نجل مأمور كرداسة فى حفل تخريج طلاب «الشرطة»: «أنا ابن شهيد.. ومشروع شهيد»
الرئيس «السيسى» والمشير «طنطاوى» و«منصور» وعدد من المسئولين خلال الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلاب كلية الشرطة
«أنا ابن الشهيد ومشروع شهيد»، بهذه الكلمات تحدث الملازم أول تحت الاختبار عمر محمد جبر، نجل الشهيد اللواء محمد عبدالمنعم جبر، مأمور مركز شرطة كرداسة الذى اغتالته يد الإرهاب، وذلك خلال كلمته أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى واللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية أثناء تكريمه فى احتفالية تخريج دفعة من طلبة كلية الشرطة.
وقال الملازم «عمر»: «فخور أن والدى استشهد وأصررت على أن أدخل كلية الشرطة عشان أكمل مشواره فى البطولة، ولأنه فخر لنا، وعلشان نجيب حق الشهداء وأقول للعالم كله إننا مش خايفين».
وقالت الطفلة عالية، ابنة العميد ياسر الحديدى، الذى استشهد فى تفجيرات 9 مارس الماضى بالعريش، إنها حزنت عندما علمت بسفر والدها للعريش، وأخبرها أنه مسافر ليحمى الوطن، قائلاً: «لو أنا مسافرتش مين هيسافر!»، مشيرةً إلى أنه بعد أيام وصلها خبر استشهاده، وأن الذى جعلها تحتمل فراق والدها أنه شهيد، حى يرزق فى الجنة، يشعر بنا، وصممت أن تجتهد وتصبح الأولى فى مدرستها كما كان يرغب والدها.
الرئيس يكرم أوائل الخريجين ويشهد تخريج دفعة جديدة.. ويحتفى بالنقيب «رامى» أحد مصابى العمليات العسكرية
وكرم الرئيس عبدالفتاح السيسى أوائل الخريجين من كلية الشرطة، وقلّد الخريجين نوط الامتياز من الدرجة الثانية، خلال حفل تخرج دفعة جديدة من طلاب كلية الشرطة وقسم الضباط المتخصصين بأكاديمية الشرطة، ومن بين المكرمين ملازم محمود بدرى على أحمد، وملازم مازن عصمت محمود عثمان، وملازم أول سالمة على أحمد عبدالتواب، والنقيب رامى جمال حرب، أحد مصابى العمليات العسكرية، الذى حظى بتكريم وتحية وتقدير من الرئيس السيسى.
وحضر الحفل المشير محمد حسين طنطاوى والدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب والمهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، واللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة وشخصيات دينية وعامة.
وبدأت وقائع الاحتفال بعزف السلام الجمهورى فور وصول الرئيس «السيسى» إلى منصة الاحتفال بالأكاديمية وألقى اللواء الدكتور أحمد العمرى مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة كلمته ورحب بالحضور فى مقر الأكاديمية بالقاهرة الجديدة. وتضمن الاحتفال تقديم طلبة الكلية من مختلف السنوات الدراسية عروضاً قتالية تظهر مهاراتهم الفائقة فى التعامل مع مختلف الأهداف، سواء فى الرماية أو الاشتباك أو المطاردات ونماذج عملية على كيفية مواجهة الجريمة، إضافة إلى عدد من الفقرات الأخرى التى تظهر مدى استيعابهم لتنفيذ البرامج العملية والتعامل مع مختلف الظروف التى يمكن أن يتعرضوا لها فى أثناء أداء المهام التى يتم تكليفهم بها. وشهد الرئيس «السيسى» مراسم تسليم وتسلم القيادة للدفعة الجديدة من خريجى كلية الشرطة. وكرم الرئيس فى نهاية الاحتفال أوائل طلبة كلية الشرطة وقسم الضباط المتخصصين والوافدين، وقسم الدراسات العليا ومنحهم نوط الامتياز من الطبقة الثانية تقديراً لتفوقهم وتميزهم خلال فترة دراستهم بالكلية.
الطفلة «عالية» ابنة الشهيد «الحديدى» فى العريش: «والدى فى الجنة وقال لى قبل ما يسافر: رايح أحمى الوطن»
وقال اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية: «إن جهاز الشرطة يدرك إدراكاً كاملاً حجم التهديدات التى تحدق بالوطن، ولعل آفة الإرهاب الأسود البغيض التى تضرب العالم بأسره تعد الخطر الأكبر الذى أصبح يهدد استقرار الشعوب ويقوض أمنها، وتزداد خطورة هذه الآفة نتيجة تنامى حدة الصراعات الإقليمية بالمنطقة، التى يتخذها خفافيش الظلام من دعاة الشر والإرهاب ستاراً يتخفون وراءه، للعصف باستقرار المنطقة وعرقلة جهود التنمية والازدهار بها».
وتابع «عبدالغفار»: «الإرهابيون بأفعالهم الإجرامية، يهددون الإنسانية بأسرها، ما يتطلب وعى المجتمع الدولى، بأهمية وضرورة تكاتفه، من أجل المواجهة الشاملة لهذا الخطر، حرصاً على أمن وسلامة البشرية».
واستكمل وزير الداخلية: «أنصت العالم بأسره لكلمات الرئيس السيسى، حينما شخص الداء وحدده، وأعلنها صراحةً أن الإرهابى ليس من يرفع السلاح فقط، بل من أعده ودربه وموله، ووفر له ملاذاً آمناً وخصص له منابر إعلامية، تعمدت تزييف الوعى الجماهيرى ونشر الشائعات، من خلال خطط خبيثة استهدفت العصف بسيادة دول واستقرارها، حتى صارت شعوبها بفعل الإرهاب ممزقة وفى شتات».
وتابع «عبدالغفار»: «عقد رجال الشرطة العزم، على الإسهام الجاد فى تحصين المصالح العليا للبلاد من كل خطر يهددها، وهم على قدر كبير من الوعى بمسئوليتهم، فى انتهاج المزيد من سبل التطوير والتحديث». وأضاف: «اليوم ونحن نشهد هذه المهارات والقدرات المتميزة لطلبة أكاديمية الشرطة، وهم يزدهرون أقوياء البناء مثمرى العطاء، متسلحين بما قدمته لهم الأكاديمية من جرعات علمية فى المجالات القانونية والشرطية، باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية وعناصر التدريب الراقى المتقدم، نلمح فى نظراتهم نسمات الغد المشرق، الذى يمتد على درب أجيال متعاقبة سبقتهم فى التفانى والبذل».
ولفت «عبدالغفار» إلى أن «رسالة وزارة الداخلية السامية، التى تستهدف تعضيد مقومات الأمن وترسيخ معالم الاستقرار، حرصاً على الجدية فى الأداء والإصرار على الالتزام بالعهد والوفاء، والسعى نحو تدعيم ركائز قدرات العنصر البشرى، الذى كان وسيظل الهدف الأسمى فى الاستراتيجية الأمنية التى تواجه تحديات جسيمة، ومخاطر تتربص بالوطن، تتعاظم حدتها مع ما تحققه مسيرة الأمة المصرية من إنجازات ونجاحات، تبهر العالم وتدفع بها إلى ما تستحقه، من مكانة إقليمية ودولية».
وزاد وزير الداخلية: «من هذا المنطلق، فإن الشرطة المصرية لا تألو جهداً فى التضحية بأغلى ما تملك، بالروح والنفس إلى جانب الأشقاء بالقوات المسلحة الباسلة، من أجل المواجهة الحاسمة للتحديات مهما تعاظمت، وسيستمر رجال الشرطة، بعون من الله، فى التصدى لأى محاولات للعبث بأمن الوطن ومقدراته، حريصين على تنقيته من كل ما يمس استقراره ومصالحه القومية».