بالصور| "القدس تنتصر".. مشاهد توثق إرادة الفلسطينيين في وجه الاحتلال
القمدسيون يصلون خارج الأقصى
لا يغلق باب مدينتهم ويذهبون إلى الأقصى ليصلوا وقتما يشأوون، قاعدة تربوا عليها ولا بديلا عنها يرتضون، تلك الحمية التي أثار ضجيجًا في العاصمة الفلسطينية القدس، منذ أن أغلقت قوات الاحتلال أبواب ثالث الحرمين الشريفين أمام المصلين منذ نحو 14 يومًا، وحتى إزالة الحواجز الإلكترونية مساء أمس، وسط تكبيرات وزغاريد المقدسيين.
في ساعة مبكرة من صباح الجمعة 14 يوليو، بدأت الأحداث، عندما فتح 3 شباب فلسطينيين النار على الشرطة الإسرائيلية في باب الأسباط، أحد أبواب القدس القديمة، فقتلوا اثنين من عناصرها وأصابوا آخر، وأغلقت إسرائيل المسجد الأقصى حتى الأحد الماضي، ومنعت إقامة صلاة الجمعة فيه، ما آثار ردود فعل عربية وفلسطينية رافضة.
للمرة الأولى منذ 50 عامًا، منعت قوات الاحتلال إقامة صلاة الجمعة في الحرم القدسي، واحتجزت عددًا من حراس المسجد التابعين للأوقاف الإسلامية وصادرت هواتفهم، كما صادرت مفاتيح باب الأسباط وباب المجلس من موظفي الأوقاف عقب اعتقالهم في اليوم نفسه.
وبعد يومين، شرعت قوات الاحتلال، بتركيب بوابات إلكترونية على عدد من أبواب المسجد الأقصى المبارك، بعد مواصلتها لغلق المسجد لليوم الثالث على التوالي.
المئات يسيرون من الأزقة والشوارع البعيدة، متجهين للصلاة في مسجد الأقصى، في السابع عشر من يوليو، ويقيمون صلاة الظهر أمام باب المجلس رافضين الدخول عبر البوابات الإلكترونية، ثم أعلنوا الاعتصام احتجاجًا ورفضًا لإجراءات الاحتلال بنصب البوابات الإلكترونية على بوابات الأقصى، وخضوعهم للتفتيش في أثناء دخولهم إليه.
وفي نفس اليوم، قمعت قوات الاحتلال المصلين المعتصمين عند باب الأسباط، وأبعدتهم بالقوة إلى خارج سور القدس التاريخي، بعدما خيرتهم بين الدخول للمسجد بعد التفتيش الإلكتروني أو الابتعاد عن باب الأسباط والساحة الأمامية.
الجمعة 21 يوليو، شهدت جعمة "الغصب للأقصى" التي دعت إليها فصائل فلسطينية مختلفة، مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والفلسطينيين بعد منعهم من الوصول للمسجد الأقصى وإقامة الصلاة هناك والاعتداء عليهم وإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.
وفي الساعات الأولى من صباح الجمعة، منعت شرطة الاحتلال الإسرائيلية، الجمعة، الرجال دون سن الخمسين من دخول البلدة القديمة في القدس، حيث ازدادت حدة التوتر بعد التدابير الأمنية، التي فرضتها إسرائيل للدخول إلى الحرم القدسي، وسقط 3 شهداء خلال أحداث جمعة الغضب.
وفي ساعة متأخرة من ليلة الإثنين الماضي، قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إزالة البوابات الإلكترونية التي أثارت السخط والاحتجاج في القدس واستبدالها بكاميرات مراقبة، واستخدام وسائل مراقبة أخرى أقل لفتا للانتباه، ما أثار غضب عدد كبير من الفلسطينيين رافضين تحكمات الاحتلال في المسجد الأقصى.
ومع الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، قررت الحكومة الإسرائيلية، التراجع عن خطتها الرامية إلى تركيب كاميرات إلكترونية على أبواب المسجد الأقصى، التي أثارت غضبا فلسطينيا.
15 يومًا، لم يركع مصل داخل الأقصى، ولم تتوان عزيمة المرابطين بالخارج، القابعين أمامه لم يخشوا الرصاص، لم تمنعهم إراقة دماء أبناء وطنهم على يد الاحتلال من استمرار الاعتصاك وأداء كل الفروض أمام باب الأسباط، حتى عاش الآلاف من المقدسيين مشهدًا لن ينسوه، بإزالة الاحتلال الإسرائيلي للبوابات الإلكترونية والجسور والمسارات الحديدية التي نصبها على باب الأسباط ومداخل وأبواب المسجد الأقصى، خلال الأسبوعين الماضيين.