدث من القيادة السياسية، والمشكلة أنه على المدى القصير تكون له مشاكل، وعلى المدى المتوسط والطويل تتحسن تدريجياً، وانتهجنا وسائل عديدة للتغلب على آثار هذا القرار فور تطبيقه، فمثلاً كنا قد تعاقدنا على بعض الأعمال، وأخذنا دفعات مقدم، والسعر زاد، وأصبحت ملزماً بقوة القانون أن أكمل التعاقد بالسعر القديم، أما العقود الجديدة فتكون بـ«السعر الجديد»، وواجهنا المعاناة بروح التحدى داخل الهيئة، عبر زيادة ساعات العمل، والحصول على عقود جديدة؛ وأنا مؤمن بأن الله يلقى لكل طائر رزقه، لكنه لا يلقيه له فى عشه، وعليه أن يسعى ويجتهد، ويعمل ليجد هذا الرزق، وهو ما فعلناه قدر المستطاع، كما أن الدولة من رئيس الوزراء كان هناك تفهم حينما عرضناه، وأشر بـ«يعاد التوازن للعقود»، وحينما يكون الأمر فى يد مستويات القيادة الصغيرة ترفض التعاون؛ فهناك تعاقد ما كان سعر الدولار فيه 6 جنيهات، وانتهينا من تسليمه خلال هذا العام، رغم زيادة سعره، لأنه بات ملزماً لى قانوناً.
«الوطن»: وهل استطعتم تحقيق نسبة توازنات فى العقود؟
- «زغلول»: بنسبة كبيرة منها نعم، وهناك لجنة مشكلة حالياً برئاسة وزير الإسكان لمواجهة مشاكل التعاقدات مع الشركات والكيانات الصناعية، ونحن من ضمنها.
«الوطن»: وهل ثبات سعر الدولار أثر عليكم؟
- «زغلول»: حينما كان يتغير سعر الدولار كل فترة كنا نخسر، ولكن الآن يتراوح سعره بين فروقات بسيطة؛ وكان قبل ذلك يتأثر بنسب تصل لـ25% من قيمته، كما أنه حدثت خسائر لم نستطع أن نتعامل معها، لكن فى النهاية حققت هيئتنا أرباحاً هذا العام، ولم تحقق خسائر، وذلك نتيجة روح المحبة، والتعاون، والتحدى بين قيادات الهيئة، ورؤساء الوحدات الإنتاجية، وتواصل الفريق عبدالعزيز سيف الدين مع العاملين؛ فكل رئيس مجلس إدارة لديه اجتماع شهرى مع العاملين، و«الفريق» نفسه يجتمع مع ممثلى مصنع من مصانعنا كل شهر، وهو أمر نتجاوز به أى أزمة.
«الوطن»: وباعتبار العاصمة الإدارية هى أكبر المشروعات الموجودة فى مصر حالياً.. هل تعملون بالمشروع؟
- «زغلول»: نعمل فى كل مشروعات البنية التحتية بها، مثل الصرف الصحى، ومعالجة المياه، والمواسير بولى إيثلين عالى الكثافة، وغيرها.
«الوطن»: وهل لديكم اتجاه للعمل فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة؟
- «زغلول»: هى على المحك بالنسبة لنا؛ ومحل اهتمام، فمثلاً منذ 4 سنوات نفذنا نماذج للسيارات المتنقلة، ونفكر جدياً فى المشروعات التى يمكن أن يعمل بها شباب، لكنها تحتاج بحثاً جيداً، ونكلف الشباب لدينا بذلك، وهذا فى إطار القرية المنتجة، وهو مشروع يعمل به الدكتور هشام الشريف، وزير التنمية المحلية.
«الوطن»: وهل الهيئة تفتح أبوابها للراغبين فى تنفيذ اختراعاتهم وابتكاراتهم المفيدة؟
- «وليد»: بالتأكيد؛ فمثلاً تبنينا حالة الشاب عبدالرحمن، وهو «المخترع الصغير»، صاحب فكرة كرسى متحرك مخصص لمرضى ضمور العضلات يسير بحركة العنق، وكذلك نتبنى ابتكاراً لصنبور موفر للمياه، وهو مشروع لن يأتى لنا بمكسب، ولكن سيفيد الدولة، بتوفير المياه؛ فنحن نهدف لخدمة الاتجاه الوطنى، والمصلحة القومية، ونريد أن تكون منتجاتنا مثل هذا الصنبور الموفر فى المساجد، والمدارس، وغيرها، بأساليب بسيطة، بحيث تعمل دقيقة أو اثنتين أو 3 دقائق، حتى تغلق وحدها وتتوقف عن ضخ المياه؛ وأى فرد لديه فكرة، ويريد أن يأتى لنا نفتح بابنا له، وهناك أفراد يأتون بأفكار غير قابلة للتنفيذ، وأؤكد أن الفريق عبدالعزيز سيف الدين، رئيس مجلس إدارة «العربية للتصنيع»، يتابع باهتمام بالغ مع قيادات «الهيئة» تطور تنفيذ تلك الابتكارات، ويؤكد دائماً أن الشعوب تبنى بسواعد شبابها، كما يولى اهتماماً كبيراً بزيارات الشباب للهيئة، وأيضاً عمل مبادرات مثل علم ابنك حرفة وتأهيل العمال الفنيين.
المهندس عبدالصادق عبدالرحيم رئيس مجلس إدارة «قادر»
«زغلول» يعرض تقارير منتجات «الهيئة»
اللواء محمد زين رئيس مصنع «الطائرات»
المهندس عبدالرحمن حسين رئيس مصنع «سيماف»