بالفيديو : إبادة مسلمي "أراكان".. صمت دولي مخزٍ ومأساة إنسانية جديدة في الأفق
![بالفيديو : إبادة مسلمي](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/14067_660_fxg.jpg)
دخل أسامة ليتابع حسابه على "فيسبوك"، وجد صورا لم يستطع النظر إليها من فرط بشاعتها، أكثر من 7 قتلى تغطى الدماء وجوههم، تابع أسامة القصة ليعرف ما سبب موت هؤلاء، ففوجئ بمأساة شعب كامل تتمثل أمامه في موت هؤلاء الأشخاص.
"بورما" .. هي إحدى دول شرق آسيا، ويطلق عليها الآن جمهورية اتحاد ميانمار، ويدين أغلب سكانها بالبوذية، وإقليم أراكان عبارة عن دولة إسلامية احتلتها دولة بورما عام 1748، كان هذا الاحتلال السبب الرئيسي في اضطهاد المسلمين في بلادهم نظرا لاتهام البوذيين لهم بالإرهاب، وتعرض الإقليم للعديد من حوادث التمييز العنصري، مثل مذبحة مسلمي أراكان عام 1942 التي راح ضحيتها أكثر من مائة ألف مسلم.
في بداية شهر يونيو قررت الحكومة البورمية أن تعطي مسلمي أراكان بعض حقوقهم، أقرت الحكومة منح بطاقة المواطنة لمسلمي أراكان، وكان هذا سبباً كافياً لزيادة حقد جماعة "الماغ" البوذية عليهم، بدأت الأحداث بتعدي الماغيون في بلدة تاس ونجوك البوذيتين على حافلة تقل مجموعة علماء مسلمين عائدين من أداء العمرة وضربهم حتى الموت، وتسبب مقتل 8 دعاة مسلمين على يد 300 بوذي في الحادث باندلاع ثورة في بورما.
برر البوذيون هذا الحادث باتهامهم للعلماء أنهم قاموا باغتصاب فتاة بوذية وقتلها، وقتلهم كان انتقاما لها، ولم تتخذ الحكومة البورمية موقفاً من قتلة العلماء المسلمين بل على العكس ألقت القبض على أربعة مسلمين للتحقيق معهم في قضية مقتل الفتاة البوذية.
شهد يوم 3 يونيو الاندلاع الحقيقي للثورة، أحاط الجيش البورمي بشوارع إقامة المسلمين تحسبا لقيامهم بمظاهرات، فوجئ المصلون عقب صلاة الجمعة بمجموعة من البوذيين يلقون الحجارة عليهم عند خروجهم من المسجد دون تدخل من الشرطة، أصيب الكثير من المسلمين فثاروا على هذا الوضع المهين لمسلمي أراكان وقاموا ببعض أعمال شغب في البلدة.
فرض الجيش حظر التجوال على الطرفين البوذي والمسلم، لكن جماعة "الماغ" البوذية اخترقت الحظر، فقامت بمحاصرة منازل المسلمين وحرقها دون أن تتحرك أجهزة الشرطة لإنقاذها، انتشر الماغيون في الشوارع بالسواطير والسكاكين والعصى يتعرضون لأى مسلم يمر في الشارع.
فر ما تبقى من مسلمي أراكان إلى البحر للحفاظ على حياة أسرهم، اندفعوا بمراكبهم المتهالكة إلى عرض البحر دون طعام أو شراب، هربوا من الموت على يد البوذيين ليموتوا من الجوع في عرض البحر، لجاؤا إلى شواطئ بنجلاديش التي تقع غرب بلدتهم فمنعوا دخولهم، حتى الآن يهيم ما تبقى من مسلمي أراكان في البحر بحثاً عن ملجأ لهم.