سائقو قطارات: سنلتزم بالتعليمات ولن نقود جراراً غير آمن ولا يصلح فنياً للعمل
سائقو قطارات السكة الحديد خلال حديثهم مع «الوطن»
أكد عدد من قائدى قطارات السكة الحديد التزامهم بالتعليمات الصادرة من الهيئة بقطاع الأمن والسلامة، وعدم الخروج بجرار غير آمن ولا يصلح فنياً للعمل بالرحلات، طبقاً لجداول التشغيل التى تضعها السكة الحديد من الورشة، حتى لا يواجه السائق مصير زملائه فى حادث القطار الذى وقع مؤخراً بمنطقة خورشيد بالإسكندرية حفاظاً على حياته وحياة الركاب، وأشار السائقون إلى أن سبب التأخيرات فى رحلات القطارات لفترة طويلة عقب وقوع الحادث أو إلغاء بعضها أو لعدم وجود جرارات صالحة للعمل، أن السائقين قبل الحادث كانوا يتجاوزون عن بعض الأعطال «عشان المركب تمشى»، حسب قولهم، ويكون هناك سكة حديد، أما بعد وقوع الحادث وتحميل المسئولية للسائقين وحبسهم اختلف الأمر، والقضبان لم يطرأ عليها أى عمليات تطوير أو صيانة منذ 12 عاماً، وأسباب تكرار وقوع حوادث القطارات بمنطقة العياط يرجع لعدم وجود إشارات حتى بنى سويف، لأن كل الإشارات «فاسدة» ومعطلة وتتسبب فى حدوث تأخيرات، وشكا السائقون من أن كابينة الجرار غير صالحة للاستخدام وكراسى القيادة متهالكة والزجاج أغلبه مكسور وبدون مساحات وكشافات الإنارة معطلة وأغلبها ضعيفة، وكل ذلك يؤثر على السائق أثناء قيادته للجرار، وطالب السائقون الهيئة بتنفيذ جداول التشغيل المعتادة وعدم الدفع بقطارات إضافية خلال إجازات العيد، نتيجة العجز فى السائقين والمساعدين، ما يؤثر على العمل بباقى الرحلات على الخطوط الأخرى.
رئيس «الرابطة»: لدينا 561 جراراً و280 غير صالحة للتشغيل.. و«عبدالدايم»: أطالب «الهيئة» بعدم الدفع بقطارات إضافية فى العيد
وقال مصطفى شكرى، رئيس رابطة قائدى القطارات بالسكة الحديد، إن السائق يبدأ بعمل رحلة الاستعداد داخل ورش الهيئة قبل قيادته القطار من خلال معاينة الجرار والإتمام عليه بعد تجهيزه من الفنيين، ويقوم بمراجعة الفرامل والزيوت وأجهزة التحكم الآلى الخاصة بالسرعة وتجربتها، وبعد ذلك يقوم بالتأشير للاستعداد بالجرار فى دفتر العمرة داخل الورشة، لافتاً إلى أنه حال اكتشاف أى عيوب فنية بالجرار داخل الورشة يقوم السائق بإخطار الفنيين لإصلاحه، أما إذا وقع أحد الأعطال بالجرار أثناء قيادة السائق خلال رحلته أثناء المسير يتم الانتظار لإزالة العارض بمعرفة السائق فى توقيت أقصاه 5 دقائق فقط، وبعد ذلك يتم طلب الإمداد، وأكد «شكرى» أنه حال عدم صلاحية الجرار للعمل فنياً أثناء وجوده داخل الورشة يطالب السائق بإصلاحه، وفى حال عدم إصلاحه يعتبر الجرار معطلاً ولا يخرج به السائق للعمل، لافتاً إلى أن إجمالى عدد الجرارات التى تنقل الركاب فى السكة الحديد 561 جراراً يعمل عليها ما يقرب من 5 آلاف سائق ومساعد، منها 450 جراراً ألمانياً و100 كندى و6 جرارات إسبانية، يعمل منها فعلياً 280 جراراً، وهى لا تصلح أيضاً للتشغيل وللسفر نهائياً، لعدم توافر قطع الغيار وأعمال الصيانة اللازمة، بخلاف 17 جراراً لنقل البضائع ضمن الصفقة التى أبرمتها الهيئة لاستيراد 120 جراراً من شركة جنرال إلكتريك عام 2008.
وقال سيد صبحى صالح «سائق» إن كابينة الجرار غير صالحة للاستخدام، وكراسى القيادة متهالكة والزجاج أغلبه مكسور ودون مساحات، وكشافات الإنارة معطلة وأغلبها ضعيفة، وكل ذلك يؤثر على السائق أثناء قيادته للجرار، لافتاً إلى أن «قضبان» السكة لم يطرأ عليها أى عمليات تطوير أو صيانة منذ 12 عاماً، والصالحة منها فى المسافة ما بين منطقة العياط بالجيزة حتى بنى مزار فى المنيا فى الاتجاهين، سواء المتجه إلى أسوان أو المقبل إلى القاهرة، موضحاً أن أسباب تكرار وقوع حوادث القطارات بمنطقة العياط يرجع إلى عدم وجود إشارات حتى بنى سويف، لأن كل الإشارات «فاسدة» ومعطلة، وتتسبب فى حدوث تأخيرات، وينطبق الحال على المنطقة ما بين إيتاى البارود وسيدى جابر، لأن نظام التشغيل المعمول به غير صحيح، ونناشد المسئولين بالهيئة عن نظام التشغيل أن يتم العمل بنظام التقاطر لتجنب وقوع الحوادث، وأشار «صبحى» إلى أن السبب الرئيسى فى حدوث تأخيرات فى رحلات القطارات لفترة طويلة عقب وقوع حادث منطقة خورشيد بالإسكندرية هو أن السائقين قبل الحادث كانوا يتجاوزون عن بعض الأعطال، أما بعد وقوع الحادث وتحميل المسئولية للسائقين التزم الجميع بالتعليمات الصادرة من الهيئة بقطاع الأمن والسلامة، ما أدى إلى حدوث تأخيرات، بسبب عدم خروج السائق بجرار غير آمن وغير صالح فنياً للعمل بالرحلات، طبقاً لجداول التشغيل التى تضعها السكة الحديد، حتى لا يواجه السائق مصير زملائه فى حادث قطار الإسكندرية، وحفاظاً على حياته وحياة الركاب، ونتج عن ذلك تنفيذ القيام بـ«75%» من الرحلات التى حدثت فيها أيضاً تأخيرات، بالإضافة إلى إلغاء النسبة المتبقية من الرحلات لعدم وجود جرارات صالحة للعمل، وأكد «صبحى» أن الرحلات الإضافية التى أعلنت هيئة السكة الحديد عن القيام بها خلال إجازات عيد الأضحى ستحدث بها تأخيرات فى مواعيد الوصول وارتباك فى جداول التشغيل الفعلية، لعدم وجود جرارات صالحة لتشغيل القطارات «المخصوصة» التى سيبدأ تحركها لعمل رحلات على خطوط الوجه القبلى خلال ساعات، لأن الرحلات التى تقوم بها الجرارات الحالية ينتج عنها تأخيرات فى جداول التشغيل، تصل بها نسبة التأخيرات ما بين 3 إلى 4 ساعات فى الرحلة الواحدة على جميع خطوط الوجهين القبلى والبحرى.
«صبحى»: كل الإشارات معطلة وتتسبب فى الحوادث وتأخير القطارات بالساعات
وطالب إسماعيل عبدالدايم «سائق» الهيئة بتنفيذ جداول التشغيل المعتادة، وعدم الدفع بقطارات إضافية خلال إجازات الأعياد، نتيجة العجز فى السائقين والمساعدين، ما يؤثر على العمل بباقى الرحلات على الخطوط الأخرى، لافتاً إلى أن الهيئة يعمل بها حالياً 5 آلاف سائق ومساعد وتحتاج إلى 2000 آخرين لسد العجز، لأن المساعد يتدرج فى العمل 10 سنوات مع التدريب ليصبح قائد قطار، وبسبب العجز يتعثر فى بعض الأحيان تعيين سائقين ومساعدين للقطار، ما يتسبب فى استدعاء بعض السائقين ومساعديهم للقيام بالرحلات خلال أيام الإجازات، وهو يمثل عبئاً وإرهاقاً شديداً على السائق، وطالب «عبدالدايم» قيادات السكة الحديد بالاهتمام بأعمال الصيانة على الجرارات والإشارات وتأهيل العاملين فنياً على نظم التشغيل الجديدة بالهيئة، وأن يولى الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، الاهتمام بتحسين المرفق وتطوير نظم الإشارات والجرارات قبل الاهتمام بأعمال تطوير المحطات والمزلقانات، موضحاً أنه حال تطوير المرفق وتحسينه خاصة قوة الجر الموجودة، يستطيع الراكب بعد 5 سنوات ضبط ساعته على رحلات قطارات السكة الحديد كما كان يحدث فى السابق.